أكد المدير الجهوي لقطاع الشباب بجهة فاس مكناس، إسماعيل الحمراوي، في سياق الحوار الذي أجريناه معه حول المخيمات الصيفية التي تنظم هذه السنة تحت شعار» المخيمات فضاءات للتنمية والإدماج»، وذلك من 6 يوليوز إلى 4غشت 2023 ، أن جهة فاس مكناس تحتضن ما يناهز 6000مستفيد(ة) في كل مرحلة تخييمية.
وتحدث إسماعيل الحمراوي عن الرؤية وآليات الاشتغال وسبل تنزيل استراتيجيات الوزارة في المجال التخييمي، مؤكدا أن المديرية الجهوية تنكب جاهدة بكل أطرها على المواكبة التربوية والاجتماعية للشباب المرتفقين من خدمات مؤسسات الشباب الموزعة على تراب الجهة بهدف ترجمة الرؤية الاستراتيجية للقطاع في ظل تنامي الاحتياجات والانتظارات اليومية للشباب.
لابد من الوقوف على أهمية المخيم كفضاء للتربية على القيم وتخليق الحياة العامة، وكمؤسسة للتنشئة الاجتماعية للطفولة والشباب في ظل النقاش العمومي حول قضايا تهم تحديث الرؤية الاستراتيجية وآليات الاشتغال المعتمدة في تدبير هذا البرنامج الوطني، مركزيا وجهويا وإقليميا، وإيلاء الاهتمام لمختلف المجالات المرتبطة بالتنشيط التربوي والثقافي الفني والرقمي المقدم لفائدة الطفولة والشباب، وقد عملت المديرية الجهوية، بتظافر جهود كافة المديريات الإقليمية، على إطلاق ورش البرامج الوطنية المتعلقة بالتخييم ومجالاته جهويا، سواء تعلق الأمر بتأهيل العنصر البشري من خلال سلسلة التداريب المفضية إلى الأهلية البيداغوجية، وأيضا العمليات الاستباقية الرامية إلى ضمان التهيئة والصيانة لمختلف مراكز التخييم المتواجدة بالجهة، والتي تناهز 17 مركزا تخييميا، تشكل 25 في المائة من العرض التربوي الوطني مما يجعل مخيمات الأطلس تحظى بأهمية بالغة لدى الفاعلين التربويين، باعتبارها وجهة تربوية مفضلة للجمعيات عامة والجمعيات القادمة من المدن الشاطئية خاصة، بالنظر إلى الخصائص المناخية والجغرافية التي تتسم بها مخيمات الأطلس خاصة، والمخيمات الموزعة عبر المديريات الإقليمية، وأيضا مخيمات تازة الجبلية كفرو اطو وأدمام. ومخيمات تاونات كالوردزاغ والودكة، ومخيمات إيموزار الجماعي وإيموزار كندر، ومخيم الحاجب، ومخيم بولمان والمتسمة جميعها بمناظرها الطبيعية الخلابة، والتي غدت من الوجهات المفضلة للعديد من الجمعيات.
وارتباطا بالتساؤل حول الصعوبات المرتبطة بالإعداد القبلي للمراحل التخييمية، وأطوار انطلاق العرض التربوي بمختلف المراكز أكد المتحدث أن المصالح المركزية استطاعت، وفقا للتوجهات العامة للوزارة التي تضمنتها محاور الكلمة الافتتاحية للوزير خلال اللقاء الوطني للبرنامج الوطني للتخييم المنظم نهاية سنة 2022، نهج خطوات استباقية تهم محوريين أساسيين أولهما متعلق بتحسين بنية الاستقبال، والثاني بتجويد الخدمات التربوية، وتحيين القوانين بإصدار المرسوم المنظم لمراكز التخييم بالمغرب، والرفع من قيمة منحة التغذية، وأيضا تطوير البرامج والأنشطة المقدمة لفائدة المرتفقين من خدمات المخيم بإشراك العديد من القطاعات المتدخلة والمتعاونة في مجالات تربوية وصحية ورقمية وتثقيفية وتحسيسية، يشرف على تأطيرها خبراء وتقنيون متخصصون من داخل القطاع وخارجه.
