استقال وزير الاتصال في الفاتيكان من منصبه الاربعاء بعد جدل بشأن رسالة من البابا السابق بنديكتوس السادس عشر في اجواء من التوتر مع المحافظين وحول وسائل اعلام الكرسي الرسولي.
وتعود القضية الى 12 مارس عندما قدم المونسنيور داريو ادواردو فيغانو مجموعة كتب عن اللاهوت وضعها البابا فرنسيس ورسالة من بنديكتوس السادس عشر تشيد بهذه المبادرة التي تبرز “الاهلية الفلسفية واللاهوتية العميقة” لخليفته على رأس الفاتيكان.
وتحدث البابا الالماني الذي يعد لاهوتيا خارجا عن المألوف عن “الاستمرارية الداخلية بين الحبريتين على الرغم من كل الاختلافات في الاسلوب والسلوك”.
والرسالة التي قدمت عشية الذكرى الخامسة لانتخاب فرنسيس، اعتبرت دعما علنيا للبابا الارجنتيني الذي يواجه جناحا محافظا يقاوم اصلاحاته الداخلية ويأسف لغياب الصرامة التي عرف بها يوزف راتسينغر.
لكن الامر كان في الواقع ردا خاصا حرر قبل شهر على طلب بالمساهمة في مجموعة الكتب. وفي فقرة ثانية تليت في مؤتمر صحافي لكنها لم تذكر في البيان الذي نشر في ما بعد، يعتذر بنديكتوس السادس عشر بادب عن عدم المشاركة لانه لا يملك الوقت ولا القوة لذلك.
وفي فقرة ثالثة من غير الواضح ما اذا كانت قد تليت امام بعض الصحافيين الحاضرين، ينتقد البابا السابق مشاركة عالم لاهوت حمل بعنف على البابا يوحنا بولس الثاني وعليه شخصيا.
ونشر الفاتيكان في 12 مارس صورة من الرسالة لكن بصفحتها الاولى فقط لكن اول سطرين من الفقرة الثانية لا يمكن قراءتهما.
وبعد جدل استمر بضعة ايام نشر الفاتيكان نص الرسالة بالكامل في 17 مارس.
كتب فيغانو (55 عاما) في رسالة استقالته التي نشرها الفاتيكان ان “جدلا كبيرا حدث في الايام الاخيرة حول اعمالي التي تزعزع، بعيدا عن النوايا، الاصلاح الكبير والمعقد الذي كلفت به”.
ورد البابا فرنسيس “احترم قراركم واقبل بصعوبة كبيرة استقالتكم”. وقال الفاتيكان انه بانتظار تعيين خلف للمونسيور فيغانو، سيتولى المونسنيور ادريان رويز احد مساعديه مهام هذا المنصب.
وقال الخبير في شؤون الفاتيكان ماركو بوليتي لوكالة فرانس برس ان “تراجع وسقوط فيغانو كانا سريعين. انه لا يدفع ثمن خطئه فحسب بل ثمن الحرب الداخلية التي اندلعت حول شخصيته المتهورة والحرب من اجل اصلاح اذاعة الفاتيكان وكل نظام الاعلام”.
وكان داريو فيغانو المدير السابق لتلفزيون الفاتيكان عين في يونيو 2015 مسؤولا عن امانة الاتصال وكلف مهمة ادخال الثورة الرقمية الى الفاتيكان وكذلك خفض عدد العاملين ونفقات عدد من الخدمات.
والجانب الاوضح من هذا الاصلاح كان اطلاق بوابة فريدة بست لغات (فاتيكاننيوز.فا) في ديسمبر تجمع اذاعة الفاتيكان وصحيفة اوسرفاتوري رومانو ومواقع التواصل الاجتماعي للبابا ودار النشر تحت اشراف ادارة تحريرية واحدة.
وقال البابا فرنسيس في مايو 2017 ان “الاصلاح يجب ان يجري بذكاء وتوازن وكذلك اسمحوا لي باستخدام هذه الكلمة بقليل من العنف”.
ورأى غريغ ايرلاندسون مدير خدمة “كاثوليك نيوز” ان الحادث المتعلق بالرسالة ينم عن “نقص في الحكمة اكثر منه عن خداع”.
واضاف على موقع وكالة الانباء الدينية انه بينما يريد البابا مكافحة “الاخبار الكاذبة”، يأتي هذا الجدل ايضا “ليذكر بانه في عصر وسائل الاعلام المتطورة ومع بابا مهيمن، يجب على جهاز الاتصال في الفاتيكان التزام الشفافية وافضل الممارسات الصحافية”.