عندما كانت شبكة سيدي بونعايم بإقليم الجديدة التي اتخذت من هذا الشاطئ منصة متحركة لتصدير مئات الأطنان من الشيرا ، تفكر هذه المرة في إنجاح اكبر عملية لتصدير الكوكايين العالي التركيز القادم من كولومبيا في اتجاه اسبانيا عبر بوابة المغرب ، كان عبد الحق الخيام رفقة فريقه يخطط لكيفية الإيقاع بهذه الشبكة الخطيرة قبل أن تنفلت من بين يدي المكتب المركزي للأبحاث القضائية .
فقد سارعت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة الزمن من أجل وضع اليد على شبكة جعفر التي تشعبت في العديد من المدن المغربية والإسبانية وصولا إلى نسج علاقات مع كارتيلات مادلين كولومبيا، وبالتالي فإن هؤلاء الأشخاص اصبحوا يشكلون شبكة إجرامية محكمة التنظيم تنشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات بشكل منهجي، تتوزع فيها الأدوار ضمن إطار منظم وفق الدور المنوط بكل عنصر منها، مما أثمر عن إنجاز عدة عمليات تهريب ناجحة للمخدرات عبر الشواطئ المتاخمة لمدينة الجديدة، هذه الشبكة تستعمل مجموعة من الوسائل اللوجستيكية الحديثة في تنفيذ عملياتها، ولها علاقات مع كارتيلات المخدرات القوية في أمريكا اللاتينية، تحاول استغلال الموقع الجغرافي للمملكة بحكم قربه من القارة الأوربية لجعله محطة عبور آمنة لشحنات مهمة من مخدر الكوكايين
الاتحاد الاشتراكي تتبعت خيوط إسقاط هذه الشبكة الخطيرة التي استطاعت استقطاب العديد من المسؤولين العسكريين والأجانب والمستخدمين والأسواق بناء على معلومات وفرتها مديرية مراقبة التراب الوطني فمالذي حدث؟
الساعة الصفر
توصلت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة ببعض من عناصر هذه القضية الشائكة ، كان من بينها ترقيم الشاحنة التي كانت تحمل شحنة 1004 أطنان من الكوكايين عالي التركيز والتي كانت ستغادر الجديدة في اتجاه طنجة والتي ستخفرها سيارة رباعية الدفع سوداء اللون موصولة بمقطورة بيضاء ، وبناء على المعلومات أجرت الفرقة المذكورة العديد من الأبحاث والتحريات على مستوى الطريق الوطنية والطريق السيار الرابط بين الجديدة والبيضاء . وماهي إلا لحظات حتى ظهرت الشاحنة ذات نفس المعطيات الترقيمية وعلى متنها شحنة من القرنبيط حيث تمت عملية تتبعها إلى حين باحة الاستراحة التي توقف بها سائق الشاحنة ومرافقه من أجل احتساء مشروب وتلقي التعليمات ، لحظتها تدخلت فرقة مكافحة الجريمة المنظمة وألقت عليهما القبض، حيث أجرت مع المشتبه به الأول سعيد بحثا في عين المكان أفاد خلاله أن الشاحنة محملة بكمية كبيرة من الكوكايين تم دسها وسط صناديق الخضر التي تضم القرنبيط الفاصوليا والفلفل الاخضر من أجل التمويه، حيث عمد رفقة صديقه الخطاب وشخص يدعى العربي على شحنها من أربعاء هشتوكة من أجل نقلها إلى مدينة طنجة، مؤكدا أن العربي يسوق سيارة نيسان رباعية الدفع سوداء اللون موصولة بمقطورة بيضاء ومن المزمع اللقاء به في باحة الاستراحة الكائنة على مستوى الطريق السيار ببوزنيقة٠
وبناء على هذه المعطيات الجديدة، تم خفر الشاحنة من طرف عناصر المكتب الى باحة ببوزنيقة من أجل إلقاء القبض على الشخص المرتبط بالشحنة، وبوصولهم تم إلقاء القبض على صاحبها المدعو العربي، حيث أفاد خلال البحث الأولي معه بعين المكان أن الشحنة التي تقدر ب 1004 كيلوغرامات والمحددة في 30 رزمة من الكوكايين العالي التركيز، تعود ملكيتها للمسمى جعفر الذي يتنقل بواسطة سيارة سوداء اللون من نوع ارمادا رباعية الدفع وشبكته، حيث يقيمون حاليا بتجزئة السلام في مدينة الجديدة، لحظتها انتقلت فرقة خاصة. وبعد العثور على السيارة متوقفة بأحد الأزقة، تم ترقيمها . فكانت النتيجة أن ملكيتها تعود إلى المسمى جعفر، حيث ضربت عليها حراسة أفضت إلى اعتقاله لحظة محاولته صعوده السيارة. وباجراء بحث معه في عين المكان، أفاد أن عناصر الشبكة الاجرامية المتخصصة في النقل والتهريب الدولي للمخدرات، تتكون اصلا من احمد، عبد لله و محمد، وانهم يبيتون جميعا في الشقة الكائنة في حي السلام .وبإلقاء القبض عليهم، أفاد محمد أن مالك الشقة يبقى هو احمد الدركي بسرية الدرك الملكي بالجديدة.
