يحتفلُ العالم أجمع بالواحد والعشرين من مارس يوماً عالمياً للشعر. ذلك ما كان يحلُم به الشعراء المغاربة، وهم يُؤسّسُون لـ”بيت الشعر في المغرب”، يُؤالِفُ بينهم، ويَحْميهم من عواصف النّسيان واللامُبَالاة. تجسّدت الفكرة، بَدْءاً، بإحياءِ الثامن من أبريل يوماً للشعر في المغرب، قبل أن تشعّ الفكرةُ ذاتُها على جِهات الأرض، بمُبَادرة مغربية، وتضعَ الشّعر في مكانه الطبيعي. ولنا هنا أن نقف عند معنى المبادرة، بما هي تأسيسٌ لبداية لها امتدادُها في الزّمان والمكان.
إنّ التّفكيرَ في الاعتراف بالشعر، والتأسيسَ لفكرة الاحتفال به، بما تعنيه كلمةُ التأسيس من عمقٍ، تَرْجَمَ الرّغبة في تَشْيِيدِ معرفةٍ شعريّةٍ جديدة، يصيرُ فيها الشّعر أحد أسس الثقافة الراهنة، وهو الذي عاش في المغرب الإقصاء وغياب دعْم المؤسّسات الثقافية والمعرفية له.
انطلق النداءُ الرسميّ للإعلان عن اليوم العالمي للشعر من “بيت الشعر في المغرب” في شخص رئيسه آنذاك، محمد بنيس، الذي وجّه رسالة مُوقّعة باسمه وصفته إلى المدير العام لليونيسكو في التاسع والعشرين من نونبر سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وألف، بشأن إقرار يوم عالمي للشعر. وهو الاقتراحُ الذي تمّت المُوافقة عليه بصفة رسمية، وأقَرَّهُ الجمْعُ العام لليونسكو المُنعقد في دورته الثلاثين، بتاريخ الخامس عشر من نونبر سنة تسع وتسعين وتسعمائة وألف، ليُعْلَنَ عن الواحد والعشرين من مارس يوماً عالمياً للشعر.
كان إقْرارُ هذا اليوم العالمي، من لدُنِ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، قراراً تاريخياً، يُعبّر في الوقت ذاته عن المكانة الآنية والمُستقبلية للشعر، في المستوى العالمي. وهو، أيضاً، قرارٌ يُترجِم إنْصاتاً عاشقاً للشعر والشُّعراء، في أفق الألفية الثالثة، التي تحتاج فيه البشرية للشعر، لغة للحرية، والمحبة، والأخوة، والسلم.
بذلك شَكَّلَ الاحتفاءُ بالشعر تقليداً سنوياً، يُجسّد الإيمان بموقعه. ولنا أن نجعل من هذه اللحظة مناسبةً رمزيّةً تُحقّق الاستمرار في الاعتراف بالشعر ضرُورةً لحياتنا. والاعتراف بصداقته، التي لا تعني فقط قراءتَهُ، وإنّما، أيضاً، التفكيرَ في أسئلته وقضاياه كما تَطرحُ نفسَها على الشعر المغربي في صلته بالزمن الذي ينتمي إليه اليوم.
لقد عرف الشّعر المغربيّ المعاصر تراكماً في الأعمال، وَاكبَهُ خِطابٌ نقديٌّ واصفٌ، تعدّدت مداخلُه ومنطلقاتُه. وتطرح مساءلةُ هذا المنجز قضايا متشعّبة، تهُمُّ الممارسة الإبداعية والنقدية في آن، بما يكشف الأزمةَ المُركّبة للشعر المغربي. أزمةٌ يقودُنا تأمّل مستوياتها لضبْط تجلِّياتها في مستويين اثنين.
1 – في مستوى
الأعمال الشعرية
– الكثرةُ بدَلَ التّعدّد: يُكرّر كثير من الشعراء أنفسهم، أو يُكرّرون تجارب سابقة عليهم، تَتَمَثَّلُهَا كتاباتُهم الشّعريّة، بما يجعل النّمطيّة سِمَةً لقصائدهم. وهي بهذا التّصوّر أعمالٌ تأتي من الماضي لا من المستقبل.
