انتعشت حقينة العديد من السدود بفضل التساقطات المطرية التي عرفها المغرب خلال الأسبوع الماضي، حيث تحسنت وضعيتها نسبيا بالمقارنة مع ما كانت عليه في بداية يناير من العام الجاري، ولو أنها ما زالت دون مستوى السنوات العادية .
وبلغت نسبة ملء السدود بالمغرب 29.77 في المائة إلى غاية 3 نونبر الجاري، بحقينة إجمالية تفوق 5.012 مليار متر مكعب، وذلك بحسب نشرة لوزارة التجهيز والماء حول الوضعية اليومية للسدود بالمملكة.
وتمثل هذه الحقينة تطورا مقارنة مع نسبة 24.84 في المائة المسجلة عند متم شهر نونبر من العام الماضي، وذلك بفضل التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها عدة جهات في المملكة خلال الأسبوعين الماضيين الى التساقطات الثلجية التي لن يظهر مفعولها إلا بعد عدة أسابيع.
وأوضحت النشرة أن نسبة ملء حوض سبو بلغت 40.47 في المائة، عوض 38.58 في المائة المسجلة في نفس السوم من السنة الماضية، وذلك راجع بالأساس إلى استقرار حقينة سد الوحدة، وهو أكبر سد في المغرب، والذي بلغت نسبة الملء به 44.2 في المائة، وسد إدريس الأول الذي سجل نسبة ملء 26.1 في المائة.
من جهته، سجل حوض اللوكوس تحسنا ملحوظا، حيث سجل نسبة ملء بلغت 47.99 في المائة، بدل 40.65 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي، وذلك راجع الى التطور الذي عرفته حقينة سد واد المخازن (71.5 في المائة) ، و سد دار خروفة (18.5 في المائة)، أي بتطور بلغت نسبته 0.53 في المائة.
أما حوض أم الربيع، فقد سجلت حقينته ترجعا خطيرا بنسبة ملء لا تتعدى 5.40 في المائة، عوض 6.36 في المائة سنة من قبل، وذلك نتيجة الارتفاع الطفيف في حقينة سد بين الويدان ثالث أكبر سد في المغرب بنسبة ملء 8.4 في المائة، واستمرار تدهور حقينة سد المسيرة (ثاني أكبر سد) ، لتصل نسبة الملء في هذا السد الفلاحي الهام إلى مادون 0.9 في المائة.
وبينما شكلت السدود، عبر عقود، صمام أمان للمغرب الذي يعتمد اقتصاده على الموارد المائية بشكل كبير، أصبحت هذه الأخيرة تتناقص عاما بعد عام، بفعل التقلبات المناخية، حتى أصبحت المملكة اليوم في وضعية حرجة دقت ناقوس الخطر بشأنها العديد من المنظمات والمؤسسات الوطنية والدولية.
ولمواجهة هذه الأزمة المائية، يسارع المغرب الزمن لتنفيذ مشاريع مائية عملاقة هي الأولى في إفريقيا لربط الأحواض المائية فيما بينها وضمان إمداد الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية بالماء الصالح للشرب، وفي هذا الصدد تم إطلاق الطريق السيار للماء، بطول 66 كيلومترا، لربط واد سبو بسد سيدي محمد بن عبد الله، بالقرب من الرباط، وهو ما مكن من إعادة توجيه 400 مليون متر مكعب من المياه سنويا وبالتالي ضمان توفيرمياه الشرب لمدينة الدار البيضاء وجهتها. ويرتقب أن يشمل مشروع الربط الجهوي بين الأحواض المائية في مرحلة ثانية توصيل سد سيدي محمد بن عبد الله بسد إمفوت المرتفع ثم سد المسيرة على مستوى حوض أم الربيع.