أصر التحكيم المغربي على ترك بصمته السوداء في الأيام الثلاثة الأخيرة، ما جعل أصوات الفرق المتضررة تعالى احتجاجا وتنديدا بما وقع فوق أرضية التباري.
لقد كانت البداية مع رجاء بني ملال، الذي أعلن عدم خوضه المباراة المقبلة بالدوري الاحترافي، ما لم يتم عقد اجتماع بحر هذا الأسبوع بينه «وبين الجامعة ومعها الأجهزة المعنية بالتحكيم» إسوة بما تم القيام به «مع مجموعة من الفرق قصد وضع النقط على الحروف، قبل اتخاذ قرار نهائي لا يخدم بتاتا الرياضية الوطنية، لأن الوضع فرض قسرا على رجاء بني ملال ولا يحتمل المزيد.»
وأبدى الرجاء الملالي في رسالة موجهة إلى رئيس جامعة كرة القدم ورئيس العصبة الاحترافية، أسفه واستنكاره لما تعرض له الفريق من ظلم تحكيم في مباراته أمام الجيش الملكي، مساء السبت، مشيرا إلى أنه وجد نفسه مضطرا إلى تكرار نفس المراسلة للمرة الثالثة هذا الموسم، وحول نفس الموضوع.
واعتبرت مراسلة فريق عين أسردون، التي تحمل توقيع الرئيس محماد الصغير عفيف، أنه دورة بعد أخرى «تتناسل الأخطاء التحكيمية ضد فريقنا في ظلم تحكيمي بين بشهادة الخبراء وبشهادة النقل التلفزي.»
وأوضح الفريق الملالي في مراسلته أن الحكم منصف زين العلوي، الذي أدار مواجهته امام الجيش الملكي بالرباط «تغاضى عن ضربة جزاء لفائدة اللاعب الملالي «كونازو» خلال الشوط الثاني امام أعين المساعد الثاني، بعد مسكه وإسقاطه داخل منطقة الجزاء، … ثم ألغى هدف التعادل الذي سجل في الأنفاس الأخيرة للمقابلة.»
وأضاف رسالة الاحتجاج الملالي أن الحكم نفسه سبق له خلال «مقابلتنا ضد اولمبيك آسفي أن أصر على إعطاء امتيازات غير شرعية للخصم من خلال أخطاء لا يمكن لمبتدئ أن يقترفها.»
وبدوره بعث فريق الرجاء الرياضي رسالة احتجاج قوية اللهجة إلى اللجنة المركزية للتحكيم، طالب فيها حسب بلاغ عممه الفريق الأخضر على موقعه الرسمي «بفتح تحقيق بخصوص المهزلة التحكيمية التي عرفها من جديد لقاء يوم الأحد بين نهضة بركان ونادي الرجاء الرياضي، والتي شهدت تدخلات خطيرة في مواجهة لاعبي نادي الرجاء، من بينها الاعتداء الفظيع على اللاعب بنحليب».
وشدد البلاغ على أن الفريق الأخضر انتهز الفرصة «للتنديد بالمستوى التحكيمي، الذي عرفه اللقاء المذكور والذي أثر على السلامة الجسمانية للاعبي النادي».
والتحق أولمبيك آسفي بقافلة المحتجين، بعدما عبر في بلاغ نشره على صفحته الرسمية بالفايسبوك عن استنكاره لما وصفه بالحيف الكبير، «الذي تعرض له خلال لقاء الوداد الرياضي بملعب المسيرة، برسم مؤجل الدورة الثانية عشر من البطولة الاحترافية، وذلك إثر التأثير المباشر لحكام المقابلة في نتيجة المباراة، عن طريق احتساب هدفين من حالتي تسلل واضحتين».
وأكد النادي المسفيوي «على أنه سيسلك جميع المساطر القانونية المتاحة له للدفاع عن مصالحه ويطالب بفتح تحقيق في هاته المهزلة التحكيمية.
وكان يوسفية برشيد هو الآخر قد احتج مؤخرا على ما تعرض له في مباراته أمام أولمبيك خريبكة، حيث مر الحكم هشام التيازي بجانب المباراة، وارتبك عدة أخطاء مؤثرة، عززت رصيد الاحاجاجات ضده، بعدما أبدى الاتحاد البيضاوي احتجاجه على ادائه في مباراته أمام المغرب الفاسي، قبل أن تخرج الجامعة في بلاغ ناري لتعلن عن إنهاء المسار التحكيمي للتيازي، دون أن يتأسس على دفوعات قانونية، ما جعل البعض يربطه باستقالة البيضي، رئيس اليوسفية، والتي سرعان ما تراجع عنها.
الأكيد أن الوضع غير مستقيم داخل الأجهزة الساهرة على شأن الحكام، وأن تدخل الجامعة بات أمرا ملحا للتصحيح، وتفادي أي تفاقم للأوضاع يمكن أن تعصف بنزاهة الممارسة الكروية الوطنية، التي ما فتئ المهتمون يشككون في روحها الرياضية، واعتمادها على مبادئ التنافس الشريف بالدرجة الأولى.
احتجاج رجاوي، ملالي ، مسفيوي على أخطاء التحكيم والجامعة في عين العاصفة
الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 22/01/2020