المستخدم بشبكة تهريب المخدرات الذي تحول إلى زعيم لها
البحث الذي فتح مع أعضاء الشبكة الإجرامية الدولية المتخصصة في النقل وتهريب المخدرات القوية التي تنشط بين أمريكا اللاتينية وأروبا والتي لها امتدادات دولية وإقليمية ووطنية، والتي جرى تفكيكها يتزعمها ( أحمد، ه )، الذي بعد قضائه لعقوبة حبسية مدتها ستة أشهر حبسا نافذا في غضون سنة 1985 بسبب ارتكابه لمخالفات مقتضيات مدونة الجمارك، ونتيجة تضييق الخناق على المهربين من قبل المصالح الجمركية العاملة في المعبر الحدودي سبتة ، تعذر عليه مزاولة نشاطه المتجلي في تهريب المواد الغذائية والثوب ، ليلجأ في غضون سنة 1986 إلى صهره المسمى( محمد،أ ) الذي ينشط في مجال التهريب الدولي للمخدرات، الذي وافق على ضمه إلى شبكته الإجرامية، وخلال فترة اشتغاله في ميدان التهريب الدولي للمخدرات بمعية صهره، اطلع على الطرق والمسالك التي ينهجها مهربو المخدرات وعلى الأرباح المالية المهمة التي يدرها هذا النشاط المحظور، الذي يعتمد بصفة أساسية على السرية والكتمان.
بعد موافقة (أحمد،ه) على العمل في ميدان التهريب الدولي للمخدرات، شارك بمعية مشغله (محمد ) في العديد من العمليات التي انصبت حول تهريب شحنات مهمة من مخدر الشيرا والتي كانت تتراوح زنتها ما بين 300 و 400 كيلوغرام، وكان دوره يتجلى في حمل رزم مخدر الشيرا من الناقلة التي كانت تتكلف بإحضار شحنة المخدرات إلى المنطقة البحرية المعروفة باسم أشقار بمدينة طنجة، وشحنها على متن قوارب خشبية مزودة بمحركات مائية، تستغل في نقلها إلى الضفة الإسبانية، غير أنه تعذر عليه سرد كل العمليات التي شارك فيها والتي كللت بالنجاح بسبب كثرة عددها.
أما بخصوص المداخيل المالية التي كان يتقاضاها مقابل مشاركته في كل عملية فقد كانت تتراوح ما بين 2000 درهم و 3000 درهم، الأمر الذي مكنه من تحسين وضعيته الاجتماعية من جهة، ومن جهة أخرى نجح في نسج علاقات وطيدة مع كبار مهربي المخدرات الذين ينشطون بشمال المغرب، علاوة على ذلك فقد اكتسب خبرة كبيرة في مجال تهريب المخدرات وأصبح على دراية واسعة بالمسالك البحرية الآمنة غير الخاضعة للمراقبة الأمنية.
وفي غضون سنة 1994 نشب نزاع عائلي بين (احمد.ه) وصهره (محمد أ) بسبب جشع هذا الأخير ورغبته الملحة في أخذ أكبر حصة من الأموال المحصل عليها من عمليات تهريب المخدرات، وقرر (أحمد ،ه )العمل بمفرده في هذا المجال خاصة وأنه ربط علاقات وطيدة بكبار مهربي المخدرات، كما أنه تمكن من مراكمة ثروة مهمة ساعدته في اقتناء المعدات اللازمة لتحويل مساره الإجرامي من مجرد مستخدم بسيط في ميدان التهريب الدولي للمخدرات إلى زعيم شبكة متخصصة في هذا النشاط المحظور.
