تشغل أم كلثوم حيزا كبيرا فى قلوب وعقول أهل المغرب، إذ مازالت سيدة الغناء العربى تحتل مكانة خاصة عند المغاربة المغرمين بالطرب الأصيل، ولم تستطع السنوات تغيير هذه الحقيقة، رغم تعاقب المطربين والمطربات على الساحة الفنية، ولم يفتر حب شعب المملكة المغربية لأغانى كوكب الشرق الطويلة، بالرغم من تسارع إيقاع الحياة اليومية، وتطور وسائل التكنولوجيا وتطبيقاتها التى تستهلك الوقت.
وانطلاقا من هذا الشغف المغربى بفن سيدة الغناء العربى المتفرد دشنت وكالة المغرب العربى للأنباء (و.م.ع)، وهى وكالة الأنباء الرسمية فى المغرب، إذاعة «أم كلثوم ــ كوكب الشرق»، تذيع على مدار الساعة الموسيقى والأغانى، التى أبدعت أم كلثوم فى أدائها، وتتيح هذه الإذاعة لمتابعيها الاستماع والاستمتاع بهذه الوجبة الفنية عبر تطبيق خاص على الهاتف، وعبر الموقع الرسمى للإذاعة على الإنترنت.
وفى إعلانها عن تدشين هذه الإذاعة، قالت وكالة الأنباء المغربية: «لقد قدمت أم كلثوم أعمالا رائعة تستحق أن تُفرَد لها إذاعة تحتفى بفنها الخالد»، وأضافت أن: «أغانيها اقتحمت، من خلال نصوص جميلة وشعر رصين، كافة الأقطار العربية وخارجها. من أحمد شوقى إلى أحمد رامى، غنت أم كلثوم عن الحب بكل أنواعه والقومية والطبيعة والمشاعر الإنسانية بكل تلاوينها. كما ألهمت كوكب الشرق أفضل الملحنين العرب: رياض السنباطى، ومحمد عبد الوهاب، وبليغ حمدى، وزكريا أحمد ، ومحمد القصبجى، ومحمد الموجى وغيرهم».  وتعليقا على تدشين إذاعة «أم كلثوم ــ كوكب الشرق»، أكد الكاتب والشاعر خليل الهاشمى الإدريسى، المدير العام لوكالة المغرب العربى للأنباء، فى تصريح خاص لـ«الأهرام»، أنه لم تؤثر أى مطربة فى تاريخ الغناء العربى كما أثرت أم كلثوم، التى تميزت بقوة شخصيتها وحضورها، وكرست، على حساب
حياتها الخاصة، كل مؤهلاتها خدمة للثقافة العربية، عبر أكثر من مائة أغنية. وأوضح الإدريسى أن إطلاق وكالة الأنباء المغربية إذاعة أم كلثوم يأتى فى إطار رؤية لإطلاع الأجيال الجديدة على الفن الأصيل، والوصول إليهم عبر وسائلهم التكنولوجية الحديثة، مشيرا إلى أنه تم أيضا إطلاق إذاعة الطرب العربى (طرب راديو)، وتعرض الموسيقى العربية الكلاسيكية التى شهدت نهضة كبيرة فى سنوات الثلاثينيات، وكانت القاهرة مركزا لهذه النهضة الموسيقية، وتوافدت عليها شخصيات متنوعة ومواهب متعددة منحت هذا الفن كل عظمته.
وأضاف المدير العام لوكالة المغرب العربى للأنباء أنه تم أيضا تدشين «‎إذاعة الطرب المغربي»، لترتاد عوالم الطرب المغربى الأصيل، و«إذاعة السماع»، للإنشاد الدينى، و«إذاعة الأندلسيات»، للاحتفاء بالموسيقى الأندلسية الراقية، و»إذاعة الملحونيات»، للتراث الغنائى المغربى، و«إذاعة الطرب الأمازيغى»، وغيرها من الإذاعات التى تحقق نجاحا فوق التوقعات.
وشدد الإدريسى على أن تدشين هذه الإذاعات ليس مجرد «نوستالجيا»، بل سعى إلى أبعد من ذلك، إلى نقل الأفكار والعواطف والنصوص والأحلام إلى جميع الأجيال القادمة، حتى يجرى تقاسم الذائقة الفنية العربية على الدوام.
يُذكر أن كوكب الشرق أم كلثوم زارت المملكة المغربية عام 1968 وقدمت فى عدد من مدنها مجموعة من الحفلات شهدت إقبالا منقطع النظير، وقوبلت خلال هذه الزيارة بحفاوة شديدة من جانب العاهل المغربى الراحل الملك الحسن الثانى، ومن الشعب المغربى الذى كان يخرج فى استقبالها قبل وصولها إلى أى مدينة رغم الأمطار، لدرجة جعلت أم كلثوم تبكى من التأثر بهذه الحفاوة، وتقول: «إننى أحمد الله قبل كل شيء.. شعب المغرب أسرنى بعواطفه وحسن استقباله ومشاعره نحو مصر، ولا أستطيع أن أعبر بالكلمات عن مدى شعورى تجاه الشعب فى المغرب، قابلونى هكذا لأنى من مصر قطعة من مصر».

( النص أعلاه المنشور ب»بوابة الأهرام» للإعلامي المصري سامي القمحاوي هو تفاعل مع تخصيص وكالة المغرب العربي للأنباء لإذاعة إلكترونية خاصة بأغاني كوكب الشرق أم كلثومم كاثوم، وذلك من بين العديد من الإذاعات المماثلة الخاصة التي أحدثتها في الشهور الأخيرة الوكالة الإعلامية المغربية لإذاعة العديد من الأنماط الموسيقية المغربية و العربية..)