وفي إطار الاستعدادات قامت المديرية الجهوية بزيارات ميدانية لمخيمات الجهة من أجل الوقوف على جاهزية الفضاءات، ورصد الاحتياجات المتعلقة بتهيئة المراكز من فضاءات النوم وقاعات الأكل، وتهيئة فضاءات الورشات والأنشطة الإشعاعية، وصرف الاعتمادات المرصودة من طرف الإدارة المركزية المخصصة للتهيئة والإصلاحات، وغيرها من الخدمات الموجهة لمختلف المراكز المتواجدة بالمديريات الإقليمية، حيث تمت عمليات الإعداد في ظروف جيدة بفضل المواكبة اليومية للأطر الإدارية والتقنية التابعة لمختلف المديريات الإقليمية، إذ تمت أشغال التهيئة في الوقت المحدد، وكذلك الأمر بالنسبة للاعتمادات المرصودة لصفقة المطعمة، وفقا للمقتضيات الواردة في دفتر التحملات الخاصة بنظام المطعمة المعد بتشاور بين الوزارة ومسؤولي قطاع الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك بغرض ضمان الصحة والسلامة للأطفال المخيمين.
وفي إطار تنزيل الرؤية الاستراتيجية للوزارة في ارتباطها بخدمة قضايا الطفولة والشباب، وبناء على التوجيهات العامة للوزير انخرطت المديرية في مجموعة من البرامج والأنشطة الوطنية في طليعتها توقيع اتفاقيات الشراكة مع العديد من الجمعيات بمعية الوكالة الوطنية للتشغيل والكفاءات بخصوص برنامج أوراش على الصعيد الوطني، والمتعلقة بالتنشيط التربوي داخل المخيمات، وهنا نستحصر الشريك الأساسي الجامعة الوطنية للتخييم، والمجهودات المبذولة من طرف المكتب الجهوي للجامعة في إطار اللجنة الاستشارية الجهوية بنجاح كافة المحطات انطلاقا من التسجيل بالبوابة إلى دراسة الملفات وانتقاء الجمعيات المحلية، وانتهاء بعمليات توزيع الحصيص والتوطين باستفادة الأطفال المخيمين من مخيمات شاطئية وجبلية، وأيضا تنظيم زيارات مشتركة للفضاءات التخييمية عامة الموزعة عبر مخيمات الأطلس بإفران، وإيموزار، وصفرو، وتازة، وتاونات، وبولمان، ومحطة العبور بمكناس التي عرفت انطلاقتها يوم6 يوليوز2023 بحضور مديرة مديرية الشباب ورئيس قسم المخيمات ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم، والمدير الإقليمي لمكناس، الذي أشرف بمعية أطر المديرية الإقليمية على الإعداد والتنفيذ بحضور الجمعيات التربوية المستفيدة من العرض التخييمي، والمستفيدة من برنامج النقل التكميلي.
وبخصوص التساؤل حول دور الشباب في زمن الحداثة والعولمة، قال المتحدث إن الأمر يبدو راهنيا أكثر من أي وقت مضى، وعلى اعتبار المكانة التي يحظى بها الشباب كطاقة فاعلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فإن إسهاماتهم لها مكانتها من خلال انخراطها في الفعل التربوي والثقافي، وهنا لابد من استحضار اهتمام الشباب بالبرنامج الوطني للتطوع، وهذا ما يبرز قيمة المخيمات كفضاءات للتربية على قيم التطوع والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية والتربية على قيم الابتكار والإبداع .
كما أن المديرية الجهوية تنكب جاهدة بكل أطرها على المواكبة التربوية والاجتماعية للشباب المرتفقين من خدمات مؤسسات الشباب الموزعة على تراب الجهة بهدف ترجمة الرؤية الاستراتيجية للقطاع في ظل تنامي الاحتياجات والانتظارات اليومية للشباب، والتي تندرج ضمن اهتمامات برامج السياسات العمومية القطاعية الموجهة للشباب، والتي تجد حضورها في مختلف برامج وأنشطة الوزارة عامة وأنشطة مراكز التخييم خاصة، والتي تعتبر فضاءات حقيقية للإدماج الاقتصادي والاجتماعي في قاطرة التنمية والتحديث .