في كل موسم شتاء تتكرر معاناة ساكنة إقليم افران مع اشتداد الصقيع وقساوة الطقس وبرودته وحصار الجغرافية وسط جبال الاطلس المتوسط المعزولة ، التي يصعب الوصول اليها بوسائل النقل المتاحة مما يحيل حياة الساكنة الى محنة حقيقية بسبب ندرة حطب التدفئة وبسبب المشاكل والمتابعات القضائية في حال قطع الأشجار والتحطب من داخل الغابة للحصول على حطب التدفئة الذي يقي اغلب العائلات من قسوة البرد ،د بحكم ان لابديل لهم عنه خصوصا وان ثمن الطن الواحد من الحطب اصبح بعيد المنال عن اغلب الاسر بسبب ارتفاع الاثمان وبسبب حالة الهشاشة الاجتماعية لشرائح اجتماعية واسعة والتي تكابد شظف العيش وقساوة الطبيعة وجشع المضاربين في حطب التدفئة الذي يعتبر من اساسيات العيش بالأطلس المتوسط .
فالظروف الحياتية الصعبة بالمنطقة خصوصا بالنسبة للكسابة الذين يعانون الامرين من اجل توفير الكلأ الكافي لقطعان الماشية وخصوصا الأغنام التي تتطلب عناية خاصة ومجهودات مضاعفة على المستوى المادي وعلى مستوى الحفاظ على القطيع الذي يعد مصدر عيش مئات الفلاحين بالإقليم مما يتطلب مضاعفة الدعم الموجه للفلاحين على مستوى توفير الكلأ والشعير لقطعان الماشية أولا وللاحتياطات والاحتياجات الغذائية للاسرالتي يعتبر الزيت والسكر والدقيق وحطب التدفئة من اساسيات الاستمرار على قيد الحياة بالمنطقة.
فقساوة الطبيعة وضيق ذات اليد والعزلة التي تفرضها التساقطات الثلجية تفرض على الساكنة العيش الدائم في حالة طوارئ وعدم استقرار بسبب ضعف البنى التحتية من مرافق صحية بالأساس خصوصا عند الحالات المرتبطة بالولادة وبالحالات الطبية المستعجلة.
اما بالنسبة لتمدرس الأبناء فتظل العطلة القسرية هي سيدة الوضع الى ان تتحسن الظروف المناخية وتفتح المسالك الطرقية امام تلامذة لاحول ولاقوة لهم امام قساوة العيش والحرمان من متابعة الدراسة في ظروف ملائمة تضمن لهم تحقيق تطلعاتهم. بحيث يضطر اغلبهم الى الانقطاع عن الدراسة والانغماس في المجال الفلاحي تحت ضغط الظروف الاجتماعية التي لا تترك لهم الخيار.
فما تعانيه ساكنة الاطلس المتوسط خصوصا التي تستقر بأعالي الجبال يصبح هاجسها الأوحد هو الحصول والتوفر على حطب التدفئة ومؤونة الحياة طيلة فصل الشتاء القارس ومواجهة المضاعفات الصحية بوسائل طبية تقليدية موروثة عن الطب الشعبي ، بحيث لايخلوالفصل الشتوي من انعكاسات صحية سلبية على الساكنة خصوصا فئة الأطفال وكبار السن منهم حيث تتطور نزلات البرد الى امراض مزمنة تنعكس سلبا على وضعهم الصحي والمعيشي .
فسكان جبال الاطلس المتوسط واعالي الجبال عامة يعانون الامرين بسبب القر وبسبب غياب التجهيزات الملائمة لمواجهة الظروف الطقسية القاسية التي تصعب حياة الساكنة على كل المستويات مما تطلب معه دعم سكان أعالي الجبال على تجاوز اثار الصقيع والقر في فصل الشتاء القاسي .