– غيابُ المشروع الشّعري: تَفْتَقِدُ مجموعة من الأعمال الشعرية المُتداولة إلى رؤية واضحة تُبرّرها. وتقودنا قراءة أعمال الشّاعر الواحد إلى استنتاج قِيامها على مبْدأ الانفصال بدل الاتّصال، بما يُعزّز فرضية غياب المشروع الشعري النّاظم لهذه الأعمال، فتبدو القصائدُ، كما الدّواوينُ، معزولةً عن بعضها البعض.
– غِيَابُ الأثَر: لا تُحقّقُ كثيرٌ من الأعمال المَنْسوبة إلى الشعر المعاصر أثراً، يجعلُ منها سُلطةً شعريّةً، وغالباً ما تتعرّضُ هذه الكتابات للنّسيان. على أنّنا نعثُر في الشّعر المغربي المعاصر على أسماء مُؤثّرة، تنتمي إلى أجيال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، لها وجهة نظر، تنْقُلُهَا ممارساتُهم الإبداعية وكتاباتهم النقدية/المعرفية الموازية.
– أزمة التّمثيلية: يَعرِفُ الشّعر المغربيّ المعاصر أزمة التّمثيلية. ويَتبَدّى مأزق التّمثيلية عند الحاجة لتَعْيِين مُمَثّلين لهذا الشعر، أو انتداب من يتحدّثُ باسمه. ولنا، في هذا السياق، الإحالةُ على العدد 37 من مجلة الثقافة المغربية، الصادرة عن وزارة الثقافة المغربية ، لنتبيّن مأزق التمثيلية في ملف عن الشعر المغربي المعاصر، يتضمّنه العدد المشار إليه.
– سُلطة الإسم بدل سُلطة النّص: تخضعُ كثير من الممارسات النّصية لسلطة الإسم، وتسْتمِدُّ قِيمَتها من قيمة الشّاعر دُونما احتكام للأعمال نفسها. وهو ما يَمْنحُ كثيراً من الأعمال الشّعرية وضعية اعتبارية غير مُستحقة.
– وعيٌ شعريٌّ معطوب: تتبدّى الأعمال الشعرية المنسُوبة إلى الشعر المعاصر مُنفصلة عنه. ولا تُظهِرُ كثير من المُمَارسات وعْياً بِشرُوط الانتماء إلى الشعر المعاصر بما هو كتابة أبْدَلَتْ طرائق بناء القصيدة استناداً إلى وعْي نظري، ظلّ مفقوداً.
– الانغلاقُ قاعدة والانفتاحُ استثناء: تنتمي إلى الشعر المغربي المعاصر أسماء/علامات، أبْدَلَت الرُّؤْية إلى القصيدة المعاصرة. وما حقّقته هذه الفرديات هو كبير ومُتفرّد، راهن على الانفتاح والتفاعل مع ثقافة الآخر بما يضمن تجديد القصيدة المغربية المُعاصرة. ذلك ما يُشكّل الاستثناء في الشعر المغربي المعاصر، ويُحقّق الانفصال عن الممارسات السّائدة، بما هي كتابات تعبيرية مُنغلقة على نفسها، وتَدَّعي الشّعرية.
– تلقّي القصيدة المغربية المعاصرة: يحظى الشعر المغربي المعاصر بوضعية اعتبارية خارج حُدود المغرب، لا تتحقّق في الداخل. ولنا في تأمُّل وضعية أعمال بعض الشعراء المغاربة لدى الآخر واعترافه بقيمتها، في مقابل الإقصاء والتهميش من لدن المؤسّسات المغربية، ما يُؤكّد هذا الطرح. ونفترض، في علاقة بأزمة التمثيلية، صلاحية هذه العينة من الكتابات لتمثيل القصيدة المغربية المعاصرة، يُمكنُ تبريرُها استناداً إلى سُلطتها وقيمتها الشّعريّة المُستحقّة.
