موسم طانطان يفتح نافدة على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية
فتح موسم طانطان بوابة جديدة للاستثمار في الأقاليم الجنوبية عبر احتضان منتدى للاستثمار الأخضر دعيت إليه نخبة من المستثمرين العرب والأفارقة والدوليين لتعريفهم بمؤهلات وفرص الجهات الصحراوية الثلاثة وتمكينهم من الالتقاء بالفاعلين المحليين من أجل نسج علاقات تعاون وشراكات.
وعرف منتدى الاستثمار الأخضر، الذي نظم أول أمس السبت في نسخته الثانية، مشاركة وفود من الإمارات العربية وفرنسا وإسبانيا والسنغال وكاليدونيا الجديدة والعديد من الدول الإفريقية. وحضر المنتدى سفراء 20 دولة إفريقية في الرباط، والذين شاركوا في جسة خاصة حول العلاقات المغربية الإفريقية ودور الأقاليم الصحراوية كحلقة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، من جهة، وكجسر لإفريقيا في اتجاه أوروبا وباقي العالم، من جهة ثانية.
وقال فاضل بنيعيش، رئيس مؤسسة ألموكار التي تشرف على تنظيم موسم طانطان، “على مدى 13 سنة شكل موسم طانطان موعدا سنويا بالنسبة لنا للالتقاء كعائلة من أجل استرجاع ثراثنا الصحراوي اللامادي والاحتفال بالثقافة الحسانية وتثمينها. غير أننا أردنا أن نعطي بعدا آخر للموسم يكون له وقع مباشر على حياة سكان الصحراء. لذلك أطلقنا هذا المنتدى الإقتصادي على هامش الموسم بشراكة مع الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية والوكالة المغربية لتشجيع الاستثمار”. واضاف فاضل “خصصنا الدورة الأولى لمنتدى الاستثمار الأخضر، التي نظمت العام الماضي، لتقديم الجهة بشكل عام، و لم تكن لدينا مشاريع ملموسة. بخلاف هذه الدورة التي اشتغلنا عليها على مدى السنة وأعددنا عرضا استثماريا متكاملا. لذلك نحن متفائلون بأن تخرج هذه الدورة بمشاريع استثمارية ملموسة. إذافة إلى النتائج التي ننتظرها من اللقاءات الثنائية التي ستنظم اليوم وغذا بين المستثمرين المدعووين والفعاليات الإقتصادية المحلية”.
وخلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الاستثمار الأخضر بطانطان، أكد محمد ساجد، وزير السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الإجتماعي، على ضرورة الحرص على حماية البيئة المحلية وأخدها بعين الاعتبار كأولوية في جميع المشاريع الاستثمارية. وأضاف ساجد، الذي قظى الليلة كغيره من المدعووين للمنتدى في خيام صحراوية بسيطة نصبت قرب مصب واد شبيكة، “عندما استيقظت في الصباح ورأيت هذه المناظر الساحرة أصبت بالدهول. وتذكرت البطاقة التقديمية للمشروع السياحي الضخم الذي سيقام في هذا الموقع، والذي يتضمن عددا من الفنادق والفيلات والإقامات. وتساألت في نفسي هل من المعقول أن نغطي هذه المناظر الخلابة بهذا الكم الهائل من الإسمنت؟”. واضاف ساجد أنه جد مسرور لأن إنجاز المشروع تأخر، مشيرا إلى أنه سوف يعمل على مراجعة المشروع برمته.
من جانبه أعلن المهدي العلمي، مدير شركة أوراسكوم المغرب التي تتولى إنجاز مشروع واد شبيكة، أن الشركة بدأت فعلا في مراجعة المشروع، مشيرا إلى أنها ألغت الجانب المتعلق بإنشاء ملعب للكولف من 18 حفرة، وأنها بصدد مراجعة باقي مكونات المشروع على ضوء دراسات الوقع البيئي، إضافة الأخذ بالإعتبار لضرورة إشراك السكان المحليين واستفادتهم من المشروع مند البداية.
وأكدت أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكابورات والمعادن، أن السلطات أصبحت أكثر تشددا فيما يتعلق بدراسات الوقع البيئي، خصوصا مع تشديد القوانين الجديدة عليها. وقال إن المكتب اضطر إلى إنجاز دراسة ثانية قبل الشروع في استغلال منجم للزركون بالمنطقة لأن السلطات نبهته إلى أن الدراسة الأولى قد مر عليها العام.
ودعا عبد الرحيم بنبوعيدة، رئيس جهة كلميم واد نون، إلى ضرورة تشجيع تدفق الإستثمارات إلى الجهة، مشيرا إلى أن كلميم واد نون طانطان لم تعرف استثمارات كبيرة في مستوى مؤهلاتها. ودعا بنبوعيدة إلى إنشاء لجنة لتتبع نتائج وتوصيات منتدى الاستثمار الأخضر وسير تنفيدها.
وتحدث يوسف أتركين، مدير المركز الجهوي للاستثمار، عن مؤهلات المنطقة ومزايا الاستثمار بها، والآفاق الذي فتحه النموذج الجديد لتنمية الأقاليم الجنوبية، والذي خصص لجهة كلميم اد نون مبلغ 11 مليار درهم من بين 77 مليار درهم المخصصة للجهات الصحراوية الثلاثة.