دعا الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة إلى إطلاق برنامج استعجالي حكومي من أجل «وقف شبح الموت الذي أصبح يترصد مواطني جهة الشرق، جراء نقص الموارد المادية والبشرية واللوجيستية»، مؤكدا على ضرورة تعبئة جميع الفئات الطبية بالقطاع العام والخاص والطب العسكري بما في ذلك إحداث مستشفى ميداني بشكل عاجل، لاستقطاب مرضى كوفيد 19.
وذكر في بيان، توصلت «الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منه، بأن الوضع الصحي بجهة الشرق عامة ومدينة وجدة على الخصوص يعرف شبه انهيار كلي من جراء جائحة كورونا «والتدبير المرتجل لها على المستوى المحلي»، مشيرا إلى أن المدينة تسجل يوميا، ومنذ أكثر من شهرين، معدلا يناهز 300 إصابة، كما تعرف تصاعدا في عدد الوفيات والحالات الحرجة، «ينضاف لذلك استنزاف الطاقات البشرية العاملة في القطاع الصحي مند شهر مارس الأخير في ظل شروط عمل خطيرة وغير ملائمة».
واستنكر بيان الفرع النقابي المذكور، التوجه الرسمي الموجه للساكنة الذي تميز بداية الأمر بـ»التطمين وتمرير خطاب التحكم في مفاصل الوباء»، لكن الواقع –يقول البيان –» كان غير ما كان يشتهي تمريره من بيدهم القرار المحلي، حيث انفجر الوضع بمئات الإصابات وعشرات الوفيات، من جراء عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية وتوالت معه الأخطاء التدبيرية الفادحة»، مضيفا بأن «التغييب الممنهج للمقاربات التشاركية مع نخب وأطر وكفاءات المدينة، أوصلنا اليوم إلى أزمة سمتها البارزة عدم توفر اختبارات الفحص والأدوية كالفيتامين سي والزنك وأجهزة التنفس، وتكفل دون المستوى الإنساني المطلوب بالمرضى، مما جعل هؤلاء يواجهون مصيرهم وحيدين ويصلون للمستشفيات في حالة حرجة من المرض أو بعد فوات الأوان».
وفي هذا الصدد، دعا إلى إعمال آلية المقاربة التشاركية، من خلال الانفتاح على نخب وأطر وفعاليات المدينة، لبلورة رؤى محكمة تراعي إبداع الحلول وإنتاج المبادرات، «خاصة بعدما تأكد استفراد من بيدهم القرار المحلي باستصدار قرارات عشوائية وغير حكيمة ستكون لها انعكاسات وتداعيات وأضرار وخيمة وأكثر سلبية، إن لم تتظافر الجهود الإيجابية لتصحيحها وتقويمها»، مؤكدا على تجهيز مستوصفات القرب بما يكفي من الموارد المادية والبشرية، ووضع المصحات الاستشفائية الخاصة رهن إشارة القطاع العام بالمجان من أجل تحسين شروط استقبال والتكفل بالمرضى والمخالطين، مع تقديم الدعم المادي والمعنوي الفوري والتحفيز الوافر للأطر الصحية المحاربة لوباء كوفيد 19 بالمدينة والجهة، هذا إلى جانب دعوة الساكنة لتكثيف التعبئة من خلال احترام جميع الاحترازات الصحية الضرورية لتطويق الوباء والحد من انتشاره.
هذا، ولم يفت الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة أن يسجل «تقاعس» المصالح الولائية والمدير الجهوي لوزارة الصحة في التواصل مع الفاعلين الإعلاميين، مبرزا بأن هذا الوضع فرض «توجها أحاديا وفوقيا في تمرير ما تستسيغه هذه الأطراف من أخبار وأرقام خاصة بالجائحة، بعيدا عن إعمال آلية التواصل المباشر مع نساء ورجال الصحافة من خلال ندوات صحافية -ولو عن بعد- لتفعيل آلية المساءلة والمطارحة وتبادل المعطيات وفق ما تقتضيه الشروط المهنية الصرفة»، مؤكدا حرصه على التزام الصحافيات والصحافيين بقواعد المهنة وتقيدهم بشروط السلامة الصحية وتوفير المناخ المناسب لممارسة مهامهم، مع استعداده «للتصدي بشراسة لكل ما من شأنه المس بكرامة الزملاء وتجاهل حقهم في الحصول على المعلومة».