الأكثر عرضة للإصابة هم العمال، الأطر في الشركات، سائقو الشاحنات، والطلبة .. المغرب يواصل تسجيل حوالي 550 حالة من الملاريا المستوردة في السنة

 

تعتبر الملاريا من بين الأمراض التي لا تزال تثير قلقا في العديد من الدول، وضمنها المغرب، بالرغم من حصوله على شهادة من منظمة الصحة العالمية تفيد بالقضاء على المرض في 2010، أي أنه كان ثاني دولة يحقق هذه النتيجة بعد الإمارات العربية المتحدة التي حصلت على شهادة مماثلة في 2007، ثم دولة مصر التي حصلت هي الأخرى على نفس الوثيقة الصحية في أكتوبر من السنة الفارطة 2024، وهو ما يبيّن حجم العمل الكبير الذي قامت به بلادنا في مواجهة هذا الداء الفتاك، الذي تواصل عدد من الحالات المتعلقة به الظهور بين الفينة والأخرى، ويتعلق الأمر بحالات مستوردة.
وعلاقة بالموضوع انخرط المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بدعم من المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المُعدية في إحداث منصة إقليمية للمعارف المتعلقة بالملاريا من أجل دعم مزيد من الجهود الرامية إلى القضاء على المرض والوقاية من عودة سريانه في المناطق الخالية منه. وفي المغرب يتم تسجيل حوالي 550 حالة ملاريا مستوردة، هذا المرض الذي يعدّ من أكثر الأمراض الطفيلية المنقولة بواسطة الحشرات انتشارا في العالم، والذي يتفشى بشكل كبير في إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يتمركز أكثر من 94 ٪ من العبء العالمي من حيث المرض والوفيات، أخذا بعين الاعتبار أن أكثر من 90 ٪ من الحالات المستوردة على الصعيد العالمي تحدث بين المسافرين الذين لم يتبعوا التوصيات الصحية الضرورية أو لم يلتزموا بها بالكامل.
وتؤكد المصالح الصحية في بلادنا على أن الحالات المستوردة التي يتم تسجيلها سنويا تتعلق أساسا بمسافرين مغاربة أو أجانب أقاموا في مناطق موبوءة، لا سيما في إفريقيا جنوب الصحراء، مبرزة بأن الفئات الأكثر عرضة لهذه الإصابات تشمل العمال، والأطر في الشركات، وسائقي الشاحنات، والطلبة، والذين يشكلون لوحدهم 78 ٪ من الحالات المسجّلة، مع الإشارة إلى أن 90 ٪ من الإصابات تعود إلى نوع Plasmodium falciparum. هاته الوضعية دفعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية واستنادا إلى التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة التقنية الوطنية لبرنامج مكافحة الملاريا، إلى تحديث بروتوكول الوقاية الكيميائية، إذ أوصت باستخدام جزيئتين فقط، ويتعلق الأمر بـ Atovaquone-proguanil و «التتراسيكلينات»، بالمقابل لم تعد الميفلوكين والكلوروكين موصى بهما بسبب ارتفاع وتيرة آثارهما الجانبية غير المرغوبة، خاصة النفسية والعصبية بالنسبة للأولى، وارتفاع معدلات المقاومة للثانية.
وحثت وزارة الصحة على تعزيز توعية المهنيين الصحيين بأهمية الوقاية من الملاريا لدى المسافرين المتوجهين إلى البلدان المعرّضة للخطر، مشددة في توجيهات إلى المسؤولين الصحيين الجهويين والإقليمين على ضرورة تعميم هذا التحديث على جميع الأطباء في القطاعين العام والخاص لاتباع نفس المسطرة.


الكاتب :   وحيد مبارك

  

بتاريخ : 18/07/2025