إدريس لشكر: جائحة كورونا جاءت لتطرح من جديد القيم التي نادى بها الاتحاد الاشتراكي

استضافت جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وذلك في إطار حوارات الجامعة، المنظمة من قبل مختبر الدراسات السياسية والقانون العام بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، أول أمس الأربعاء 5 ماي 2021.
وخلال مداخلته قال لشكر إن جائحة كورونا جاءت لتطرح من جديد القيم التي نادى بها الاتحاد الاشتراكي وقدم تضحيات لأجلها، خاصة في العديد من القطاعات.


وأوضح الكاتب الأول، أن الجائحة أرجعتنا إلى مرجعيتنا الاشتراكية أي الدولة الراعية والقطاع العام، وضمان استمرار الخدمات والمرافق العمومية كالصحة والتعليم، مشيرا إلى أنه «نجحنا في تقديم نموذج باستمرار التكوين والتأطير داخل الجامعة».
وشدد لشكر على أنه «لن تجد أي حزب سياسي وضع أفقا للحماية الاجتماعية بهذا الزمن القياسي في برامجه، ولم نكن نجرؤ على تعميم التغطية على كافة المغاربة خلال هذا الأفق الزمني».
وأشار الكاتب الأول إلى أن المساواة بين الجنسين والحرية والإبداع، من القيم التي تقوم عليها يساريتنا. مضيفا أن الاتحاد الاشتراكي هو الحزب الوحيد الموجود في الأممية الاشتراكية وفي إطارات دولية، في ظل ما يعيشه اليسار عبر العالم من تراجع.
وذكر المتحدث، أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية تأسس من أجل مقاومة الظلم والاستبداد، وهيئة الانصاف والمصالحة اعترفت بتضحيات ونضالات مناضلي الاتحاد وما تعرضوا له خلال سنوات ماضية.
ومن جهته أشار عميد كلية الحقوق بفاس، أن هذا اللقاء يأتي في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي، وفتح النقاش العمومي حول العديد من القضايا خاصة خلال هذه الظرفية الاستثنائية، ومع قرب الاستحقاقات الانتخابية.
وأضاف المتحدث ذاته، أن القضايا المطروحة والتحديات التي يواجهها المغرب والأوراش المفتوحة تفرض علينا تقديم تساؤلات عديدة لفتح نقاش علمي وموضوعي داخل الجامعة لبحث الحلول.

يجب الارتقاء بالبحث العلمي داخل الجامعات والاتحاد لن يسمح بضرب مجانية التعليم

أكد إدريس لشكر، على ضرورة الارتقاء بمنظومة البحث العلمي داخل مؤسسات البحث بالمعاهد والجامعات المغربية مشددا على أن النهوض بأوضاع الجامعة المغربية أصبح ضرورة ملحة، لما لعبته من أدوار تاريخية، داعيا إلى المزيد من المساهمة في تطوير التعليم.
وأوضح الكاتب الأول، «أننا نراهن على تعليمنا العمومي، ويجب إقناع المغاربة بإنتاجات المدرسة العمومية ومردوديتها وما قدمته طيلة عقود وسنوات.» مشيرا إلى «أننا نجحنا في تقديم نموذج باستمرار التكوين والتأطير داخل الجامعة خلال هذه الظرفية الاستثنائية المرتبطة بكورونا».
وسجل لشكر أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لن يسمح بضرب مجانية التعليم، والتراجع عن المكتسبات التي حققتها المدرسة العمومية.
وجدد القيادي الأول لحزب الوردة، تأكيده على ضرورة توفير كل الشروط والإمكانيات بين مختلف الجهات بعيدا عن التفاوتات المجالية في قطاع التعليم، حيث أن هناك العديد من الأقاليم التي تعاني من أوضاع صعبة تنعكس بالدرجة الأولى على التمدرس والتعلم.
وذكر إدريس لشكر، أنه من غير المقبول ممارسة الزيف والتضليل من قبل البعض، بخصوص لغات التدريس والتعليم العمومي، فهم يدرسون أبناؤهم بالبعثات والمؤسسات الخاصة، ومع ذلك يروجون لهذه المزايدات، داعيا إلى العمل على إقرار العدالة اللغوية والمجالية وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية.

«حزبنا حزب الاختلاف والدينامية والمصالحة عرفت نجاحا كبيرا»:

قال إدريس لشكر، «إن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، هو حزب الاختلاف والحركية الدائمة، وما عرفه الاتحاد من نقاشات واختلاف في الرؤى يؤكد الدينامية التي يعرفها حزبنا.»
وشدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أن الاتحاد الاشتراكي لعب دورا كبيرا وهاما في الحياة السياسية، وخاصة خلال مرحلة التناوب حيث كانت البلاد آنذاك على أبواب «السكتة القلبية» وقد تحمل كامل المسؤولية في قيادة حكومة التناوب، بقيادة الفقيد عبد الرحمان اليوسفي، وأكد لشكر أن مسلسل المصالحة عرف نجاحا على كافة المقاييس، والتوجه نحو المستقبل بكل أمل، حيث التحقت وجوه جديدة بالحزب وأخرى تناضل من موقعها.
وأوضح لشكر، أن القيادة الحالية للاتحاد الاشتراكي، أعادت بناء الاتحاد في كل الأقاليم والجهات، وأخرجت الحزب من حزب الشخص إلى حزب المؤسسات، وأرجعت كل مقراته وأملاكه وإعلامه باسم الحزب كمؤسسة، وأضاف: «حرصنا على أن يكون القرار محليا في الجهات والدوائر داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.»
ولم يفت الكاتب الأول أن يشير إلى بعض المنابر ووسائل الإعلام التي تكتب أخبارا وتنشر مقالات عن «قيادي اتحادي» أو قيادة اتحادية»، وهي تعلم أن الأمر لا يتعلق بقيادة الاتحاد الاشتراكي، موضحا أن قيادة الحزب واضحة ومواقفها ثابتة.
وسجل الكاتب الأول أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خرجت منه عدة أحزاب، على أساس أن الحزب انتهى، ولكن العكس هو الذي حصل، فالاتحاد ظل صامدا وقويا ومناضلا، وتلك الانشقاقات انتهت وانصهرت.
وخلص لشكر، إلى أن الاتحاد الاشتراكي يبحث عن الاتحاديين داخل المجتمع وعن كل من يحمل فكرا حداثيا ومنفتحا وديمقراطيا.

