استهداف الصحفيين مستمر.. مفاتيح تخزينUSB متفجرة !

«arstechnica»عن

باتت الأجهزة التقنية المتفجرة،تحل محل الفيروسات البرمجية الضارة بإعتبارها أكثر الأشياء رعبا التي قد تخفيها مفاتيح التخزين USB.ليس سرا أن محركات أقراص التخزين (فلاشاتUSB) الصغيرة وغير الملحوظة (كما قد تبدو) يمكن تحويلها إلى عوامل لزرع الفوضى. على مر السنين، رأينا لها إستخدامات هجومية كثيرة كحال إستهداف المنشأة النووية الإيرانية قبل سنوات عدة، و لتصبب أنظمة التحكم في محطات الطاقة الأمريكية كذلك، و تتحول إلى منصات هجوم قابلة للبرمجة وغير قابلة للكشف تدمر أجهزة الكمبيوتر المرفقة (مثال هجمات زيادة مستويات الكهربائية المفاجئة بما يبلغ 220 فولت).على الرغم من أن هذه مجرد أمثلة قليلة، إلا أنها يجب أن تكون كافية لمنع المرء من إدخال محرك أقراص USB غامض وغير مرغوب فيه يتم إرساله بالبريد إليه في جهاز الكمبيوتر خاصته.
لسوء الحظ، و كما ذكرت «وكالة الأنباء الفرنسية» (عبر CBS News) يوم الثلاثاء الماضي، أن5 صحفيين إكوادوريين تلقوا محركات تخزينUSB في البريد من «كوينسالوما» و كان من المفترض أن تنفجر كل منها عند تنشيطها. عند إستلام هذا المفتاح، قام»لينين أرتيدا»(من محطة تلفزيون Ecuavisa) في «غواياكيل» بإدخاله في جهاز الكمبيوتر الخاص به، وعند هذه النقطة إنفجر المفتاح. ووفقا لمسؤول في الشرطة تحدث إلى وكالة «فرانس برس»، أصيب الصحفي بجروح خفيفة في اليد والوجه، ولم يصب أي شخص آخر بأذى.
وفقا لمسؤول الشرطة «كزافييه تشانغو» فإن :»مفتاح التخزين المحمول الذي إنفجر، كان يحتوي على شحنة متفجرة بقوة 5 فولت ويعتقد أنه إستخدم نظام(RDX)الذي تستخدمه الجيوش بما في ذلك الولايات المتحدة، والذي «يمكن إستخدامه بمفرده كشحنة أساسية لأجهزة التفجير أو مزجه بمتفجرات أخرى مثل TNT». في يوم الإثنين، أصدرت مؤسسة (Fundamedios) وهي منظمة إكوادورية غير ربحية تركز على حقوق وسائل الإعلام، بيانا حول الحوادث التي شهدت إرسال رسائل مصحوبة بمفاتيح تخزين USB إلى صحفيين آخرين في «غواياكيل» و 2 صحفيين في عاصمة الإكوادور.
قال «فونداميديوس إن ألفارو روزيرو» الذي يعمل في محطة راديو (EXA FM)أنه تلقى أيضا مظروفا به مفتاح تخزين في 15 مارس. أعطاها لصديق (منتج)الذيإستخدم كبلا مع محول لتوصيله بجهاز كمبيوتر. كانت محطة الراديو محظوظة، على الرغم من ذلك لم ينفجر. قال فونداميديوس إن «الشرطة قررت أن مفاتيح التخزين هذه تحتوي على متفجرات لكنها تعتقد أنها لم تنفجر لأن المحول الذي إستخدمه المنتج لم يكن يحتوي على ما يكفي من الطاقة الكهربائية لتنشيطه.
**حاول مراسل آخر، من جهته، الوصول إلى محتوى تلك المفاتيح المجهولة. أحد الضحايا الآخرين «ميلتون بيريز» الذي يعمل في مكاتب «تيلي أمازوناس»(Teleamazonas)الذي وقع معه نفس الحادث بعد توصيله بالكمبيوتر بشكل صحيح وفقا ل»فونداميديوس»(Fundamedios)، في حين تمكنت الشرطة من إعتراضطرد رابع أرسل إلى «كارلوس فيرا» في «غواياكيل»، و إستطاعت منع إنفجار واحد آخر بشكل إستباقي أرسل إلى «ماوريسيو أيورا»الذي يعمل في «تي-سي تيليفيزيون»(TC Televisión) أيضا في «غواياكيل» حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
*ما هو الدافع وراء هذه الهجمات؟
