رحلة المقصيين من الأندلس
إلى المغرب
عن منشورات باب الحكمة»، صدر للمؤرخ والمترجم خالد بن الصغير بالاشتراك مع الأستاذ محمد عبد المؤمن، كتاب «الأندلسيون الهورناتشيون: من المراقبة إلى العقاب: ترجمة ودراسة لوثائق من الأرشيف الإسباني»، عن منشورات باب الحكمة. جاء في مقدمته:
يقول د. بن الصغير عن هذا الكتاب:
«هذه الوثائق التي نسعى إلى نشرها اليوم، ووضعها بين يدي الباحث الأكاديمي، وبين أيدي المتأمل في الماضي الأليم للجماعة المسلمة الأندلسية المنصَّرة التي عُرفت بـ»المورسكيين»، لا تختلف كثيرا عن مجموع الوثائق التي نشرت من قبل . كما لا تختلف كثيرا عن مجموع النصوص المتضمنة في الدراسات التي تطرقت إلى أشكال مراقبة هذه المجموعة البشرية وعقابها، بحيث تمكن من الاطلاع على التجربة المتميزة للهورناتشيين في مقاومتهم للدولة الإسبانية والكنيسة الكاثوليكية، إلى جانب ذلك تبين مظاهر تعاملهم مع الأندلسيين من مناطق أخرى وتفاعلهم معهم. وهذا يُنم عن أهمية الأرشيف الإسباني في هذا الموضوع، في ظل انكفاء الوثائق العربية المعبِّرة عن المرحلة اللهم بعض الشذرات القليلة، نتيجة للحصار الذي فرض على مسلمي الأندلس بعد سقوط غرناطة، و»الخنق الثقافي» الذي عانوا منه بسبب ما مورس عليهم من مراقبة وعقاب. إضافة إلى أن اضطراب الأوضاع العامة وطبيعة حيوات الناس عصرئذ حالت دون وجود تدوين تاريخي أندلسي للمرحلة . ومن ثمة، تظل الوثائق الإسبانية – المسيحية المصادر المعول عليها في هذا المطمح. وإذا كانت الوثائق المذكورة تعبر عن رأي الطرف الغالب وتجربته ومتعلقاته، فإنها تحمل معها صوت الطرف المغلوب؛ أي ذلك المقصي والمضطهَد والمراقَب والمعاقَب والمطرود. وكأننا في هذه الوثائق نقف أمام صوتين؛ صوت إيجابي حامل وصوت سلبي محمول، صوت رئيسي مهيمِن وصوت ثانوي مقاوِم ومناوئ.
هذه الجماعة البشرية تتمتع بخصائص متميزة، تجعلها مختلفة عن غيرها من الجماعات الأندلسية المنصرَّة والمهجَّرة سواء أثناء وجودها بإسبانيا من حيث القوة والشجاعة جنب التضامن والاتحاد الشيء الذي استشعرت خطورته الدولة الإسبانية ومؤسساتها ، أو خلال استقرارها بالمغرب الذي انتقلت إليه انتقالا جماعيا حاملة معها إليه تراثها الثقافي والنضالي في الآن نفسه ، وميلها إلى الاستقلال الذاتي ، دون إغفال تميزها بقوتها الإنتاجية. ..
وعليه فإننا نطمح إلى تقديم ذخيرة توثيقية للقارئ العربي، ومادة خصبة للدراسات والبحث، أو للتأمل والاستفادة الأدبية والتاريخية، من هنا ارتأينا أن ننشرها مصحوبة بدراسة لتقريبها إلى الأفهام والمدارك».