2 – في مستوى الخطاب النّقدي المتداول عن الشعر المعاصر
– نقد إخْوانِيّ: تخضع كثير من الكتابات النّقدية للمُجاملة، ولا تنطلق من معرفة شعريّة تتوجّه إلى النّص بدل صاحبه. ولا ينفصلُ عن هذه الكتابات ذلك المُنجز النّقديّ الذي يستسلم لسُلطة الأسماء، فتأتي الكتابة صادرة عن أحكام قبليّة، تُهيّئ للقصيدة سلطة مُسْتمَدّة من سُلطة الشّاعر، لا من العمل الشعري نفسه.
– قراءات مَعْطُوبة: يفتقد الخطاب النّقديّ المُتداول عن الشعر المغربي المعاصر إلى البناء، ويعوزه العَتَادُ المنهجي والنظري لاستنطاق الأعمال ذات السلطة.
هي، إذن، ملاحظات تسِمُ الخطاب الشّعري المعاصر في مستويين متباينين، وتدعونا لإعادة بناء العلاقة بالشعر المغربي المعاصر. وإذا كنا، اليوم، نحتفل بيوم الشعر العالمي، فقد اخترنا الانتباه في هذه اللحظة إلى وضعية الشعر المغربي وأسئلته. اختيارٌ واعٍ يستحضر ضرورة الشِّعريِّ في حياتنا، ويجعل الشعر غير منفصل عن زمنه، له ثورته الفاعلة في المسار التّاريخيّ للشعوب، كما هو فاعل في مسار الأفراد. مؤمنين أن الانتصار للشعر هو ما نتوحّد فيه، ونتّحد به مع غيرنا في العالم، بنشيد كوْنيّ، ينقُلُ وجوهنا إلى الجهات الصّامتة منّا، ونحن نُواصل الحياة. مغتبطين بفرح أن نقيم أحراراً على الأرض، في هذا الزمن وفي الأزمنة القادمة.
* باحث مغربي، حاصل على شهادة الدكتوراه في التصورات النظرية للأدب العربي الحديث
يحتفلُ العالم أجمع بالواحد والعشرين من مارس يوماً عالمياً للشعر. ذلك ما كان يحلُم به الشعراء المغاربة، وهم يُؤسّسُون لـ”بيت الشعر في المغرب”، يُؤالِفُ بينهم، ويَحْميهم من عواصف النّسيان واللامُبَالاة. تجسّدت الفكرة، بَدْءاً، بإحياءِ الثامن من أبريل يوماً للشعر في المغرب، قبل أن تشعّ الفكرةُ ذاتُها على جِهات الأرض، بمُبَادرة مغربية، وتضعَ الشّعر في مكانه الطبيعي. ولنا هنا أن نقف عند معنى المبادرة، بما هي تأسيسٌ لبداية لها امتدادُها في الزّمان والمكان.
إنّ التّفكيرَ في الاعتراف بالشعر، والتأسيسَ لفكرة الاحتفال به، بما تعنيه كلمةُ التأسيس من عمقٍ، تَرْجَمَ الرّغبة في تَشْيِيدِ معرفةٍ شعريّةٍ جديدة، يصيرُ فيها الشّعر أحد أسس الثقافة الراهنة، وهو الذي عاش في المغرب الإقصاء وغياب دعْم المؤسّسات الثقافية والمعرفية له.
انطلق النداءُ الرسميّ للإعلان عن اليوم العالمي للشعر من “بيت الشعر في المغرب” في شخص رئيسه آنذاك، محمد بنيس، الذي وجّه رسالة مُوقّعة باسمه وصفته إلى المدير العام لليونيسكو في التاسع والعشرين من نونبر سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وألف، بشأن إقرار يوم عالمي للشعر. وهو الاقتراحُ الذي تمّت المُوافقة عليه بصفة رسمية، وأقَرَّهُ الجمْعُ العام لليونسكو المُنعقد في دورته الثلاثين، بتاريخ الخامس عشر من نونبر سنة تسع وتسعين وتسعمائة وألف، ليُعْلَنَ عن الواحد والعشرين من مارس يوماً عالمياً للشعر.
