(مرثية لروح المناضل الاتحادي الأخ و الصديق إبراهيم الراعي)
سعيد صباحك
إبراهيم
بارد طقس اليوم
كالردى بارد
أيها الحكيم !
و ها نحن معا يا صديقي
مكرهان ،
نطوي مسافات
الغياب .
وحيد أنت في الرمس
ومستوحد أنا في رمسي
المعلوم ؛
توليا من ألس
العاسفين ؛
و من زمان أنت في هذا
سيد
العارفين …
كلانا ، صديقي ، في
الوجد
و الشجن
سيان .
كلانا سواء في
الاشتياق
و السلوان .
أنت في هجود
الغياب
وحيد .
وأنا في صحو الحضور
شريد …
رجتي رجتان
إبراهيم ،
منذ أزمان .
فهل تذكر
رجتي و أنا وسط « القوم « ؛
و بين « الزوار «
غريب …
طريد ؟! .
جرح شتنبر ، صديقي ،
أخدود في قلبي مديد ،
مديد …
مديد …
و تاسع دجنير
رجة ثالثة هي أقسى …
أقسى
وأمر .
اعذرني ،
واعذر أساي رفيقي !
سأتوقف هنا ولن
أزيد …
لأن لظى لذعتي لو تعلم
شديد علي
شديد …
صباحك سعيد
إبراهيم .
الجو بارد .
بارد كالهلاك .
خف رنح ليلي قليلا
قبيل الشروق …
كابرت على مضض جائحتي
فيممت شطر شارع تادلة .
اشتقت لارتشاف قهوة الصباح
تكون ، كالعادة ،
من صنيع يديك
ثم ننادي على المصطفى
ليكتمل دفء الجلسة المغلقة ؛
فنستأنف اتجاهنا المعاكس.
غالبت جحيم رنحي ،
سمعت صفير ريح محملة بشجو المحيط
و قد طال انتظاري قبالة
الباب .
لم أر الخباز ،
ولم يأت ، كدأبه ،
إبراهيم
في هذا الصباح !
ولا الحلاب .
كان الشارع قفرا
قفارا ،
كان مثل
اليباب .
قهوتي مرة
لم أشربها .
قهوتي مرة
عفتها ،
ينقصها
سكر ،
و مناجاة ،
وصوتك .
ينقصها رفيقي بهاء
حضورك ،
لأنك تبحر في خصم السر
و الغياب .
فقفلت عائدا من حيث أتيت ،
إلى محرابي .
عدت وفي حلقي غصة من حزن ،
وما في النية قط
الإياب !
عدت متعثرا في طريقي
من كمد ،
وأنا في غمرة القر ،
والرنح
والعذاب ،
أقول وأردد ،
رغم مكر الرعاع
الكائدين ،
الأفاكين :
لروحك أيها الملاك الجميل !
السلام ،
والرحمة ،
وكل البهاء
إلى أبد الآبدين …