بعد ذلك، تعرف (أحمد.ه) على بارون المخدرات (أحمد ح)الملقب احميدو، وبعد توطد العلاقة بينهما طلب منه (أحمد، ه)اقتناء ثلاثة قوارب مطاطية وثلاثة محركات مائية لفائدته، بغية استعمالها كوسائل لوجستيكية في ميدان التهريب الدولي للمخدرات عبر البحر وهو ما تم بالفعل، حيث اقتنى له ثلاثة زوارق مطاطية بمبلغ 80.000 درهم للزورق الواحد وثلاثة محركات من فئة 60 حصانا بمبلغ 50.000 درهم للمحرك الواحد، وهي الزوارق المطاطية التي كان يستغلها (أحمد ه)في تهريب شحنات مهمة من مخدر الشيرا إلى الضفة الإسبانية لفائدة بارون المخدرات (أحمد ،ح)، بحيث تمكن من إنجاز العديد من العمليات لفائدة هذا الأخير، انصبت على تهريب شحنات مهمة من مخدر الشيرا تقدر زنتها ما بين طنين وأربعة أطنان، وقد كان يتقاضى عن كل عملية كللت بالنجاح مبلغا ماليا قدره 300 درهم عن الكيلوغرام الواحد .
وخلال الفترة الممتدة من سنة 2006 إلى غاية سنة 2010 تعرف (أحمد ،ه) على ( عبد لله، ن) الذي ينشط بدوره في مجال تهريب المخدرات بمنطقة مولاي بوسلهام، وخلالها تمكن (أحمد ه) من القيام بمجموعة من العمليات التي انصبت حول تهريب شحنات مهمة من مخدر الشيرا انطلاقا من منطقة مولاي بوسلهام، وهي العمليات التي كللت بالنجاح بفضل تواطؤ (محمد ،ح، إ) الذي كان يشتغل حينها بكوكبة الدراجين بالدرك الملكي بمدينة مولاي بوسلهام، هذا الأخير كان يسهل مرور شحنات المخدرات مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 20.000 درهم و 30.000 درهم عن كل عملية.
عودة جعفر التي أعادت الشبكة إلى الواجهة أكثر تنظيما وقوة
بعد أن عاد (جعفر.أ) إلى أرض الوطن قرر مشاركة خاله (أحمد.ه) في مجال التهريب الدولي للمخدرات. ورغبة منهما في تطوير وسائلهم اللوجستيكية، تولى غضون سنة 2010 إصلاح مركب الصيد الساحلي المملوك له من أجل استغلاله في نقل شحنات مهمة من مخدر الشيرا إلى عرض المياه الإقليمية. وقد كان الدافع لذلك، أن الزوارق المطاطية لم تكن قادرة على نقل شحنات مخدر الشيرا إلى نقط بعيدة وسط البحر، وبالتالي خططا لنقل المخدرات في المرحلة الأولى على متن الزوارق المطاطية، ليتم شحنها في عرض البحر على متن مركب الصيد الساحلي، ليتولى طاقمه البحري مهمة نقل شحنات المخدرات لمسافات كبيرة عرض البحر، قبل أن يسلمها في المرحلة النهائية إلى طاقم الزوارق المطاطية من نوع FANTOME المزودة بمحركات نفاثة في أفق تهريبها إلى إسبانيا وفقا لإحداثيات بحرية معينة.
في تلك الفترة تعرف (أحمد.ه) على كل من (حميد.غ) و(عبد الرحيم.ع) واللذين ينشطان بدورهما في مجال التهريب الدولي للمخدرات. وبعد توطد العلاقة بينهم، قرروا العمل سويا في هذا الميدان. وفي هذا السياق، أنجز لفائدتهما عمليتين انصبتا حول تهريب شحنات مهمة من مخدر الشيرا: الأولى تقدر زنتها بحوالي ثلاثة أطنان، والثانية زنتها حوالي أربعة أطنان، مقابل عمولة مالية قدرها 300 درهم عن الكيلوغرام الواحد.
وفي غضون سنة 2013 وبسبب تماس كهربائي بمحرك المركب احترق كليا، مما دفع ابن أخته (جعفر.أ) إلى اقتناء مركب صيد ساحلي آخر سنة 2015 بغرض استغلاله هو الآخر في مجال التهريب الدولي للمخدرات، وقد كلف (أحمد.ه) بقيادته والإشراف على الطاقم البحري المرافق له بالإضافة إلى الإشراف على عمليات التهريب الدولي للمخدرات التي تجري في عرض المياه الإقليمية بحكم التجربة والخبرة الكبيرة التي راكمها لسنوات في هذا المجال.
