إسرائيل تعلن حالة التأهب القصوى جميع سفاراتها وإجلاء طاقم «مكتب الاتصال» من الرباط

عشرات المظاهرات في العواصم العالمية للتنديد بجرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة

أمريكا تستعمل حق الفيتو، والصين تعبير عن «خيبة أمل عميقة» حيال منع الـ»الهدنة الإنسانية» بين الاحتلال والفلسطينيين

 

نشرت جريدة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية، صباح أول أمس الأربعاء، خبرا مؤداه أن الخارجية الإسرائيلية قامت بإجلاء طاقم مكتبها للاتصال بالرباط، بمن فيهم مدير المكتب ديفيد غوفرين.
ويأتي هذا الإجلاء في إطار حالة التأهب القصوى المعلنة في جميع سفارات الاحتلال الإسرائيلي حول العالم، وإجراءات أمنية إضافية ونقل مبعوثين من بعض الدول إلى دول أكثر أمانا»، وذلك بعد المظاهرات العالمية الحاشدة التى أقيمت لإدانة قصف القوات الإسرائيلية لمستشفى المعمداني في قطاع غزة، وما خلفه من ضحايا بالمئات من بين الجرحى والمصابين».
إلى ذلك، مارست الولايات المتحدة، أول الأربعاء، حق النقض ضد قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو خصوصا إلى «هدنة إنسانية» في الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، لعدم ذكره «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».
ومن بين الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن، صوتت 12 دولة لصالح النص الذي قدمته البرازيل، وامتنعت اثنتان عن التصويت احداهما روسيا. لكن الولايات المتحدة، إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية، صوتت ضده وبالتالي أسقطته.
وأعربت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، خلال الجلسة التي سادها التوتر، عن «خيبة أمل الولايات المتحدة لعدم ذكر هذا القرار حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، عملا بما ينص عليه القانون الدولي.
وجاء هذا الموقف في يوم زار الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل حيث أكد لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو دعم بلاده، وتبنيه بالكامل للرواية الإسرائيلية حول ما وقع من همجية ضد مدنيين مرضى وعزل بمستشفى المعمداني بقطاع غزة، حيث سقط مئات القتلى بمن فيهم الأطقم الطبية.
وأعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير للصحافيين أن بلاده صوتت لصالح هذا «القرار الجيد» مبديا «أسفه لرفض هذا النص»، وواصفا نتيجة التصويت بأنها «فرضة ضائعة» أمام مجلس الأمن.
وكان مجلس الأمن رفض في وقت سابق تعديلين روسيين على النص البرازيلي الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات شاقة بين الدبلوماسيين استمرت أياما.
وطرحت موسكو مساء الإثنين مشروع قرار يدعو إلى «وقف إطلاق نار فوري ودائم ويتم احترامه بالكامل» وإلى «وصول المساعدات الإنسانية من «دون عوائق» إلى محتاجيها في غزة ، دون أن يتضمن أي إشارة إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، فواجه رفض ثلاث دول دائمة العضوية في المجلس هي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، إضافة إلى اليابان.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا إن «هدنات إنسانية لن تساهم في وقف إراقة الدماء، وحده وقف إطلاق نار يمكنه تحقيق ذلك».
وكان مشروع القرار البرازيلي «يدين بحزم كل أعمال العنف والأعمال الحربية ضد مدنيين وكل الأعمال الإرهابية» بما فيها «الهجمات الإرهابية الشنيعة التي نفذتها حماس في السابع من أكتوبر واحتجاز رهائن».
وحض النص «جميع الأطراف على الالتزام تماما بواجبات القانون الدولي ولا سيما الحقوق الإنسانية الدولية، بما في ذلك خلال الأعمال الحربية»، بدون أن يستهدف تحديدا إسرائيل بسبب حملة القصف المركز التي تنفذها على غزة.
وعلق مدير قسم الأمم المتحدة في هيومن رايتس ووتش قائلا «مرة جديدة استخدمت الولايات المتحدة بوقاحة حق الفيتو لمنع مجلس الأمن الدولي من التحرك بشأن إسرائيل وفلسطين، في وقت وقعت مجزرة غير مسبوقة».
وكان النص يطالب بـ»إمداد السكان المدنيين (في غزة) بالحاجات الأساسية بصورة متواصلة وبلا عراقيل، مثل الكهرباء والمياه والوقود والطعام والأدوية، طبقا للقانون الدولي الإنساني».
من جهتها، أعربت أعربت الصين، أمس الخميس، عن «خيبة أمل عميقة» حيال قرار الولايات المتحدة استخدام حق النقض لمنع تمرير مشروع قانون في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «هدنة إنسانية» في الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ «تشعر الصين بخيبة أمل عميقة حيال عرقلة الولايات المتحدة تبني مجلس الأمن مسودة قرار بشأن القضية الفلسطينية»، داعية المجلس الدولي إلى «القيام بدوره في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ووقف الحرب».
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من تحول عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة إلى نزاع إقليمي، بحسب وكالة «رويترز».
وقال لافروف على هامش زيارته لكوريا الشمالية، إن «هناك خطرا جديا في تحول النزاع في غزة إلى نزاع إقليمي».
وأضاف أن «روسيا على اتصال مع تركيا بهذا الشأن»، معتبرا أن «محاولات تحميل إيران المسؤولية عن أزمة غزة هي استفزازات».
ومنذ بدء العدوان على غزة أكدت روسيا ضرورة الوصول إلى تفاهم لإنهاء «الصراع»، كما أنها ركزت على تحميل الولايات المتحدة والغرب مسؤولية تجاهل الحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967.
والأربعاء، وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مجزرة المعمداني» التي راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين، بأنها كارثة مروعة، مؤكدا ضرورة إنهاء «الصراع» عبر المفاوضات.

