اختناق حركة السير و الجولان و ارتفاع مقلق لحوادث السير القاتلة بآسفي !

حوادث سير قاتلة بآسفي ..أرواح تزهق هنا و هناك في ظل وضعية غير مسبوقة لاختناق حركة السير بالمدار الحضري .. إذ أضحت المدينة قبلة لكل أنواع الشاحنات الكبرى و الحافلات التي يرتبط نشاطها اليومي بالمشاريع الهيكلية التي تشهدها منطقة جنوب آسفي ، و خاصة الأوراش المفتوحة اليوم بالمحطة الحرارية و الميناء المعدني الجديد ، إلى جانب الشاحنات الكبرى القادمة من مقالع الرمال المرخصة و غير المرخصة بجنوب آسفي و المتجهة نحو المدن الكبرى .. ينضاف إلى هذا الضغط اليومي ، الوضع الجديد الذي أضحت عليه المدينة كمعبر للولوج بعد ربط مدينة آسفي بالطريق السيار .. وهو ما زاد في تعقيد الوضع لغياب رؤية استشرافية لإشكالية النقل بالمدينة كأحد أوجه التخطيط الحضري الاستباقي .
وقد زاد في تعقيد هذه الإشكالية ، ارتفاع حظيرة السيارات و الامتداد المجالي الكبير للمدار الحضري الذي هو نتيجة طبيعية للتوسع العمراني غير المتحكم فيه …مما أضحت معه الحياة اليومية للمواطنين عنوانا لمحنة حقيقية مع حركة المرور بمختلف المحاور الطرقية الرئيسية .. بل – و الأخطر – أصبحت هذه الطرق تشكل تهديدا حقيقيا للحق في الحياة  !
فالمدينة التي فاقت ساكنتها عتبة 300 ألف نسمة، تبعا للإحصاء الأخير ، تشهد تطورا غير متحكم فيه بفعل المناطق الجديدة المفتوحة للتعمير ، و الانتشار الكبير للأنشطة غير المهيكلة التي احتلت الفضاء العمومي .. و الـتأخر الملحوظ في أشغال التطهير السائل التي تقوم بها الوكالة المستقلة للماء و الكهرباء في أكثر من محور بالمدينة .. كما أن عدم الوفاء بتنزيل المحاور الطرقية المدرجة ضمن تصميم التهيئة – رغم حاجة هذه الوثيقة التعميرية للتحيين – كرس وضعا مقلقا بآسفي التي تعاني ، بالإضافة إلى ذلك ، من فقر كبير في علامات التشوير الطرقي بشهادة مسؤول أمني .
هي وقفة للتأمل اخترناها ، ضمن هذه الورقة الإعلامية ، لتقييم تدخلات مختلف الفاعلين في تدبير حركة النقل الحضري بآسفي ، و ذلك بعد مرور سنة على توقيع اتفاقية ثلاثية بين وزارة التجهيز و النقل و اللوجيستيك و عمالة آسفي و الجماعة الحضرية بآسفي من أجل النهوض بمجال السلامة الطرقية ، حيث التزمت هذه الأطراف، بموجب هذه الاتفاقية ، بإعداد مخطط عمل خاص بالسلامة الطرقية يمر عبر المساهمة في تمويل مشاريع تخص التشوير العمودي والأفقي لبعض النقط التي تسجل عددا كبيرا من الضحايا ، و إدماج بند خاص بافتحاص السلامة الطرقية على مستوى طلبات العروض الخاصة بتجهيز الطرقات، بالإضافة إلى الالتزام بوضع اشتراطات جديدة لمختلف مشاريع البنية التحتية بتجهيزها بآليات السلامة الطرقية .. و احتراما لحق المواطنين في الولوج السلس ، التزمت الأطراف المعنية بتوفير ممرات للراجلين في الفضاء الطرقي لتفادي حوادث السير ..؟
المتتبعون للشأن المحلي بآسفي ، و المرتبطون يوميا بحركة السير، لن يعثروا على أثر لما تم تدبيجه في مسودة الاتفاقية ، إذ تؤكد الحقائق اليومية ، وكذا بعض الفواجع الناجمة عن إشكالية تدبير النقل بالوسط الحضري على أن مدينة آسفي تحتاج إلى مخطط استعجالي لتطويق الكوارث الناجمة عن حوادث السير القاتلة ، و ذلك بالتعجيل بإحداث محاور طرقية جديدة ضمن رؤية استشرافية لمشروع مدينة من الطبيعي أن تكون قادرة على استيعاب الضغط الديمغرافي و التوسع المجالي المتنامي بطريقة سريعة ، مع استحضار أثر مختلف المشاريع الهيكلية الكبرى التي ينبغي أن تشكل فرصة لتقوية تنافسية المدينة ، حيث يعتبر التدبير الناجع لإشكالية النقل بالوسط الحضري أحد العناوين الكبرى لجودة الحياة ، و هو المدخل الطبيعي لحماية الحق في الحياة ..  !


الكاتب : منير الشرقي

  

بتاريخ : 04/04/2017