إلى جانب تسجيل أكثر من ألفي حالة انتحار : آلاف الفلسطينيين مرضى الكلي والسرطان فارقوا الحياة بسبب الحصار و 60 % من الأطفال يعانون من أمراض نفسية

 

أكّد الدكتور طارق لوباني، أن آلاف الفلسطينيين فارقوا الحياة خلال السنوات الثلاث الأولى لحصار غزة، مبرزا أن كل المرضى المصابين بالقصور الكلوي توفوا في السنة الأولى، باستثناء الذين استطاعوا مغادرة المنطقة بشكل أو بآخر، كما أن كل مرضى السرطان لم يكتب لهم الاستمرار في الحياة ما بين السنة الثانية والثالثة من عمر الحصار. وشدّد الناشط والطبيب الفلسطيني الذي استضافه كل من الائتلاف المغربي للتضامن وجمعية التضامن المغربي الفلسطيني، بمقر الكتابة الجهوية لحزب الاتحاد الاشتراكي بالدارالبيضاء، مساء الأربعاء 11 دجنبر 2019، على أن 60 في المئة من الأدوية غير متوفرة بالمستشفيات، وعلى رأسها المضادات الحيوية والمسكّنات التي تكون الحاجة ماسة إليها بسبب الإصابات التي يتعرض لها الفلسطينيون بشكل عشوائي برصاص الجيش الإسرائيلي، فضلا عن الأدوات الطبية التي يوجد خصاص كبير فيها هي الأخرى.
وسلّط الطبيب الفلسطيني، الاختصاصي في طب الطوارئ والكوارث، الذي سبق وأن تعرّض لرصاص الجيش الإسرائيلي أثناء مزاولة مهامه كطبيب، هذه المهنة التي يزاولها بالمنطقة وبكندا كذلك، على أن مسيرات العودة عرفت تسجيل حوالي 30 ألف إصابة في صفوف الفلسطينيين بالرصاص الحي من طرف القناصة، دون الحديث عن الإصابات التي كانت بسبب الغاز المسيل للدموع والشظايا، مشيرا إلى أن أكثر من 300 شخص فارقوا على إثرها الحياة، في حين بلغ عدد الإصابات في صفوف الأطقم الطبية 600 حالة إصابة، سجّلت من بينها 4 وفيات. وأكّد المتحدث على أن الحرب لها تبعات على الصحة الجسدية والنفسية كذلك، هذه الأخيرة التي لا يتم الانتباه إليها، مبرزا أنه لا يوجد طفل بدون مشاكل نفسية وبأن 60 في المئة من الأطفال هم يعانون من التبول اللاإرادي الليلي، مضيفا بأنه قبل مسيرات العودة تم تسجيل 2190 حالة وفاة، يرجّح بشكل كبير على أنها حالات انتحار، رغم عدم تصريح الأهالي بذلك، الذين يؤكد أغلبهم أن الأمر يتعلق بوفاة عادية والحال أن المتوفين هم شباب في منتصف العشرينات وغيرهم، مما يطرح أكثر من علامة استفهام بخصوص هذا الوضع.
الناشط الفلسطيني الذي خصص مداخلته للحديث عن إشكالية القطاع الصحي ومشروع حقوق الإنسان وعن الأوضاع الحالية بغزة، أكد أن الفلسطينيين هم في حاجة إلى مواصلة دعم المغرب لهم، حكومة وشعبا، من أجل المساهمة في تأطير الأطر الطبية، وفي تطوير ما يتم تصنيعه محليا من معدات طبية للإجابة عن الاحتياجات الصحية للفلسطينيين، كما هو الشأن بالنسبة للسماعات الطبية ولأحزمة وقف النزيف وغيرها، مشددا على أن المشروع الذي ينشد فيه الفلسطينيون الدعم بشكل أولوي، هو المتعلق بتزويد المراكز والمستوصفات الصحية بالألواح الشمسية من أجل إنتاج وتوفير الطاقة التي تمكّن من تأديتها لوظيفتها الصحية، على غرار ما هو معمول به في المستشفيات، التي تم إطلاق هذه التجربة فيها في سنة 2012، والتي بدأت في إعطاء ثمارها انطلاقا من سنة 2015 إلى اليوم.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/12/2019