وكان (أحمد ،ه) أثناء تواجده بمقهى لاريش بمدينة طنجة تعرف بالصدفة على التوالي على (أملاح ف) و(عبد السلام.ق). وبعد توطد العلاقة بينهما بلغ إلى علمه أنهما ينشطان في مجال التهريب الدولي للمخدرات عندئذ أطلعهما على أنه يتعاطى أيضا لهذا النشاط المحظور، وأبدى لهما استعداده للعمل لفائدتهما في هذا المجال.
بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر تقريبا على هذا اللقاء الأخير، تلقى (أحمد .ه) اتصالا هاتفيا من المسمى (أملاح.ف) الذي ضرب معه موعدا بنفس المقهى، وبالفعل توجه إلى هناك في الموعد المحدد فوجده بانتظاره (عبد السلام ق)، حينها أطلعه أنه يخطط لعملية تهريب حوالي طنين ونصف من مخدر الشيرا من منطقة مولاي بوسلهام إلى نقطة وسط البحر تبعد بحوالي كيلومتر من الشاطئ، حيث من هناك سيتولى زورق مطاطي من نوع FANTOME مهمة نقلها إلى الضفة الأوربية، وعليه شرع في التحضير للعملية التي كللت بالنجاح، وتسلم مبلغ 300 درهم عن الكيلوغرام الواحد، كما نفذ أيضا بنجاح عملية اخرى مماثلة.
سيدي بونعايم، منصة تصدير
المخدرات الجديدة
في غضون نهاية سنة 2015 قرر (أحمد.ه) تغيير مكان مزاولة نشاطه من منطقة سيدي علال التازي ومولاي بوسلهام لكونها أضحت تشكل مرتعا خصبا للعديد من مهربي المخدرات، وبغية تأمين العمليات ووصول شحنات المخدرات إلى الضفة الأوربية، ربط الاتصال هاتفيا بالملازم (حسن.أ) العامل بصفوف البحرية الملكية بمدينة الدار البيضاء، والذي سبق وأن تعرف عليه بمدينة العرائش سنة 2013 عن طريق الدركي حميد ، وضرب معه موعدا بمقهى OLIVERI الكائنة بحي المعاريف بمدينة الدار البيضاء، وبعد مجالسته أطلعه على رغبته في إيجاد مكان خاضع لنفوذه الترابي حتى يتسنى له تسيير العمليات بشكل آمن، وخلال هذا اللقاء أعرب المسمى الكولونيل عن استعداده لمساعدته وتوفير الحماية لشحنات المخدرات التي سيشرف على تهريبها، موضحا أن منصبه كضابط سامي بصفوف البحرية الملكية سيمكنه من القيام بالمتعين في هذا الشأن.
استقطاب في أجهزة الدولة
للتمويه والحماية
بعد مرور حوالي ثمانية أشهر تقريبا، وعن طريق (جعفر.أ)تعرف أحمد ه على العربي الذي ينشط بدوره في مجال التهريب الدولي للمخدرات والذي أبدى رغبة ملحة للعمل بمعيته، بعدها تعرف على المسمى سعيد الذي أبدى بدوره رغبة جامحة للعمل في هذا المجال فوافق على إدماجهما ضمن الشبكة التي يتزعمها. بعد مرور فترة وجيزة تلقى (أحمد.ه) مكالمة هاتفية من (محمد.ح.إ) الذي أشعره أنه تقاعد عن العمل بصفوف الدرك الملكي وأضحى يتخبط في أزمة مالية خانقة بسبب مشاكل عائلية وعلى إثر ذلك أبدى استعداده ورغبته الملحة في العمل بمعيته في مجال التهريب الدولي للمخدرات، فوافق على ذلك دون تردد خاصة وأنه على علم ودراية بتحركات مصالح الدرك الملكي والتقنيات المستعملة لمحاربة استفحال هذا النشاط الإجرامي.
