الأرجنتين يتيمة من دون ميسي وتواجه خطر الغياب عن المونديال

بعد فوزها الصعب على تشيلي 1 – 0 يوم الخميس قبل الماضي، انتعشت آمال الأرجنتين في بلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018 لكرة القدم، لكن بعد إيقاف قائدها ليونيل ميسي ثم خسارتها أمام بوليفيا 0 – 2 مساء الثلاثاء، غرق «ألبيسيليستي» مجددا في الشكوك.
وكشف إيقاف ميسي أربع مباريات بسبب شتمه مساعد حكم المباراة ضد تشيلي ضعف المنتخب الأزرق والأبيض، فمن دون «البعوضة» أصبح فريقا من الصف الثاني.
ومع ميسي، فازت الأرجنتيين 5 مرات في آخر 6 مباريات ضمن التصفيات. ومن دونه، تعادلت 4 مرات وخسرت 3 مرات وفازت مرة يتيمة.
ولم يعد بمقدور الأرجنتين، بطلة العالم مرتين عامي 1978 و1986، تحمل أي دعسة ناقصة بسبب حلولها في المركز الخامس ضمن المجموعة الموحدة في تصفيات أميركا الجنوبية، إذ تتأهل المنتخبات الأربعة الأولى مباشرة إلى النهائيات، فيما يخوض صاحب المركز الخامس ملحقا مع بطل أوقيانيا.
وأصبح رأس المدرب إدغاردو باوتسا مهددا. فطلبات الإقالة آخذة في الازدياد. ومنذ استلامه المنتخب في غشت 2016، تلعب الأرجنتين من دون إلهام، لعب عميق، وتعتمد على المجهودات الفردية، وخصوصا لقائدها.
وجاءت العقوبة المتأخرة لميسي بعد خمسة أيام من الحادثة. إهانة الحكم المساعد خطأ غير مبرر، لكن بالنسبة لكثيرين من جماهيره، كانت العقوبة «غير متناسبة».
ولم يعذر الأسطورة دييغو مارادونا لاعب برشلونة الإسباني: «نراه يهينه، نعم. كلنا شاهدناه. عقوبة على أساس المشاهد، حصلت مع (زلاتان) إبراهيموفيتش في مانشستر يونايتد بعد ضربه الخصم بكوعه، نال (عقوبة الإيقاف) 3 مباريات». لكنه اقترح تقديم خدماته لمحاججة استئناف الأرجنتين لدى الاتحاد الدولي «فيفا».
وأبلغ الاتحاد الارجنتيني بعقوبة الإيقاف في الوقت الذي كان فيه ميسي ورفاقه في الطريق إلى بوليفيا لمواجهتها الثلاثاء في لاباز.
وأكد رئيس الاتحاد الارجنتيني بالوكالة أرماندو بيريز: «سنستأنف العقوبة»، مضيفا «لقد ارتكب خطأ. عوقب لأنهم قرأوا ما قاله عبر شفتيه. ولكنني لا أعرف لاعبا لم يسبق له الشتم».
وانتقد سيزار مينوتي، مدرب الأرجنتين المتوجة بلقب مونديال 1978، القرار: «أربع مباريات، لا معنى لذلك. هناك تعديات أكثر خبثا ولا نعاقب سوى بمباراتين. العقوبة مبالغ فيها».
وبالنسبة لحارس البارغواي السابق خوسيه لويس تشيلافرت، العقوبة ضد ميسي هي «ثأر من الفيفا ضد كرة القدم الأرجنتينية. ميسي يدفع العواقب».
ويسعى اتحاد كرة القدم الأرجنتيني، الرازح تحت وصاية الفيفا، إلى الخروج من أزمة مؤسسية ومالية.
وانتخب أخيرا يوم الأربعاء لجنة إدارية جديدة، بعد 3 أعوام من الاضطرابات. بعد وفاة العراب خوليو غروندونا الذي تربع على رأس الاتحاد بين 1979 و2014، وحاول الإداريون الجدد المفتقدون للخبرة عبثا إعادة النظام إلى اتحاد نخره فساد مسؤوليه.
وغياب ميسي عن المنتخب خيم على التصفيات، سواء كان بسبب الإصابات أو اعتزاله الدولي، الذي اتخذه فجأة بعد خسارة نهائي كوبا أميركا 2016 ضد تشيلي، وذلك للمرة الثانية في عامين.
ونفذ ميسي الثلاثاء في لاباز عقوبة أولى مبارياته الأربع، وإذا لم تخفض سيغيب عن المباريات الثلاث المقبلة على أرض الأوروغواي (31 غشت) ولدى استقبال فنزويلا (5 سبتمبر) والبيرو (5 أكتوبر). وسيكون بمقدور أفضل لاعب في العالم 5 مرات العودة لخوض الجولة الأخيرة في 10 أكتوبر ضد الإكوادور.
وضمنت البرازيل الغريم الأكبر للأرجنتين تأهلها إلى النهائيات، بعد أن رفعت رصيدها إلى 33 نقطة من 14 مباراة، بفارق 9 نقاط عن كولومبيا و10 عن كل من الأوروغواي وتشيلي، فيما تملك الارجنتين 22 نقطة في المركز الخامس.
واعتبر نادي برشلونة عقوبة ميسي غير متناسبة على الإطلاق، وقال في بيان الأربعاء: «يعرب نادي برشلونة عن دهشته واستيائه إزاء العقوبة، التي فرضتها لجنة فيفا التأديبية على اللاعب ليو ميسي، بعد مباراة الأرجنتين وتشيلي في تصفيات كأس العالم».
وأضاف: «يعتبر النادي أن عقوبة الإيقاف لأربع مباريات، التي تم فرضها على اللاعب الأرجنتيني غير عادلة وغير متناسبة على الإطلاق… يود نادي برشلونة أن يؤكد مرة أخرى دعمه للاعب ليو ميسي، باعتباره لاعبا مثاليا وقدوة في السلوك الحسن داخل الملعب وخارجه».


بتاريخ : 31/03/2017