إذا كان هناك اسم يشغل الصحافة الرياضية الفرنسية في هذا الموسم الكروي، فهو دون شك النجم المغربي حمزة إيغمان، الذي أصبح محط أنظار الإعلام والمشجعين على حد سواء. هذا اللاعب الشاب، ابن الـ22 ربيعا، فرض نفسه بقوة منذ انطلاق الموسم، سواء مع فريقه الجديد ليل الفرنسي أو مع المنتخب الوطني المغربي، ونجح في ترك بصمة واضحة جعلته حديث الساعة في أوساط الكرة الفرنسية.
حمزة إيغمان هو أحد خريجي أكاديمية نادي الجيش الملكي، حيث ترعرع وتدرج في فئاته السنية حتى أصبح أحد أعمدته في الفريق الأول. وقد ساهم بشكل كبير في تتويج الفريق بلقب الدوري المغربي سنة 2023، كما خاض معه منافسات قارية ضمن كأس الكونفدرالية الإفريقية. هذا التألق على الصعيد المحلي والقاري فتح له باب الاحتراف الأوروبي، فحط الرحال أولا في اسكتلندا من بوابة نادي رينجرز، حيث خاض موسما أول ناجحا أكسبه المزيد من النضج والخبرة.
لكن المحطة التي فجرت موهبته حقا كانت انتقاله الصيفي إلى الدوري الفرنسي عبر بوابة نادي ليل. منذ مباراته الأولى في «الليغ 1»، قدم إيغان نفسه بقوة وسجل هدفين في مباراة ساحقة أمام لوريان انتهت بنتيجة 7-1، ما جعله حديث الإعلام الفرنسي من أول وهلة. الصحف الكبرى مثل ليكيب وسوفوت وRMC Sport تسابقت للإشادة بموهبته، حيث وصفت ظهوره الأول بـ»الانطلاقة النارية»، وأكدت أنه يملك من المهارة والجرأة ما يؤهله ليكون أحد نجوم الدوري الفرنسي في قادم الأسابيع.
ولم تقتصر تألقات حمزة إيغمان على المستوى المحلي فقط، بل امتدت لتشمل المنتخب الوطني المغربي، حيث نال ثقة المدرب وليد الركراكي واستدعي للمشاركة في معسكر الأسود لشهر شتنبر. وفعلا، لم يخيب اللاعب الآمال، إذ سجل هدفه الأول بقميص المنتخب أمام النيجر وقدم تمريرة حاسمة، قبل أن يعود ويسجل هدفا رائعا في مرمى زامبيا خلال اللقاء الذي أقيم في ندولا. هذه الأهداف والمساهمات الهجومية جعلت الصحافة الفرنسية تواصل مديحها له، حيث عنونت ليكيب أحد مقالاتها بـ»إلهام عبقري من حمزة إيغمان مع المغرب»، فيما اعتبرت CNews هدفه أمام زامبيا «لمحة من العبقرية» نظرا لطريقته المميزة في التسديد من خارج منطقة الجزاء.
وبين الإشادة الإعلامية والاحتفاء الجماهيري، يبدو أن حمزة إيغمان يسير بخطى ثابتة نحو النجومية، راسما لنفسه مسارا احترافيا متصاعدا بكل ثقة. فهو نموذج حي للاعب المغربي الذي يجمع بين التكوين المحلي العالي والقدرة على التأقلم السريع مع متطلبات الكرة الأوروبية. ومن خلال هذا الانفجار في الأداء خلال أسابيع قليلة، أكد أنه ليس مجرد صفقة عابرة في سوق الانتقالات، بل مشروع نجم حقيقي بدأ في رسم فصول مسيرته الذهبية مبكرا، وسط ترقب كبير من عشاق كرة القدم في فرنسا والمغرب وخارجهما.