الأمن يوقف مهاجرين سريين ويفشل محاولات متكررة للعبور إلى سبتة المحتلة

قامت سلطات الأمن المغربية، خلال يومي الجمعة والسبت، بإحباط محاولات عديدة قام بها مرشحون للهجرة السرية ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء والساحل، فضلا عن مغاربة وعرب، من أجل التسلل إلى مدينة سبتة المحتلة.
وأوضحت مصادر عاينت الوقائع أن الأيام الأخيرة، وبسبب موجة الضباب التي اجتاحت المنطقة، بادر مرشحون للهجرة إلى استغلال الوضع لمحاولة التسلل إلى سبتة المحتلة. وقالت إن العدد الإجمالي للمرشحين للهجرة السرية الذين تمكنت القوات العمومية من توقيفهم بالفنيدق وبليونش تجاوز 300 شخص.
وشهدت الشواطئ المحاذية لمدينة سبتة المحتلة، بالفنيدق وبليونش، محاولات للهجرة السرية عن طريق السباحة خلال اليومين الماضيين، قامت بها مجموعات متفرقة من الشباب والقاصرين، مستغلين كثافة الضباب وانعدام الرؤية.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن محاولات التسلل التي تمكن أصحابها من بلوغ مدينة سبتة أصبحت محدودة بسبب يقظة الأجهزة الأمنية المغربية، فضلا عن قيام السلطات الإسبانية بإرجاع جميع المتسللين بتنسيق مع السلطات المغربية على مستوى معبر باب سبتة.
وقالت تقارير إعلامية إن صعوبة العبور من المغرب نحو إسبانيا دفع الآلاف إلى التوجه نحو ليبيا التي احتلت المرتبة الأولى في عدد المهاجرين القاصدين إيطاليا منذ بداية العام الجاري، وقدّرت وكالة «نوفا» الإيطالية أن ما يقارب 14 ألفاً و755 مهاجراً غير شرعي وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية من ليبيا خلال النصف الأول من عام 2024.
وبحسب تحقيق لـ»بي بي سي»، فإن المهاجر غير النظامي يمرّ بثلاث محطات رئيسية: المرحلة الأولى انطلاق المهاجر من بلده الأم وغالباً ما تكون إما من منطقة القرن الإفريقي، ومنطقة الساحل الإفريقي (النيجر ومالي وبوركينا فاسو ونيجيريا والكاميرون)، أو من منطقة المغرب العربي (المغرب والجزائر وتونس)، أو دول الشرق الأوسط (سوريا والأراضي الفلسطينية ومصر والعراق واليمن). أما المرحلة الثانية فتبدأ بعد دخوله إلى ليبيا، حيث يتم تجميع المهاجرين في مزارع واستراحات في مناطق الساحل الليبي. وأما المرحلة الثالثة فهي ركوب القوارب من إحدى نقاط الانطلاق، وأكثرها شهرة هي زوارة والزاوية وصبراتة والخمس والقربوللي غرب ليبيا، وطبرق وبنغازي شرق البلاد.
ونظمت ليبيا في 17 يوليوز الماضي منتدى دوليا لمناقشة ملف الهجرة في المتوسط، بمشاركة قرابة الـ28 دولة من جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وممثلين عن دول الساحل والصحراء.
وخلال كلمته في المنتدى، قدّر وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عماد الطرابلسي، أعداد المهاجرين الموجودين في ليبيا حالياً بنحو 2.5 مليون مهاجر، وتوقع ارتفاع العدد إلى 3 ملايين وهو ما يشكل ثلث سكان البلاد تقريباً، مشيراً إلى أن نحو 90 إلى 120 ألف مهاجر يدخلون إلى ليبيا عبر الصحراء شهرياً.


بتاريخ : 12/08/2024