بعد ذلك التقى بالدركي المتقاعد في محطة للبنزين كائنة بمدينة الدار البيضاء على مستوى الطريق السيار وقد كان برفقته (جعفر.أ)، ثم توجهوا سويا إلى شاطئ بونعايم حيث بمجرد وصولهم إلى هناك أشعره المسمى(محمد.ح.إ) أن تلك المنطقة تابعة لنفوذ اختصاص المركز الترابي للدرك الملكي بمركز اشتوكة مستطردا في هذا الشأن كونه على علاقة وطيدة برئيس المركز (أحمد ب إ) الذي قد يؤمن لهم عمليات تهريب شحنات المخدرات، آنذاك بإيعاز من (أحمد.ه) اتصل (محمد ح إ) هاتفيا بصديقه، وضرب معه موعدا في نفس اليوم بمركز اشتوكة، لدى وصولهم إلى هناك وجدوه بانتظارهم بمقهى بالشارع الرئيسي وخلال هذا اللقاء أطلعه المعني بالأمر على نشاطه المتجلي في التهريب الدولي للمخدرات، فأبدى الدركي استعداده لمساعدتهم وتسهيل عبور شحنات المخدرات إلى شاطئ بونعايم، موضحا في هذا الشأن أن منصبه كرئيس مركز ترابي سيمكنه من توفير الحماية والظروف الملائمة لإنجاح العمليات، إلا أنه بعد فترة وجيزة استدعى زميله (عصام ك ) وأطلعه على حيثيات وتفاصيل الاتفاق المبرم بينهم حينها ودون تردد وافق (عصام) على مشاركتهم في هذا النشاط.
وكان( أحمد ه) في غضون 2016 قد تلقى اتصالا هاتفيا من (أملاح ف) ، وبعد لقائه به أشعره ومرافقه (عبد السلام ق) أنه يخطط لعملية تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا تبلغ زنتها حوالي ثلاثة أطنان. وبالفعل وبعد التنسيق بينهما شرع في التحضير للعملية المزمع تنفيذها، بحيث طلب من معاونه( العربي ح) إحضار اليد العاملة التي ستتولى مهمة الشحن بينما كلف المسمى ( سعيد) بجلب القارب المطاطي والمحرك المائي والمعدات البحرية الأخرى من منزل (جعفر أ) بمدينة طنجة إلى غاية شاطئ «بونعايم»، بإقليم الجديدة متن شاحنته.
التخطيط لأول عملية بسيدي بونعايم
ليلة تنفيذ العملية، تم التنسيق بين أعضاء الشبكة وتولى كل واحد منهم الإشراف على المهمة الموكولة إليه، في حين اتصل (أحمد ه) بالكولونيل حسن ، وبالدركيين (أحمد) (عصام) من أجل تأمين مرور شحنة المخدرات برا وبحرا، وهكذا كللت العملية بالنجاح وتلقى كل مشارك نصيبه المالي فيها. بعد مرور حوالي أربعة أشهر على تنفيذ العملية الأخيرة، ربط (أملاح ف) الاتصال هاتفيا( بأحمد ه) من أجل التحضير لعملية تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا عبارة عن 42 رزمة زنة كل واحدة منها 30 كيلوغرام، وبالفعل بنفس الطريقة وبمشاركة كل المذكورين تم التحضير لها لكن قوة الأمواج وسوء الأحوال الجوية تسببت في انقلاب الزورق المطاطي بالشاطئ مما تسبب في عطب بالمحرك المائي المثبت على الزورق المطاطي وبالتالي تم تأجيل هذه العملية، بحيث غادر كل منهم إلى حال سبيله، بينما طلب من معاونه(سعيد ) إرجاع شحنة مخدر الشيرا إلى شاحنته وإعادتها إلى مالكها الأصلي بمدينة طنجة.
وفي غضون شهر يوليوز 2019 ربط (أملاح.ف) الاتصال هاتفيا من جديد (بأحمد.ه) وضرب معه موعدا بمقهى LA RUCHE بمدينة طنجة ، لدى وصوله إلى هناك وجده بانتظاره بمعية كل من (عبد السلام ق) (عزيز ب ) عندها أشعره بكونه يخطط لعملية تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا تبلغ زنتها بحوالي ثلاثة أطنان، لكن مكان تمركز الزورق المطاطي من نوع FANTOME الذي سيتولى نقل شحنة المخدرات إلى الضفة الإسبانية سيكون بعيدا بأميال بحرية كثيرة عن شاطئ بونعايم الأمر الذي استدعى استعمال مركب الصيد الساحلي ، وعليه طلب (أحمد ه) من ابن أخته (جعفر أ) التنسيق مع ربان المركب المسمى (أحمد ه) من أجل الاستعداد للعملية.
