الإقالات والاستقالات تفجر تحالفات جماعة الرباط

تعيش الأغلبية داخل مجلس جماعة الرباط، ومقاطعتها، تشظيًا خطيرًا، يؤكد بالملموس أنها أغلبية غير متماسكة، وأنها تتفاعل مع ما هو شخصي بعيدًا عن مصالح مدينة الرباط، التي تعيش تحديات كبيرة بفضل المشاريع الملكية الكبرى التي جمعت بين الرياضة والثقافة والسياحة والنقل، والتي زادت من جاذبية وإشعاع مدينة الأنوار والثقافة.
مقابل سرعة هذه المشاريع الملكية الكبرى، يعيش الشأن المحلي حروبًا بين الأغلبية من أجل التموقع، وهذا ما جعلها تعيش على وقع الإقالات والاستقالات.
ويعيش مجلس جماعة الرباط مؤخرًا خبرًا مزلزلًا سيزيده تصدعًا وتفككًا.
ويتحلى هذا الخبر بأهمية خاصة، كون “إبراهيم الجماني”، رئيس مقاطعة اليوسفية والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، سيقدم على تقديم استقالته من منصبه.
ويرى المتتبعون للشأن المحلي بالرباط أن “إبراهيم الجماني” يستحضر جيدًا المدة القانونية لتنفيذ قرار الاستقالة، وأنه يفكر في الترشح خلال الاستحقاقات القادمة باسم حزب التجمع الوطني للأحرار، وذلك في مقاطعة الرباط شالة.

وازداد تصدع الأغلبية اتساعًا في مقاطعة حسان بالرباط، التي غاب عن دورة مجلسها غالبية المستشارين.
ويبرر المقاطعون لدورة المجلس مقاطعتهم لرئيس المقاطعة “إدريس الرازي”، وذلك بعد أن أُقيل الأخير بطريقة قانونية من طرف المحكمة الابتدائية، وبما أن الرئيس المقال استعمل ورقة الاستئناف خلال شهر غشت للاستمرار في منصبه، فقد بقي وحيدًا.
وكان مجلس جماعة الرباط قد عاش هزة قوية خلال ولاية “أسماء أغلالو” المنتمية لحزب الأحرار، وانتهت الهزة بإقالتها من منصبها بعد أن اصطف ضدها زملاؤها في الحزب، وبعد أن أصبحت مصالح ساكنة الرباط مهددة بـ “البلوكاج” الطويل، عقب تطاحنات الأغلبية.
وجاءت بعدها، ومن نفس الحزب، “فتيحة المودني” التي وجدت نفسها محاصرة بالعديد من الصراعات والفضائح الإدارية.
ويرى المتتبعون للشأن المحلي بمدينة الرباط أن الأغلبية داخل مجلس جماعة الرباط ستزداد تفككًا كلما اقتربت استحقاقات 2026، لأن هذه الأغلبية مبنية على المصالح، وليس أدل على ذلك من رغبة رئيس مقاطعة اليوسفية في تقديم استقالته من منصبه للترشح باسم حزب آخر.
ويجزم المتتبعون للشأن المحلي بأن الكثير من المستشارين من الأغلبية سيغيرون انتماءهم الحزبي، خاصة وأن منهم من فقد لوبياته الانتخابية بعد عملية الهدم التي طالت مجموعة من أحياء مدينة الرباط، وهي العملية التي أفقدتهم لوبيات انتخابية كانوا يعتمدون عليها خلال عمليات التصويت.


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 13/09/2025