استعدادا لزيارة ملكية مرتقبة : شوارع الدارالبيضاء وفضاءاتها تتغير في رمش ساعات

 

من المنتظر أن يحل جلالة الملك هذه الأيام بمدينة الدارالبيضاء، ومن المرتقب أن يقوم جلالته بتدشين مشاريع مختلفة خاصة في الجماعات المجاورة للدارالبيضاء، كما سيتم إعطاء انطلاقة مشاريع أخرى داخل العاصمة الاقتصادية، على غير الأيام العادية منذ الأسبوع الأخير عرفت المدينة حركة غير عادية حيث استنفرت السلطات كل طاقاتها استعدادا لهذه الزيارة، وكذلك فعلت جماعة الدارالبيضاء حيث خرجت آلات إصلاح الطرقات والدروب من كل مرآب « عظيم «…
كما يقول سكان أي منطقة دائما ومنهم ساكنة الدارالبيضاء متضرعين إلى الله « ياربي يجي الملك «، نعم « ياربي يجي الملك» ، لأن ساكنة المدينة أنهكتها أجواء غرفة الانتظار الكئيبة التي دخلوها قرابة عقد ينتظرون انتهاء الأشغال التي فتحت ولم تغلق بسبب بطء الأداء، وينتظرون إغلاق الحفر التي تخلفها هذه الأشغال المفتوحة في كل الشوارع والفضاءات، وأصبح من الواجب على المواطن أن يتعلم فنون المراوغة لتفادي أخطارها، منذ قرابة عقد وكأن كل شيء متوقف في هذه المدينة، لا مشاريع تدخل في إطار البرنامج التنموي للمدينة فتحت أبوابها ولا فوضى النقل والتنقل أرادت أن تضع أوزاها، وأصبح التنقل وسطها مقرفا إلى حدود لاتطاق، حتى أن شرطة المرور تضاعف جهدها إلى أوقات قياسية…
لما ذاع خبر زيارة الملك إلى المدينة، بدأت الأشغال ليل نهار حيث ظهرت آلات تزفيت صغيرة وأخرى كبيرة ترقع الشوارع وتدفن الحفر، التي طالت لشهور في هذه الشوارع وتسببت في حوادث وعرقلة سير مضنية جدا حتى أصبح أصحاب السيارات يتساءلون لماذا يؤدون الضريبة على سيارتهم ماداموا يتنقلون وسط ما يشبه بقايا طرق، وقام المسؤولون أيضا بتحويط كل المناطق التي تشهد أشغالا كبرى، كتلك المتعلقة بالطراموي والباصوي وغيرها من الأشغال، وبدأ تنظيم الشوارع التي تهمها الأشغال لحجب الفوضى التي كانت تنعم فيها وتضر المواطنين، كما أعطيت التعليمات لمن يقوموا بأشغال بناء بأن يزينوا واجهات الأشغال ويوفروا لها الإنارة التزيينية، وأزيلت من كل الأماكن كل مظاهر العرقلة، المهاجرون الأفارقة الذين استحوذوا على شارع أولاد زيان حولوه إلى فندق من نجوم الهواء الطلق، في خرجة واحدة ، « غبرت « كل مظاهر تواجدهم هناك وكأنهم لم يسبق لهم أن كانوا، وتم تنظيف المكان بشكل لم يسبق له مثيل، أيضا اختفى المتسولون من الشوارع وملتقيات الطرق وقرب إشارات المرور، وتنظم الباعة الجائلون، وقلت حدة احتلال الملك العمومي من لدن بعض أصحاب المحلات سواء التجارية أو الخدماتية وغيرها، وتمت صباغة بعض الواجهات وبعض أجزاء الطوار خاصة في الأماكن الحيوية، وتم الإسراع في فتح قنطرة محمد السادس المتواجدة بين تراب اسباتة وعين الشق، وأصلحت أزقة هنا وهناك ، المهم خلال هذه المدة استرجعنا جزءا من الدارالبيضاء غير المتعبة، لذلك يستمر الدعاء دائما ومسترسلا من لدن الساكنة « ياربي يجي الملك « !


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 03/04/2023