كان إقْرارُ هذا اليوم العالمي، من لدُنِ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، قراراً تاريخياً، يُعبّر في الوقت ذاته عن المكانة الآنية والمُستقبلية للشعر، في المستوى العالمي. وهو، أيضاً، قرارٌ يُترجِم إنْصاتاً عاشقاً للشعر والشُّعراء، في أفق الألفية الثالثة، التي تحتاج فيه البشرية للشعر، لغة للحرية، والمحبة، والأخوة، والسلم.
بذلك شَكَّلَ الاحتفاءُ بالشعر تقليداً سنوياً، يُجسّد الإيمان بموقعه. ولنا أن نجعل من هذه اللحظة مناسبةً رمزيّةً تُحقّق الاستمرار في الاعتراف بالشعر ضرُورةً لحياتنا. والاعتراف بصداقته، التي لا تعني فقط قراءتَهُ، وإنّما، أيضاً، التفكيرَ في أسئلته وقضاياه كما تَطرحُ نفسَها على الشعر المغربي في صلته بالزمن الذي ينتمي إليه اليوم.
لقد عرف الشّعر المغربيّ المعاصر تراكماً في الأعمال، وَاكبَهُ خِطابٌ نقديٌّ واصفٌ، تعدّدت مداخلُه ومنطلقاتُه. وتطرح مساءلةُ هذا المنجز قضايا متشعّبة، تهُمُّ الممارسة الإبداعية والنقدية في آن، بما يكشف الأزمةَ المُركّبة للشعر المغربي. أزمةٌ يقودُنا تأمّل مستوياتها لضبْط تجلِّياتها في مستويين اثنين.
1 – في مستوى
الأعمال الشعرية
– الكثرةُ بدَلَ التّعدّد: يُكرّر كثير من الشعراء أنفسهم، أو يُكرّرون تجارب سابقة عليهم، تَتَمَثَّلُهَا كتاباتُهم الشّعريّة، بما يجعل النّمطيّة سِمَةً لقصائدهم. وهي بهذا التّصوّر أعمالٌ تأتي من الماضي لا من المستقبل.
– غيابُ المشروع الشّعري: تَفْتَقِدُ مجموعة من الأعمال الشعرية المُتداولة إلى رؤية واضحة تُبرّرها. وتقودنا قراءة أعمال الشّاعر الواحد إلى استنتاج قِيامها على مبْدأ الانفصال بدل الاتّصال، بما يُعزّز فرضية غياب المشروع الشعري النّاظم لهذه الأعمال، فتبدو القصائدُ، كما الدّواوينُ، معزولةً عن بعضها البعض.
– غِيَابُ الأثَر: لا تُحقّقُ كثيرٌ من الأعمال المَنْسوبة إلى الشعر المعاصر أثراً، يجعلُ منها سُلطةً شعريّةً، وغالباً ما تتعرّضُ هذه الكتابات للنّسيان. على أنّنا نعثُر في الشّعر المغربي المعاصر على أسماء مُؤثّرة، تنتمي إلى أجيال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، لها وجهة نظر، تنْقُلُهَا ممارساتُهم الإبداعية وكتاباتهم النقدية/المعرفية الموازية.
– أزمة التّمثيلية: يَعرِفُ الشّعر المغربيّ المعاصر أزمة التّمثيلية. ويَتبَدّى مأزق التّمثيلية عند الحاجة لتَعْيِين مُمَثّلين لهذا الشعر، أو انتداب من يتحدّثُ باسمه. ولنا، في هذا السياق، الإحالةُ على العدد 37 من مجلة الثقافة المغربية، الصادرة عن وزارة الثقافة المغربية ، لنتبيّن مأزق التمثيلية في ملف عن الشعر المغربي المعاصر، يتضمّنه العدد المشار إليه.
– سُلطة الإسم بدل سُلطة النّص: تخضعُ كثير من الممارسات النّصية لسلطة الإسم، وتسْتمِدُّ قِيمَتها من قيمة الشّاعر دُونما احتكام للأعمال نفسها. وهو ما يَمْنحُ كثيراً من الأعمال الشّعرية وضعية اعتبارية غير مُستحقة.