العملية البرية ضد غزة

أفادت هيئة البث «الإسرائيلية»، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهى الاستعدادات لبدء عملية الاجتياح البري لقطاع غزة.
ومن جهتها، ذكرت القناة الـ 12 العبرية، «أن أعضاء مجلس وزراء الحرب في إسرائيل أوضحوا للرئيس الأمريكي جو بايدن أنه لا مفر من التدخل البري في غرة».
وأشارت، إلى أن «الاجتماع افتتح صباح يوم الأربعاء بزيارة تاريخية للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل أثناء الحرب، حيث شارك في الاجتماع المصغر لمجلس الوزراء».
وقالت، «داخل غرفة مجلس الوزراء الحربي، اجتمع رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء المصغر، وأوضح فريق من الوزراء لبايدن أن المناورة البرية في قطاع غزة أمر لا مفر منه، وطلب بايدن معرفة ما هي أهداف وغايات العملية، كما سأل عما إذا كانت إسرائيل تعرف ما سيحدث في المرحلة المقبلة، حتى لو انهارت حماس، حيث أكد أنه سيدعم أي تحرك إسرائيلي في قطاع غزة، في ظل القضايا الإنسانية».
وأكد بايدن، أنه سيطلب من الكونغرس الأمريكي هذا الأسبوع تقديم مساعدة غير مسبوقة «لإسرائيل»، مشددا على سعي واشنطن للعمل على «تحقيق اندماج إسرائيل في محيطها».
كما أعرب الرئيس الأمريكي عن تبنيه مزاعم ورواية الاحتلال بخصوص مجزرة المستشفى المعمداني في غزة، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأزمة الحالية تعزز الإصرار على حل الدولتين.
هذا وأكد وزير حرب الاحتلال يوآف غالانت، «في اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، أهمية الدعم الأمريكي على خلفية الصراع الحالي».

