يتحدث الدكتور أنس باري، مدير مختبر «التحليل التنبؤي والذكاء الاصطناعي» في جامعة «نيويورك»، عن تطويره لطريقة جديدة لتقييم شعبية المرشحين في الانتخابات الأمريكية. تعتمد هذه الطريقة على رصد سلوكيات الإنترنت، حيث يقوم المستخدمون بالبحث عن منتجات تخص المرشحين، مثل:»القبعات»، و»القمصان»، و»اللافتات».
يوضح الأستاذ «أنس باري» في حواره مع قناة «CNN»أن:»هذه المؤشرات، تقدم لمحة مغايرة عن اتجاهات الناخبين، تتجاوز قيود استطلاعات الرأي التقليدية».
**تحليل السلوك الرقمي
يقول أنس باري إن:»من يبحث عن منتجات تخص مرشحاً معيناً على الإنترنت غالباً ما يُعبّر عن دعم حقيقي له»، حيث تابع مختبره البحث في «الكلمات المفتاحية» المتعلقة بالمرشحين، مع التركيز (خاصة) على ما يبحث عنه الناس خلال المناظرات السياسية، ويوضح أن:»البحث في هذه الكلمات يُظهر حجم الاهتمام الشعبي بمرشح معين. على سبيل المثال، خلال المناظرات الرئاسية، تبين أن بعض الكلمات مثل «الإجهاض» و»الهجرة» كانت أكثر ما يُبحث عنه، مما يعكس اهتمامات الناخبين».
**تحليل المشاعر
اعتمد فريق «آنس باري» البحثي على «الذكاء الاصطناعي» في تحليل المشاعر، حيث يمكن للخوارزميات تحديد نبرة التعبيرية لكل مرشح معين. من خلال هذه الطريقة، اكتشفوا أن «قبعات «دونالد ترامب»، على سبيل المثال، كانت شائعة في بعض الولايات، بينما أظهرت لافتات المرشحة «كمالا هاريس» شعبية أكبر في ولايات أخرى».تظهر هذه المؤشرات اهتمام الجمهور بأشكال مختلفة من الدعم، وهو ما يعتبره باري مكملاً لطرق استطلاع الرأي التقليدية.
**نتائج متباينة
فيما يتعلق بنتائج البحث حول المنتجات (الملبوسات كما القبعات وغيرها)، كانت هناك اختلافات واضحة بين المرشحين؛ فبينما تظهر قبعات «ترامب» شعبية في بعض الولايات الرئيسية، فإن «هاريس» تتصدر في مجال اللافتات. كذلك، فقبعات «هاريس» و»والتز» تتفوق على قبعات «ترامب» و»فانس» في عدة ولايات. يرى باري أن :»هذه النتائج تقدم مؤشرات على توجهات الناخبين وتبرز تعبيرات الدعم بطرق غير تقليدية».
**قيود التنبؤات المستقبلية
يؤكد الأستاذ باري أن:»التنبؤ الدقيق بنتائج الانتخابات يبقى أمرًا معقدًا».
بالرغم من استخدام الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المتطورة، فإن المتغيرات تبقى غير مؤكدة. يشرح باري أن:»هذه الطريقة لا تهدف للتنبؤ النهائي، بل لتوسيع نطاق الفهم حول كيفية تعبير الجمهور عن آرائهم على الإنترنت»، وأوضح أن «الاهتمام الشعبي قد يتغير؛ فعلى سبيل المثال، شهدت عمليات البحث عن ترامب تزايدًا في البداية، ثم ارتفعت عند دخول هاريس إلى الساحة الانتخابية».
**نحو مستقبل واعد
يعتقد باري أن:»هناك إمكانات كبيرة لاستخدام البيانات الضخمة لتحليل الرأي العام بطرق جديدة»، ويرى أن:»تحليل هذه البيانات يمكن أن يكون داعما لاستطلاعات الرأي التقليدية التي غالبا ما تكون عرضة للخطأ»،ومتوقعا أن «يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في استشراف اتجاهات الناخبين، حيث يمكن استخدام البيانات لتقديم إشارات أكثر دقة حول المواضيع التي تهم الناس».
**الخلاصة
يقدم أسلوب الأستاذ المغربي «أنس باري» ما يمكن وصفه بـ»البديل المبتكر لاستطلاعات الرأي التقليدية، مستنداً إلى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة». وبالرغم أن النتائج لا تزال في مراحلها الأولى، فإن مستقبل استخدام هذه الأساليب يبدو واعداً. حيث يرى «أنس باري» أن «قياس الدعم العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يوفر نظرة أعمق على توجهات الناخبين، لكونه (من وجهة نظره) خطوة مهمة نحو تطوير أدوات استشراف سياسي أكثر دقة وابتكارا».