بالموازاة مع ذلك كلف (أحمد.ه) (العربي.ح) بتحضير «الحمالة»، الذين سيتكلفون بمهمة إفراغ الحمولة وشحنها متن الزورق المطاطي الذي سيعمل على نقلها بدوره إلى مركب الصيد الساحلي الذي سيكون على متنه كل من ابن أخته (جعفر.أ)، والمسمى (أحمد.ه) بالإضافة إلى الطاقم البحري ، الذي سيتكلف بمهمة نقل الشحنة إلى غاية مكان تواجد الزورق المطاطي السريع من نوع FANTOME بعرض المياه الإقليمية وفي نقطة بحرية متقدمة، كما كلف أيضا سائق الشاحنة المسمى سعيد بنقل الزورق المطاطي على متن شاحنته من مدينة طنجة إلى شاطئ بونعايم.
بعد تقسيم الأدوار على أعضاء شبكته الإجرامية ربط مباشرة الاتصال بالضابط السامي في البحرية الملكية حسن الذي أعطاه الضوء الأخضر من أجل تنفيذ العملية، ونفس الشيء بالنسبة للدركين أحمد وعصام اللذين توعدا بحماية شحنة المخدرات إلى حين وصولها إلى عرض البحر ونجاح العملية.يوم تنفيذ العملية، كلف أحمد ه كل من (عبد لله ن) و(محمد.ح) بالإشراف عليها، حيث بمجرد حضور الشاحنة المعبأة بشحنة مخدر الشيرا تكلف «الحمالة» الذين أحضرهم (العربي.ح)، بالإضافة إلى المكي مهمة إفراغها وشحنها على متن الزورق المطاطي، في تلك الأثناء كان الدركيين يضربان حراسة بالشاطئ للسهر على حسن سير العملية، وبعد الانتهاء نم ذلك غادر الزورق المطاطي الشاطئ في اتجاه مكان نتواجد مركب الصيد الساحلي، الذي يتولى (أحمد.ه) قيادته، وهي العملية التي كللت بالنجاح.
أكثر من 200 مليون رشاوي واجور مستخدمي الشبكة
بعد حوالي ثلاثة أيام من نجاح هذه العملية الأخيرة، تسلم (أحمد ه) نظير نجاح هذه العملية الأخيرة مبلغ مالي قدره 130 مليون سنتيم من (أملاح ف) بحيث تكلف بتقسيمها على عناصر الشبكة الإجرامية التي يديرها، حيث تسلم الكولونيل مبلغا ماليا قدره 180.000 درهم كمقابل على الخدمة التي قدمها، أما بخصوص الدركيين فقد سلم لكل منهما مبلغا ماليا قدره 80.000 درهم، في حين أعطى مبلغا ماليا قدره 40.000 درهم إلى المسمى(محمد ح.إ) الدركي المتقاعد وبعد أداء مستحقات المشاركين في العملية تقاسم الأرباح بالمناصفة مع ابن أخته (جعفر أ).
بعد نجاح العملية، وفي غضون شهر غشت أشرف (أحمد.ه) على عمليتين مماثلتين انصبت كل واحدة منهما على تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا تبلغ زنتها حوالي ثلاثة أطنان، وهما العمليتان اللتان تمتا بنفس الطريقة والمعدات اللوجستيكية وبمشاركة نفس الأشخاص المشار إليهم في العملية التي تمت غضون شهر يوليوز ، بحيث تمكن ( أحمد ه) من إنجاح العمليتين فتسلم عن كل واحدة منهما مبلغا ماليا قدره 130 مليون سنتيم تولى تقسيمها بنفس الطريقة السالفة الذكر مع المشاركين والمساهمين في العملية الأولى.
الطريق إلى الكوكايين
في غضون نهاية شهر نونبر الماضي وأثناء تواجد (احمد ه) بمقر سكنه حضر المسميان( أملاح ف) و(عبد السلام ق)، بحيث طلبا منه مرافقتهما على متن سيارة الأول من أجل غرض مهم، وفي الطريق أشعره (أملاح.ف) أنه في إطار تنفيذ عملية تهريب طن من مخدر الكوكايين طلب من معاونيه بمنطقة الخوزيرات بدولة إسبانيا بعث زورق مطاطي سريع من نوع FANTOME من أجل نقل شحنة المخدرات من مركب أجنبي بالمياه الإقليمية بسواحل مدينة الداخلة وتهريبها إلى الديار الإسبانية، لكنه وبسبب عطب ميكانيكي أصاب محرك الزورق المطاطي تعذر عليه القيام بالمهمة الأمر الذي دفعه إلى ربط الاتصال بـ (أحمد.ه) من أجل مساعدته في إنجاح العملية، وعليه تم الاتفاق بينهما على أن يتكلف بمهمة نقل شحنة مخدر الكوكايين من المركب الأجنبي إلى غاية شاطئ بونعايم حتى يتسنى له نقلها لفائدته وتسليمها له بمدينة طنجة.
