يشهد شهر دجنبر الجاري، برنامجاً متنوعاً من الفعاليات الثقافية والعلمية التي تنظمها مؤسسات مغربية وإسبانية في عدد من المدن. وقد استُهلّت هذه الفعاليات منذ بداية الشهر بمجموعة من اللقاءات التي سلّطت الضوء على التراث الأندلسي، وقضايا الإعلام، وحقوق النساء في القطاع السمعي البصري، إضافة إلى عروض موسيقية وفنية
و في هذا الإطار، يستعد معهد سيربانتس بتطوان لافتتاح معرض فوتوغرافي خاص بتاريخ نادي أتلتيكو تطوان خلال مشاركته في الدوري الإسباني الممتاز في موسم 1951-1952. ويوثّق المعرض، الذي يمتد إلى غاية 25 يناير، لمرحلة فريدة في الذاكرة الرياضية للمدينة عبر أرشيف بصري نادر
كما تتواصل الأنشطة هذا الشهر بحفل “ثامبومبا جيريثانا” الذي ستحتضنه الرباط يوم 18 دجنبر، من إحياء المغنية “لا تشوكولاتا” وفرقتها، في أجواء احتفالية مستوحاة من تقاليد عيد ميلاد المسيح في منطقة الأندلس
و للإشارة فقد انطلقت فعاليات الشهر بمؤتمر دولي احتضنته مدينة فاس في فاتح دجنبر، بمشاركة متخصصين مغاربة وإسبان ناقشوا التحديات المعاصرة المرتبطة بتدريس التراث الأندلسي. وتناول المؤتمر تمثيل هذا التراث في الكتب المدرسية، والمقاربات التربوية الجديدة، ودور الموسيقى والمعالم التاريخية في صون الذاكرة، إضافة إلى مكانة الماضي الأندلسي في البرامج التعليمية بالبلدين. واختُتمت أشغاله بتوصيات ترمي إلى تحديث هذا المجال بما يواكب رهانات القرن الحادي والعشرين
و شهدت المدرسة العليا للصحافة والاتصال بالدار البيضاء يوم 3 دجنبر لقاءً مع الصحافية الإسبانية ماريا كالاف، التي قدّمت محاضرة حول تحديات العمل الإعلامي في زمن التضليل المعلوماتي. وتأتي هذه المحاضرة في إطار المرحلة الختامية من سلسلة
PENSAR
المخصّصة لتعزيز التفكير النقدي بين المغرب وإسبانيا حول قضايا السلام وحقوق الإنسان والهجرة
و خلال الرابع من دجنبر، احتضنت المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش مائدة مستديرة ضمن حملة «السينما بلون برتقالي»
«Orangez le Cinéma»
التي تروم التوعية بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في القطاع السمعي البصري وشاركت في اللقاء خبيرات من الجمعية الإسبانية
CIMA
قدّمن أحدث الدراسات المرتبطة بظاهرة العنف في المجال السينمائي، إلى جانب عرض التجارب القانونية والمهنية التي راكمتها إسبانيا في هذا السياق. وقد أكملت هذه الندوة مسار حملة انطلقت منذ شتنبر، وشملت مؤسسات سينمائية وتكوينية متعددة بالإضافة إلى إطلاق مسابقة وطنية للأفلام القصيرة
من جهة أخرى، قدّم عازف الغيثار الكولومبي خوان ماريو كوييار مساء 5 دجنبر الماصي، حفلاً موسيقياً في معهد خوان رامون خيمينيث بالدار البيضاء، مزج خلاله بين التقاليد الإسبانية والإيبيرية-الأمريكية عبر مقطوعات تنهل من الذاكرة العاطفية والثقافية المشتركة. و عرضا أخر يوم 7 دجنبر في متحف إيف سان لوران بمدينة مراكش
استضافت كاتدرائية طنجة أمسية موسيقية نقلت الجمهور عبر مسار أوروبي غني على آلة الأورغ ، من رقصات عصر النهضة لِكابيثون، إلى “توكاتا وفوغا” الشهيرة لباخ، مروراً بمؤلفات موزار وجهان ألان وغوريدي. وقد شكّل الحفل رحلة فنية عبّرت عن تلاقح الأزمنة والثقافات
و للتذكير فقد شهد شهر نونبر الماضي عرض الأطفال “طراستو يتفلسف” بمراكش، الذي قدّم رحلة مرحة تجمع بين الألوان والمشاعر والرقص والدمى، في تجربة تحفّز المشاركة الإبداعية للأطفال
أنشطة ثقافية وعلمية متنوّعة بين ضفّتي المغرب وإسبانيا خلال شهر دجنبر
الكاتب : سهام القرشاوي
بتاريخ : 09/12/2025

