الأسد الإفريقي 2023: تمرين في مواجهة هجوم بطائراتين مسيرتين انتحاريتين في أكادير

شاركت طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية وللقوات المسلحة الأمريكية، السبت، بقاعدة ابن جرير العسكرية، في مناورات للإنزال الجوي، في إطار الدورة الـ19 لتمرين «الأسد الإفريقي».
وبعد إنزال جوي لكمية من المعدات العسكرية، تم تكييفها من قبل أطر مغاربة وأمريكيين في القاعدة الجوية بالقنيطرة، قامت طائرات تابعة للقوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية بسلسلة من عمليات الإنزال الجوي الجماعي بمنطقة الهبوط، مع تنفيذ، بمجرد النزول، مناورة على الأرض تروم إنجاز المهمة الموكلة إليها.
وقال الرائد محمد القويطي، من اللواء الثاني للمشاة المظليين بالقاعدة العسكرية بابن جرير، في تصريح للصحافة، على هامش هذه المناورات، إنه «في إطار الدورة الـ 19 لتمرين ‹ الأسد الإفريقي ‹، قام مظليون من القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية بتمرين للإنزال الجوي، بهدف تعزيز قابلية التشغيل البيني لمظليين من البلدين، والنهوض بعملهما المشترك».
وأوضح أنه خلال عملية الإنزال الجوي الجماعي هذه، نفذت الأطر العسكرية من الجيشين تمرينا تكتيكيا، مما يدل على قدرتها على تنفيذ مجموعة من المناورات المشتركة.
من جهته، قال الليوتنان كولونيل جون ستاهيلي، قائد فرقة العمل بجنوب أوروبا التابعة للقوات المسلحة الأمريكية بإفريقيا، إن هذه العملية المشتركة، التي جمعت 240 مظليا مغربيا وأمريكيا، وفرت التمارين «التي نحن في حاجة إليها من أجل القتال وتحقيق النصر سويا على ساحة المعركة المعاصرة».
وجدد التعبير عن التزام الجيش الأمريكي بـ»الحفاظ على علاقات متينة مع حلفائه وشركائه»، مؤكدا أن المغرب «يمثل أحد أقدم حلفائنا وأكثرهم قربا. وتعود صداقتنا إلى الإعلان عن استقلال الولايات المتحدة».
وأشار ستاهيلي، في هذا الاتجاه، إلى أن «تمرين الأسد الأفريقي هو مثال على العلاقات الأمنية العريقة التي تجمع بين الولايات المتحدة والمغرب»، معبرا عن اقتناعه أكثر من أي وقت مضى «بأننا أقوى عندما نكون معا».
ويتمثل الهدف الأساسي من هذه المناورات في مواءمة الإجراءات التكتيكية والتقنية واللوجستية، بدءا بمرحلة التخطيط وصولا إلى التنفيذ على الميدان، وكذا تطوير قدرات القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية في مجال إنزال القوات.
ويتعلق الأمر، بالأساس، بإقامة مركز عملياتي مختلط يؤمن تتبع مختلف الحالات والمناورة المحمولة جوا، وتوحيد الجهود، لا سيما على مستوى اللوجستيك الجوي والطبي، وتنسيق خطط الإنزال والمناورات في الميدان.
وفي إطار التعاون المغربي الأمريكي في مجال تدبير الكوارث، جرى، الأحد بالميناء العسكري لأكادير، تمرين موجز حول مكافحة أسلحة الدمار الشامل، لتقييم تفاعلية وحدة الإنقاذ والإغاثة التابعة للقوات المسلحة الملكية في مواجهة هجوم بطائرتين مسيرتين انتحاريتين، يمثل وضعية أزمة تتعلق بمخاطر كيميائية.
وأكد الملازم الأول، حسام الغازي، نائب قائد سرية الدفاع ضد المخاطر النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيماوية، التابعة لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية، أن سيناريو هذا التمرين يتعلق بمواجهة هجوم باستخدام طائرتين انتحاريتين بدون طيار تحتويان على عبوة ناسفة استهدفت مستودعا للمواد الكيماوية.
وأوضح، في تصريح لوكالة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا التمرين، الذي يندرج في إطار التمرين المشترك المغربي الأمريكي «الأسد الإفريقي 2023»، والذي ينظم تنفيذا لتعليمات جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، يهدف إلى اكتشاف عبوات ناسفة مرتجلة، مما تسبب في انفجار وإصابة العشرات بجروح.
وخلال تمرين المحاكاة هذا، قام فريق التخلص من الذخائر المتفجرة التابع لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية بعملية البحث الأولي باستخدام روبوتات ومعدات متطورة لتحديد مكان العبوات الناسفة وإبطالها بكل أمان ودقة.
وشرع، بعد ذلك، في إبطال مفعول الطائرات المسيرة الانتحارية من قبل فريق التخلص من الذخائر المتفجرة، وتقييم المخاطر، وفرز الضحايا وإعادة تجميعهم.
كما تم نشر فريق التخلص من الذخائر المتفجرة للقيام بعمليات البحث والتنقيب، والكشف عن موقع الكارثة وتقسيمها إلى مناطق، والتطهير الطارئ لمتدخلي فريق التخلص من الذخائر المتفجرة بعد وجود مواد كيميائية.
وقامت وحدة الإغاثة والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة الملكية بإبطال مفعول العبوات الناسفة، وتحليل وتحديد طبيعة المواد الكيميائية، ومنع تسرب المواد الكيميائية ووقفها، والتطهير التقني والجماعي، وفرز الضحايا وتقديم العلاج الطبي لهم، وفتح تحقيق جنائي.
من جانبه، أعرب كيلي فيندن، ممثل الوكالة الأمريكية (وكالة الدفاع المعنية بخفض التهديدات)، عن سعادته بالمشاركة في هذا التمرين الذي يندرج في إطار تعزيز الشراكة والتعاون المشترك منذ قرون بين القوات المسلحة الأمريكية والقوات المسلحة الملكية.
ويهدف هذا التمرين، أساسا، إلى تقييم قدرات الاستجابة والتفاعل لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية في مواجهة هجوم بأسلحة الدمار الشامل، بتعاون وثيق مع المتدخلين الأمريكيين في مجال الاستجابة النووية والإشعاعية والبيولوجية والكيماوية والمتفجرة.
وعلى هامش هذا التمرين، تم تنظيم جولة استطلاعية لفائدة ممثلي وسائل الإعلام للفرقاطة المتعددة المهام طارق بن زياد، التابعة للبحرية الملكية، وكذا لفرقاطة تابعة للقوات البحرية الأمريكية.
يشار إلى أن تمرين «الأسد الإفريقي»، هو مناورة مشتركة تنظمها كل سنة القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الأمريكية.
ويعد تمرين «الأسد الإفريقي 2023»، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 16 يونيو الجاري، بسبع جهات بالمغرب، وهي أكادير وابن جرير والقنيطرة والمحبس وتيزنيت وتيفنيت وطانطان، موعدا بارزا يسهم في تعزيز التعاون العسكري المغربي- الأمريكي، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة لمختلف الدول بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.


بتاريخ : 13/06/2023