وتوجه أحمد.ه،في اليوم الموالي بمعية (أملاح.ف) وابن أخته (جعفر.ا) إلى مدينة أكادير بهدف إصلاح مركب الصيد الساحلي الذي كان راسيا بميناء مدينة أكادير بسبب عطب ميكانيكي في محركه، بحيث تكلف ابن أخته بإحضار ميكانيكي ليتولى مهمة إصلاح العطب.
بعد إصلاح محرك باخرة الصيد الساحلي أطلعه (املاح.ف) أنه تدبر أموره من أجل الحصول على زورق مطاطي آخر من نوع FANTOME سيتولى مهمة تهريب شحنة مخدر الكوكايين، وبالتالي فإن دور أحمد ه في هذه العملية سيتجلى فقط في تزويد طاقم الزورق المطاطي بالبنزين عند الحاجة، بعد هذه المستجدات والتغييرات اللاحقة على بنود الاتفاق الشفوي المبرم بين (أملاح ف)، وأمام الإغراءات المالية التي عرضها عليه هذا الأخير لم يجد بدا من مسايرة ومواكبته في تنفيذ العملية.
وبإيعاز من المسمى (أملاح ف)توجه (أحمد.ه) بمعية ابن أخته (جعفر ا) إلى مدينة الداخلة على متن سيارته من نوع NISSAN وقد كانت المهمة المنوطة به تتجلى في تسلم كمية مهمة من البنزين من أحد معارفه بمدينة الداخلة ونقلها متن زورق مطاطي في ملكيته إلى الزورق المطاطي السريع من نوع FANTOME المرابض بالمياه الإقليمية والذي سيتكلف طاقمه بتهريب شحنة مخدر الكوكايين، لكنه وبمجرد وصولهم إلى هناك طلب منهم العودة إلى مدينة أكادير.
لدى وصولهم إلى مدينة أكادير ربط (أحمد.ه) الاتصال هاتفيا (بأملاح ف) وبعد مرور فترة وجيزة أشعره أن شركاءه في عملية تهريب شحنة الكوكايين لم يتمكنوا من إنجاز المهمة فألح على ضرورة الاستعانة بمركب الصيد الساحلي المملوك لابن أخته (جعفر ا) من أجل نقل شحنة مخدر الكوكايين من المياه الإقليمية لمدينة الداخلة إلى غاية شاطئ بونعايم، عندها أم (جعفر ا) ربان المركب (أحمد.ه) وطاقمه البحري المرافق له بمغادرة ميناء مدينة أكادير والتوجه على وجه السرعة إلى سواحل مدينة الداخلة من أجل تسلم شحنة المخدرات القوية «الكوكايين»، وذلك بعد أن زود الربان بالإحداثيات البحرية لمكان تواجد المركب الأجنبي المحمل بشحنة الكوكايين من إحدى دول أمريكا اللاتينية.
وفي إطار الأعمال التحضيرية لهذه العملية، غادر (أحمد.ه) بمعية ابن أخته (جعفر.ا) مدينة أكادير في اتجاه مدينة مراكش حيث قضيا المبيت بمنزل (أملاح.ف)، قبل أن يتوجها في الصباح سويا إلى مدينة طنجة بهدف الشروع في تنفيذ العملية والتنسيق مع شركائهم.
بعد مرور حوالي ثلاثة أيام من الإبحار ،اتصل (أحمد.ه)هاتفيا بمشغله (جعفر ا) وأشعره بخبر تسلمه شحنة المخدرات القوية «الكوكايين» من السفينة التجارية القادمة من إحدى دول أمريكا اللاتينية ، ومباشرة بعد أن أطلعه على ذلك ربط الاتصال (بأملاح.ف) الذي وعده بمده بمبلغ مالي قدره 500 مليون سنتيم إذا ما كللت العملية بنجاح.
