يواصل بوحمرون انتشاره في عدد من مناطق المملكة، وتعتبر جهة الدارالبيضاء سطات من بين المناطق التي تعرف حضورا للمرض، إذ سبق وأن تم الكشف عن كونها تحتل المركز الرابع في قائمة الجهات المتضررة من هذا الداء. وفي هذا الإطار توصلت «الاتحاد الاشتراكي» بعدد من المعطيات الرقمية المتعلقة بالمرض التي تفيد بتسجيل 751 حالة مرضية خلال الفترة ما بين 3 و 9 فبراير، 97 حالة تم استشفاؤها بالمستشفيات الموجودة بالجهة، مع تسجيل حالتي وفاة.
أما بخصوص العدد التراكمي للحالات المسجلة ببوحمرون، منذ فاتح يناير 2024 وإلى غاية الثاني من شهر فبراير الجاري، فقد بلغ 4714 حالة مرضية، 559 حالة ولجت المستشفيات من أجل العلاج، في حين فارق الحياة 11 شخصا. وتبين الأرقام التي حصلت عليها الجريدة بأن مرض الحصبة أصاب كل الفئات العمرية بتفاوت، إذ وعند متم شهر يناير 2025 توزعت النسب المئوية للحالات ما بين 8.7 في المئة في صفوف الفئة العمرية لأقل من 9 أشهر، و 8.8 في المئة بالنسبة للفئة العمرية من 9 إلى 18 شهرا، ثم 12.4 في المئة عند الفئة العمرية من 18 شهرا إلى 5 سنوات، فنسبة 19.1 في المئة على مستوى الفئة العمرية من 5 إلى 11 سنة، و 21.7 في المئة في أوساط الفئة العمرية من 12 إلى 17 سنة، إلى جانب نسبة 18.1 في المئة عند الفئة العمرية من 18 إلى 36 سنة، وأخيرا 11.2 في المئة بالنسبة للأشخاص الذين يبلغون من العمر 37 سنة فما فوق.
ويعتبر إقليم الجديدة الأكثر احتضانا لحالات الإصابة ببوحمرون خلال الشهرين المنصرمين، إذ تجاوز العدد المتراكم للمصابين أكثر من 1400 حالة إصابة، حيث سجل خلال ثلاث أسابيع أكثر من 200 حالة إصابة بالحصبة أسبوعيا، متبوعا بإقليم سيدي بنور بعدد تراكمي فاق 600 حالة إصابة، ثم إقليم سطات بعدد تراكمي يقارب 500 حالة إصابة. أما باقي العمالات والأقاليم الأخرى بجهة الدار البيضاء سطات فقد سجلت أعدادا تراكمية ما بين 100 و 200 حالة إصابة تقريبا.
وكشفت المعطيات الوبائية المتعلقة بالمرض أن 9.5 في المئة من الأشخاص الذين طالتهم العدوى كانوا قد حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح، و 23.04 في المئة غير ملقحين بأي جرعة، في حين أن نسبة 43.50 في المئة لم تكن وضعية التلقيح ضد الحصبة عندهم معروفة. وتبين أرقام الإصابة بالحصبة أن المرض يعرف انتشارا تصاعديا، ففي الوقت الذي كان عدد الحالات يتجاوز 200 حالة في الأسبوع، قفز إلى 700 حالة تم تسجيلها خلال الأسبوعين الفارطين، حيث تم تسجيل 241 حالة في الأسبوع الأول من السنة الجارية، ثم 327 حالة في الأسبوع الثاني، فـ 550 حالة في الأسبوع الثالث، و 560 حالة في الأسبوع الرابع، ثم 702 حالات في الأسبوع الخامس، وصولا إلى 757 حالة في الأسبوع السادس.
ولمواجهة هذا الوضع الصحي، أكد الدكتور عميريش مصطفى، رئيس مصلحة الصحة العمومية بالمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية الدار البيضاء سطات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن المديرية وضعت خطة عمل من أجل التصدي واحتواء تفشي وباء الحصبة، مبرزا بأنه تم الإعلان عن حالة تعبئة عامة عند كل الأطر الصحية، حيث تم ويتم تنظيم حملات توعية واسعة بمختلف المؤسسات الصحية، ونفس الأمر على مستوى المؤسسات التعليمية بالقطاعين العام والخاص لتحفيز الآباء على فحص دفاتر تلقيح أبنائهم واستكمال الجرعات اللازمة بالمراكز الصحية أو بالمؤسسات التعليمية بالنسبة للتلقيح ضد بوحمرون، إضافة إلى مباشرة الفرق الصحية لتنظيم حملات مكثفة للتلقيح بجميع المناطق، مع التأكد من تغطية أكبر عدد ممكن من الفئات المستهدفة. وأوضح المتحدث بأن المديرية عملت كذلك على عقد عدة اجتماعات تنسيقية مع كل المسؤولين الإقليمين للعمل إلى جانب كل من السلطات المحلية، الجماعات الترابية، مسؤولي المؤسسات التعليمية، المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي ومندوبيات الأوقاف والشؤون الإسلامي، فضلا عن جمعيات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، وكذا المنابر الصحفية وباقي الشركاء وكل المتدخلين، بهدف توعية وتحسيس المواطنين بخطورة المرض وتشجيعهم على استكمال تلقيح أطفالهم لحماية أنفسهم والمجتمع.
وأبرز الدكتور عميريش بأنه يتم التدخل الفوري للفرق الطبية بكل إقليم عند اكتشاف أي حالة يشتبه إصابتها بالحصبة، كما يتم القيام بزيارات ميدانية للأماكن التي تم فيها رصد حالة الحصبة من أجل توعية السكان وكذا إعطاء التلقيحات اللازمة للمخالطين للشخص المريض، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة للمصابين بهدف الحد من انتقال العدوى، مشيرا إلى أنه يتم التكفل بالحالة بالمراكز الصحية أو بالمنزل، في حين يتم استشفاء الحالات الخطيرة بالمستشفيات الإقليمية والجهوية وبالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، فضلا عن مواصلة التتبع اليومي للوضعية وإعداد دورية حول عدد الحالات والإجراءات المتخذة على المستوين الإقليمي والجهوي. وأكد المسؤول الطبي بأن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عملت على وضع استراتيجية للتواصل منذ بدء ظهور أولى الحالات المرضية للحصبة، من أجل الحد من هذا الوباء واستكمال التلقيحات اللازمة للأطفال دون 18 سنة، حيث قامت في هذا الإطار بطبع ونشر المطويات الخاصة بمختلف مراحل الحملات الوطنية، مع تنظيم ندوات على مختلف المستويات الوطنية، الجهوية، الإقليمية وكذا المحلية، مؤطرة من أطباء وأطر صحية حول المرض وأهمية التلقي، مع التنسيق مع الجمعيات ذات الصبغة العلمية ومساهمة أطباء القطاع الخاص والانفتاح على الإعلام.