أنا عظيم الأبالسة

لقد نجحت في إفساد كل شيء
أومأت للسحاب فصار غرابا
وللصخرة
فأمست طائر رخ
وبيدي الخفيفة
جست بطن النهر
فغاض الماء من عين التنين
طردت آدم من الجنة
وأسكنت خلقا آخر اسمه الوحشة
ومن جوف امرأة حسناء
كانت تحب التفاح
أخرجت الأفعى
فصارت أناكوندا عملاقة
سكنت بيت العالم
صنعت الألم على وجه الأرض
وحولت المحيط إلى غيمة
والثلج إلى فودكا
والرعد الهادر إلى موسيقى الروك
والسهل الواطئ
إلى بيلياردو لقتل الوقت
حملت الزلزال في عربة
بعجلتين مطاطيتين
وأحصنة من غابات الأمازون
وخبأته في حانة قمار
كي لا يراه الله
وليمشي حشد من العميان
إلى جنتي الخالدة
حصرت البرق في قارورة
والمطر في دولاب
والبركان في ألبوم العائلة
والصبار في بطن الحوت
وبكثير من السوء
أشعلت الحروب بين الإخوة اللطفاء
من أجل خبز يابس
ثم أطفأتها
بنفخة من بوق القيامة
ولينمو الصبر في قلب الليل
أوغلت في الدعاء
أحرقت سفن القراصنة
ليهيم القرش في اليابسة
وزرعت الدموع في أصيص
كهدية في عيد ميلاد الحياة
ملأت صحون القساوسة بصكوك الغفران
وجعلت الشعراء
يتبعهم الغاوون إلى الجحيم


الكاتب : عبد الله مهتدي

  

بتاريخ : 14/07/2023