من جهتها أكدت وزيرة داخلية الإكوادور «خوانا زاباتا» أن «جميع الحالات الخمس إستهدفت بنفس النوع من مفاتيح التخزين USB»مضيفة إن «كل هذه الهجمات تأتي برسالة واحدة مفادها «إسكات الصحفيين»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية».حاولت مؤسسة «فونداميديوس»(Fundamedios) إلقاء بعض الضوء على الدافع وراء هذه الهجمات، لكن المعلومات تبدو محدودة، حيث لا يزال التحقيق في «عمل إرهابي» من قبل الحكومة الإكوادورية مستمرا، على أن هذه المفاتيح ترافقها رسائل تهديدية، بخلاف الرسالة المصاحبة للمفتاح المرسل إلى قناة «تي-سي تيليفيزيون» (TC Televisión) جاءت مع رسالة ضد مجموعة سياسية غير محددة.
كانت الرسالة المصاحبة لحملة التهديد المرسلة إلى «بيريز» في «كيتو» تحتوي على رسالة تدعي (جزئيا) وفقا لترجمة «غوغل» إحتوائها على معلومات تخص حركة «كوريسمو» (correísmo) – حركة سياسية إكوادورية سميت على اسم الرئيس السابق «رافائيل كوريا»، الذي كان رئيسا للإكوادور من عام 2007 حتى عام 2017– و تضيف «أن هذه المعلومات ستكشف لكم الكثير. لذا إذا كنت تعتقد أنهاستفيدك، فيمكننا التوصل إلى إتفاق وسأرسل لك الجزء الثاني، وسأتواصل معكم». في بيان نقلته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، قالت الحكومة الإكوادورية: «أي محاولة لترهيب الصحافة وحرية التعبير هي عمل بغيض يجب معاقبته بكل صرامة من قبل العدالة».أشارت المنشورات التي تغطي هذه الأحداث، إلى أن الإكوادور شهدت إرتفاعا في معدل الجريمة في السنوات القليلة الماضية نسبها الرئيس «غييرمو لاسو» إلى الإتجار بالمخدرات، لكن الدوافع الحقيقية وراء مفاتيح التخزين المتفجرة مؤخرا لا تزال غير معروفة.
أشارت وكالة «فرانس برس» إلى أن أعمال عنف أخرى وقعت مؤخرا حول محطات إعلامية إكوادورية، بما في ذلك إطلاق نار على محطة تلفزيون «RTS»، حيث ورد أن مطلق النار المزعوم ترك وراءه كتيبا موقعا من عصابة مكسيكية وهدد مدير صحيفة ما. في عام 2020، ورد أن هناك إنفجارا في قناة «تيلي أمازوناس»(Teleamazonas)، والتي تلقت أيضا مفاتيح تخزين USBتستند لنظامRDX هذا الشهر.لكن، بغض النظر عمن يقف وراء الهجمات الخطيرة على الصحفيين، يجب أن تكون هذه الأحداث المقلقة بمثابة تذكير بأنه – كما لا يجب عليك تماما النقر فوق الروابط العشوائية التي يتم إرسالها إليك أو فتح مرفقات غير معروفة أو تنزيل ملفات مشبوهة – يجب ألا تشغل مفاتيحUSB غير معروفة، خاصة تلك التي يتم إرسالها إليك عشوائيا. في حالة بعض هؤلاء المراسلين، قد تكون فكرة السبق الصحفي «مغرية»، لكن فتح أجهزة أو بيانات لم يتم التحقق منها ينطوي على قدر كبير من المخاطر لا يمكن تفاديها.


الكاتب : المقدمي المهدي

  

بتاريخ : 08/04/2023