التحضير لنقل الكوكايين من البحر إلى البحر
التقى (أحمد.ه) بسائق الشاحنة المسمى سعيد بمدينة طنجة، مباشرة بعد أن تسلم الزورق المطاطي والمعدات الخاصة بالإبحار من ابن أخته، أمره بالاحتفاظ بها إلى حين تنفيذ عملية تهريب شحنة من مخدرات الشيرا، وبالموازاة مع ذلك طلب اقتناء كمية من الخضر من أجل تغطية شحنة المخدرات داخل شاحنته، بعدها مباشرة ربط الاتصال هاتفيا بالكولونيل . ومن باب الإجراءات الاحترازية ضرب معه موعدا مساء اليوم الموالي بمقهى OLIVERI الكائن بحي المعاريف بمدينة الدار البيضاء.
وبالفعل زوال اليوم الموالي توجه (أحمد ه )بمعية ابن أخته (جعفر ا) و(عبد لله ن) على متن السيارة الرباعية الدفع من نوع NISSAN إلى مدينة الدار البيضاء، حيث وبمجرد وصولهم إلى المقهى زهاء الساعة السابعة والنصف مساء وجدوا المعني بالأمر بانتظارهم على متن سيارته نوع PASSAT، عندها طلب من مرافقيه الجلوس بمفردهما بالمقهى، بينما بقي هو بمعية الكولونيل بأحد الطاولات المتواجدة على يمين المدخل.
وبعد تجاذبهما أطراف الحديث أخبر(أحمد.ه) أنه خلال ليلة اليوم الموالي سيشرف على عملية تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا انطلاقا من شاطئ بونعايم وطلب منه كما جرت العادة أخذ التدابير اللازمة لتأمينها بحرا. وفي هذا السياق، صرح بأنه أخفى عن الضابط السامي في البحرية الملكية الحقيقة مخافة أن يطمع في الحصول على مبلغ مالي باهض، عندها أكد له أن العملية ستتم في ظروف آمنة كسائر العمليات التي قام بها سابقا.
بعد مغادرة الضابط السامي للمقهى، ربط الاتصال هاتفيا بالدركي المتقاعد وضرب معه موعدا بعين المكان، لدى حضوره توجها مباشرة إلى مدينة الجديدة وفي الطريق أخبره بأنه سيشرف مساء اليوم الموالي على تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا، بحيث أخفى عنه الحقيقة مخافة أن يطمع هو الآخر في الحصول على مقابل مالي خيالي٠
وعند وصولهم إلى مدينة الجديدة، اتصل الدركي المتقاعد هاتفيا بالدركي ( أحمد ب ح )وألح على ضرورة الالتقاء به، عندها وبإرشاد منه توجهوا إلى مسكنه الكائن بتجزئة السلام 01، الجديدة ، لدى وصولهم هناك وجدوا في استقبالهم المعني بالأمر الذي أصر على ضرورة قضائهم المبيت بمقر سكنه. وبعد تجاذبهم أطراف الحديث، أكد (أحمد.ه) بأنه سيتولى تهريب شحنة مهمة من مخدر الشيرا انطلاقا من شاطئ بونعايم، ليلة اليوم الموالي، وطلب منه تأمين الممر المؤدي إلى الشاطئ وتسهيل عبور شحنة المخدرات إليه. ودون تردد، أكد المعني بالأمر أنه سيتولى القيام بالمتعين في هذا الشأن بمعية زميله المدعو (عصام) وبالتالي اقترح عليهم المكوث بمنزله إلى حين الانتهاء من العملية، ثم بعدها غادر إلى مدينة سلا.
واتصل أحمد.ه، صبيحة اليوم الموالي، بسائق الشاحنة (سعيد) وطلب منه الحضور مساء إلى شاطئ بونعايم متن شاحنته ، كما اتصل هاتفيا أيضا بالمسمى (العربي ح) من أجل إخباره بضرورة الحضور إلى الشاطئ مساء رفقة الحمالة الذين سيتكلفون بشحن رزم المخدرات. مساء عاد المسمى (أحمد ح ب) إلى مقر سكنه من أجل التنسيق معه بخصوص تنفيذ هذه العملية، وبعدها غادر الجميع إلى شاطئ بونعايم من أجل الإشراف عليها، في حين توجه (احمد ه) و(محمد ح ا) إلى قرية سيدي علي بنحمدوش التي تبعد بحوالي عشر كيلومترات عن شاطئ بونعايم، بحيث جلسوا ينتظرون تنفيذ العملية.