ليس في القسوة ـ ياغزَّةُ ـ والبأسِ الشديدْ
مثلَ أن ينصبَّ في يأسٍ حقودْ
جامُ  عدوانٍ على طفلٍ وليدْ
آهِ يا طِفلي الشهيدْ
أرعبتْ كَفَّاكَ  إذْ ألقَتْ على
روح جيانٍ وعلى كل خؤونْ
من قريبِ الأرض أو (بيتٍ غدَا يَسْوَدُّ)
في أقصى صعيدْ
حَجَراً ضاءَ على الكوْنِ ، وخـطَّ الدَّمَ مدراراَ
على كل جهاتِ الليلِ أنواراً،
وجُدرانِ الحصارِ آسْمَ فلسطِينَ بهياً وجديدْ:
يفْتح الآفاقَ للثُّـوَّارِ في زَحْفٍ ويُزري
بخُطُوطِ النار، يا ضوءاً بَهيّاً وجَديدْ
ها أنا ألمَسُ ما يَهْمي بهِ الصَوتُ الشهيدْ
من ندَى عِطرِ هُتافٍ
نبويِّ الوَعْدِ ، يا أقوى وعودْ
بانتفاض الرُّوح من نَوْمِ لحودٍ
صجَّتِ الأنوارُ في أعماق إنسانيْ
وها قَدْ صَدَحَ الصوتُ الذي باركهُ…
وَحْيُ  التحام الأرض بالجرح العنيدْ
يَنْفُضُ الأكفانَ في أسْنَى صُعودٍ
عنكَ يا طفلَ النُّبوَّاتِ الشهي