إعداد الطفل سيكولوجيا قبل الدخول المدرسي الأول

مما لا شك فيه أن ولوج الطفل إلى المدرسة و إلى عالم التعلميات لأول مرة يشكل حدتا مهما و مؤترا يكاد يكون حاسما في البناء النفسي لديه، ولأن المدرسة أو دور الحضانة عوالم جديدة وتجربة جديدة فى حياة كل طفل و لكون المدرسة بيئة جديدة على الطفل تصدر إليه فيها الأوامر التي يجب عليه اطاعتها. بدلا من بيئة البيت والأم البيئة الأولى التي احتضنه و المسموح له فيها بجميع أشكال التمرد والافراط فى النشاط و عدم الانضباط ٫ لذلك يرى علماء النفس وأساتذة طب الأطفال بضرورة تهيئة اللأطفال وإعدادهم مسبقا لتقبل هذه المرحلة الانتقالية فى حياتهم، مما يشجعهم على التعلق بالمدرسة والاختلاط بالاخرين بدلا من الخوف من المواجهة والانطواء.
من أجل ذلك يقدم المختصون في التربية بعض النصائح للأمهات قبل إدخال الطفل الجديد إلى عالم المدرسة.
-1 طبيعة الحديث عن المدرسة أمام الطفل تلعب دورا هاما في ذهنه عن طبيعة هذا المكان الجديد الذي سيلج إليه لذلك يجب على الأم أن لا تستعمل الأوصاف التي تجعل من المدرسة مكانا لا يرغب الطفل بالذهاب إليه، ويعتبره مكانا للعقاب والحد من حركيته ٫بل تصفه بأنه مكان يلتقي فيه بأقرانه و يمعلمته التي ستنوب عن أمه و التي سترعاه في غيابها ٫ويستحب للأمهات أن يتواصلن مع معلمات أطفالهن و أن تتحدثن إليهن أمامهم فهذا يترك أثراً إيجابيا في نفس الطفل، ويخفف حدة التوتر الواقعة عليه خاصةً في الفترة الأولى من المدرسة.
كما يوصي المختصون بأخد الطفل الجديدإلى المدرسة قبل موعد الالتحاق من أجل ربط علاقة ألفة و محبة ، وكذلك بنا تصورات سليمة و جميلة في مخيلة الطفل مما يساعد في اندامجه بسلاسة في محيطه الجديد
-2 إعداد الطفل للمدرسة يبدأ باعداده بدنيا لهذه التجربة الجديدة فى حياته ، وحتى يستفيد الاستفادة المثلى من وجوده بالمدرسة لابد أن يكون قادرا على التحصيل واستيعاب ما يتلقاه من معلومات بطريقة سهلة و ميسرة ويتضمن ذلك قدرته على الابصار السليم حتى يستطيع أن يرى ما يكتب على السبورة ، وأن يطالع ما بين يديه من كتب ، لذلك يجب اختبار قوة ابصار قبل الالتحاق بالمدرسة ، فإذا كان يعانى من أي قصر أو طول فى نظره يجب الاسراع بعمل نظاره مناسبة له ، حتى لا يساء تفسير ذلك بعجزه عن ملاحقة أقرانه فى القراءة والتحصيل مما يؤدى إلى عقابه ، وبالتالى إلى شعوره بمركب نقص يدفع به إلى كرهه للمدرسة وللمعلمة ٫كما يجب أن تجرى له اختبارات السمع حتى نضمن له القدرة على الاستماع لكل ما يحدث حوله فى الفصل والتجاوب معه بطريقة مناسبة حتى لا يعاقب على ذنب لم يرتكبه ٫كما يجب أن يعرض الطفل على طبيب مختص لعمل فحص كامل له لإكتشاف أي مشاكل صحية قد تؤدى إلى سرعة إحساسه بالتعب وعدم قدرته على الجرى واللعب والحركة مثل أقرانه من الأطفال.
فالطفل الذي يعانى من أى مرض سواء كان بالقلب أو أي مرض خلقى أو بعض الأمراض المكتسبة مثل الروماتيزم فإنه يشعر بالتعب عند القيام بأبسط مجهود مما يمنعه من الاستمرار فى آداء أي عمل ، وهذا بالتالى يؤدى إلى شعوره بالعجز حين تتم المقارنة بين قدراته وقدرات أقرانه.


بتاريخ : 09/09/2024