– وعيٌ شعريٌّ معطوب: تتبدّى الأعمال الشعرية المنسُوبة إلى الشعر المعاصر مُنفصلة عنه. ولا تُظهِرُ كثير من المُمَارسات وعْياً بِشرُوط الانتماء إلى الشعر المعاصر بما هو كتابة أبْدَلَتْ طرائق بناء القصيدة استناداً إلى وعْي نظري، ظلّ مفقوداً.
– الانغلاقُ قاعدة والانفتاحُ استثناء: تنتمي إلى الشعر المغربي المعاصر أسماء/علامات، أبْدَلَت الرُّؤْية إلى القصيدة المعاصرة. وما حقّقته هذه الفرديات هو كبير ومُتفرّد، راهن على الانفتاح والتفاعل مع ثقافة الآخر بما يضمن تجديد القصيدة المغربية المُعاصرة. ذلك ما يُشكّل الاستثناء في الشعر المغربي المعاصر، ويُحقّق الانفصال عن الممارسات السّائدة، بما هي كتابات تعبيرية مُنغلقة على نفسها، وتَدَّعي الشّعرية.
– تلقّي القصيدة المغربية المعاصرة: يحظى الشعر المغربي المعاصر بوضعية اعتبارية خارج حُدود المغرب، لا تتحقّق في الداخل. ولنا في تأمُّل وضعية أعمال بعض الشعراء المغاربة لدى الآخر واعترافه بقيمتها، في مقابل الإقصاء والتهميش من لدن المؤسّسات المغربية، ما يُؤكّد هذا الطرح. ونفترض، في علاقة بأزمة التمثيلية، صلاحية هذه العينة من الكتابات لتمثيل القصيدة المغربية المعاصرة، يُمكنُ تبريرُها استناداً إلى سُلطتها وقيمتها الشّعريّة المُستحقّة.
2 – في مستوى الخطاب النّقدي المتداول عن الشعر المعاصر
– نقد إخْوانِيّ: تخضع كثير من الكتابات النّقدية للمُجاملة، ولا تنطلق من معرفة شعريّة تتوجّه إلى النّص بدل صاحبه. ولا ينفصلُ عن هذه الكتابات ذلك المُنجز النّقديّ الذي يستسلم لسُلطة الأسماء، فتأتي الكتابة صادرة عن أحكام قبليّة، تُهيّئ للقصيدة سلطة مُسْتمَدّة من سُلطة الشّاعر، لا من العمل الشعري نفسه.
– قراءات مَعْطُوبة: يفتقد الخطاب النّقديّ المُتداول عن الشعر المغربي المعاصر إلى البناء، ويعوزه العَتَادُ المنهجي والنظري لاستنطاق الأعمال ذات السلطة.
هي، إذن، ملاحظات تسِمُ الخطاب الشّعري المعاصر في مستويين متباينين، وتدعونا لإعادة بناء العلاقة بالشعر المغربي المعاصر. وإذا كنا، اليوم، نحتفل بيوم الشعر العالمي، فقد اخترنا الانتباه في هذه اللحظة إلى وضعية الشعر المغربي وأسئلته. اختيارٌ واعٍ يستحضر ضرورة الشِّعريِّ في حياتنا، ويجعل الشعر غير منفصل عن زمنه، له ثورته الفاعلة في المسار التّاريخيّ للشعوب، كما هو فاعل في مسار الأفراد. مؤمنين أن الانتصار للشعر هو ما نتوحّد فيه، ونتّحد به مع غيرنا في العالم، بنشيد كوْنيّ، ينقُلُ وجوهنا إلى الجهات الصّامتة منّا، ونحن نُواصل الحياة. مغتبطين بفرح أن نقيم أحراراً على الأرض، في هذا الزمن وفي الأزمنة القادمة.
* باحث مغربي، حاصل على شهادة الدكتوراه في التصورات النظرية للأدب العربي الحديث