إدريس لشكر يجدد التأكيد على تناوب اجتماعي جديد ذي أفق اجتماعي ديمقراطي

وجدد الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، التأكيد على تناوب جديد ذي أفق إجتماعي ديمقراطي، بالنظر لما هو مطروح من قضايا راهنية وتحديات على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وشدد في مداخلته أن جائحة كورونا وضعتنا أمام وضع غير مسبوق، وتخوفات كبيرة، وكنا أمام جائحة لا نعرف خبرها بعد. مضيفا أن « القيادة الحالية اشتغلت على وضع برنامج وتصور واضح حول التصدي لهذه الجائحة، وحرصنا على اعتبار الصحة والتعليم والثورة الرقمية كأولوية»، مشيرا إلى أنه تم تقديم وثيقة رسمية نشرت على مواقع الحزب في التعاطي مع الجائحة، كما أكد لشكر، أن «الخطب الملكية والمبادرات السامية تشكل مرجعيتنا ومنخرطون في منطلقاتها الاجتماعية والإستباقية».
وأوضح لشكر من جهة أخرى، أن هناك خمسة أحزاب تقف على خط انطلاق واحد، وحزب الاتحاد الاشتراكي كله أمل وجد من أجل التوجه نحو الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، مضيفا «طموحنا احتلال مراتب متقدمة في الانتخابات وهذا ما نطمح إليه ونراهن عليه.»
وفي هذا السياق ذكر المتحدث، أن لكل أمة أجندتها الانتخابية، ولا يمكن أن نقبل ببلقنة العمل السياسي كما يصرح البعض بشأن الجدل حول موضوع القاسم الانتخابي، الذي حسمته المحكمة الدستورية بصفة نهائية.
وخلص إدريس لشكر، إلى ضرورة التناسب بين عدد الأصوات والمقاعد خلال الانتخابات، تكريسا للتعددية والعدالة الانتخابية، متوقعا أن خمسة أحزاب على الأقل ستصل إلى البرلمان أغلبية ومعارضة، وبالتالي سيكون المشهد السياسي أكثر وضوحا.
وأشار الكاتب الأول إلى أن الاتحاد الاشتراكي يحرص دائما على إعمال التوافق في كل القضايا مع الأحزاب السياسية الأخرى، وذلك نابع من إيمانه بالقانون والعمل المؤسساتي الذي يتطلب مبدأ التوافق

لم يسبق لي يوما أن طالبت بالمساواة في الإرث وهذا ما أريد قوله للرأي العام 

أكد الكاتب الأول، خلال نفس المداخلة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس في إطار برنامج «حوارات الجامعة»، أنه لم يسبق له أن طالب يوما بالمساواة في الإرث، وأضاف ،» كل ما قيل وتحريف كلامي حول هذا الأمر، يدخل في خانة التضليل والتزييف الذي لا أساس له من الصحة، وهي مزايدات ليس إلا.»
مردفا بالقول «إن إيماني بالحرية والدفاع عن حقوق الآخر جعلني أتحمل الكثير دون أن أصدر بيانا أو بلاغا، بالرغم من المحاولات البئيسة التي تحاول دائما أن تقحمني وتجرني لإصدار رد الفعل حول هذا الأمر». يقول إدريس لشكر.
و ذكر المتحدث أن الأمر «يتعلق بتفعيل الفصل 19 من الدستور، وهو ما دعوت إليه».
وفي هذا السياق، دعا الكاتب الأول إلى فتح نقاش جدي حقيقي بعيدا عن المزايدات بخصوص مسألة الإرث في إطار الدستور، موضحا أنه «عندما يتعلق الأمر بفتح امرأة لحساب بنكي لصالح أحد أبنائها، فلا يحق لها أن تتصرف فيه.»
و أضاف «لا يقر حكم لم يرد بشأنه نص، وهو ما أريد قوله للرأي العام.»
وفي سياق آخر، أوضح إرديس لشكر، أن التطورات التي عرفتها بلادنا على كافة المستويات والأوراش التنموية المفتوحة والدينامية التي تعرفها، جعلتنا في مرمى الحساد شمالا و شرقا، قائلا «حققنا خطوات مهمة، في وقت هناك من يحسدنا».
وشدد على ضرورة موصلة النضال من أجل مزيد من الحريات العامة والفردية، في وقت كان من الصعب الحديث عن الحكامة الأمنية وحقوق الإنسان.
وخلص المتحدث إلى أنه يتأسف للتنصيف الذي تصنفنا فيه بعض المنظمات في ما يتعلق بحرية التعبير والرأي، وآخرها تصنيف منظمة «مراسلون بلا حدود» حول واقع الممارسة الصحافية، علما أن بلادنا حققت العديد من المكتسبات في هذا المجال ضمانا للحقوق والحريات، مقارنة مع بلدان عديدة تعيش على وقع الحروب والفتن وتسبقنا في تصنيف المنظمة.


الكاتب : التازي أنوار

  

بتاريخ : 07/05/2021