مظاهرات ضد المجزرة

خرج آلاف المغاربة في وقفات ومظاهرات متفرقة للتعبير عن إدانتهم لمجزرة مستشفى المعمداني. وشهدت مدن مختلفة من المغرب وقفات ومسيرات جماهيرية تنديدا بالمجزرة، حيث عرفت مدينة الرباط خروج العشرات من المتظاهرين، فضلا عن مراكش والدار البيضاء وطنجة والشاون والجديدة والقنيطرة وبني ملال وإنزكان وباقي المدن، للتعبير عن تنديدهم الشديد يهمجية الاحتلال واستهداف المدنيين في مستشفى المعمداني بغزة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية.
في السياق نفسه، تظاهر آلاف اليهود الأمريكيين المعارضين لعدوان الاحتلال على غزة، أمام الكابيتول (مقر الكونغرس الأمريكي في واشنطن)، فيما اقتحم العشرات المبنى الحكومي قبل أن تشن الشرطة الأمريكية حملة اعتقالات طالت المئات منهم.
وجاءت التظاهرات بتنظيم حركات مدنية داعمة للقضية الفلسطينية ويهودية مناهضة للصهيونية، أبرزها حركتا «إن لم يكن الآن متى»، و»أصوات يهودية من أجل السلام».
وطالب المتظاهرون داخل مبنى الكابيتول بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، كما أنهم نددوا بسياسات الإدارة الأمريكية الداعمة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.
واعتقلت الشرطة الأمريكية 500 متظاهر يهودي، بينهم 24 حاخاما، أثناء تظاهرهم داخل مبنى الكابيتول، بحسب منظمة «أصوات يهودية من أجل السلام» التي أفادت بأن أعداد المحتجين على تواصل العدوان وصلت إلى أكثر من 10 آلاف وفق تقديراتها.
وهتف المتظاهرون الذين قدرت المنظمة عددهم بنحو ألفي متظاهر: «ليس باسمنا»، ورفعوا لافتة كبيرة كُتب عليها «اليهود يقولون أوقفوا الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين»، فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها «الصهيونية إرهاب»، و»أوقفوا الفصل العنصري الإسرائيلي».
ووصلت المظاهرة في نيويورك إلى منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر في بروكلين، حيث اعتقلت الشرطة عددا من المتظاهرين بتهمة إغلاق الشارع.
وذكرت المنظمة أن متظاهرين يهودا تجمعوا أمام منازل ومكاتب مسؤولين منتخبين في نيويورك وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وسياتل وشيكاغو وفلوريدا، «لمطالبتهم بمنع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين».
وقالت المنظمة؛ إن من بين المعتقلين الذين بلغ عددهم بالعشرات في هذه المناطق، «حاخامات وسياسيون وعلماء وأحفاد الناجين من المحرقة، تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 80 عاما».
كما نشرت المنظمة تسجيل فيديو يظهر محتجين يهودا وهم يقاطعون كلمة للرئيس جو بايدن في جمعية حقوقية، وطالبوه بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في غزة.
يذكر أن منظمة «أصوات يهودية من أجل السلام»، تصف نفسها بأنها تمثل «اليهود المنظمين من أجل التحرير الفلسطيني واليهودية خارج الصهيونية»، بحسب صحيفة «نيويورك بوست».
ومنذ بدء العدوان، شهدت العديد من الولايات الأمريكية تظاهرات حاشدة احتجاجا على دعم واشنطن للاحتلال، وتنديدا بالجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وفي مصر، خرج آلاف الطلبة، أمس الخميس، في تظاهرات حاشدة لليوم الثاني على التوالي في العديد من الجامعات تضامنا مع فلسطين وتنديدا بتواصل عدوان الاحتلال الوحشي على قطاع غزة.
وشارك المئات في جامعة القاهرة بمسيرة غاضبة رفضا للمجزرة الإسرائيلية المروعة في مستشفى المعمداني، حيث رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واتشحوا بالكوفية مرددين هتافات تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وجاب مئات الطلبة في جامعة عين شمس في العاصمة المصرية الحرم الجامعي في تظاهرة واسعة، عبروا خلالها عن تضامنهم مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون للإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي. كما رددوا شعارات من قبيل «يا شهيد.. عن أهدافك ما منحيد» و «يا فلسطين نحن معاك ليوم الدين».
وفي جامعة الإسكندرية، نظم اتحاد طلاب كلية الهندسة وقفة تضامنية «حدادا على أرواح شهداء فلسطين ونصرا وتضامنا مع القضية الفلسطينية ورفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة وما يتعرض له أهالي القطاع من انتهاكات غير آدمية و محاولات لتهجيرهم»، بحسب بيان المنظمين.
يذكر أن العديد من الجامعات المصرية في مختلف أرجاء البلاد شهدت، أول أمس الأربعاء، تظاهرات واسعة شارك فيها آلاف الطلبة تنديدا بالمجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في مستشفى الأهلي المعمداني في غزة وراح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين.
على الواجهة الليبية، وصف رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة قصف الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى المعمداني في قطاع غزة بالجريمة الوحشية.
وأكد الدبيبة في كلمة له أول أمس الأربعاء، أن ما يحدث في غزة من حصار خانق واستخدام للأسلحة المحرمة الدولية هو إبادة جماعية وجريمة حرب مكتملة الأركان.
وأشار إلى أن «الدعم اللامحدود واللاإنساني للاحتلال الإسرائيلي وتعاطف الإعلام الغربي وتحيّزه، يكشف الأكاذيب التي يروّجها دعاة الحريات».
وأكد الدبيبة أن «ليبيا لن تدّخر جهدا شعبا وحكومة في تقديم المساعدات وإيصالها إلى أهالي غزة»، وقال: «قضية فلسطين تستدعي اتخاذ موقف عربي حاسم وموحد لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة».
وكان الدبيبة قد أعرب في تغريدة عقب القصف، عن استنكاره لجرائم الاحتلال مطالبا كافة دول العالم والدول الكبرى خاصة بإيقافها وفتح ممرات لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وتزامنا مع ذلك، خرجت مظاهرات شعبية غاضبة في كل من العاصمة طرابلس ومصراتة للتنديد بقصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، داعية الحكومة إلى الوقوف مع الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
وطالب المتظاهرون في مصراتة كافة السلطات وعلى رأسها حكومة الوحدة الوطنية، بإعلان دعم حركة المقاومة في غزة، وقطع العلاقات والتعاون مع الدول الغربية الداعمة للعدوان الإسرائيلي.


بتاريخ : 20/10/2023