سانشيز: لا يمكنك أن تكون اشتراكيًا دون أن تشعر بالغضب ضد عدم المساواة والعنف ضد المرأة
مشيج القرقري يرفع صوت الاتحاد والمغرب دفاعا عن إفريقيا وفلسطين في الهيئة الاشتراكية الدولية
تم اختيار النائبة البرلمانية وعضو المكتب السياسي عائشة الكرجي بلجنة المساواة بالأممية ، التي يترأسها بيدرو سانشيز ورئيسة الأممية الاشتراكية للنساء جانييث كاميلو ، كما وقع الاختيار على الأخ مشيج القرقري، عضو المكتب السياسي للاتحاد، لعضوية واحدة من أهم لجن الأممية، وهي لجنة الأخلاقيات، وقد كان الأخ مشيج من بين ثلاثة أفارقة انتخبوا لعضوية هذه اللجنة. وهي تتكون قانونا من 15 عضوا من بين الأحزاب العضو في الأممية والمنظمات الشقيقة لها، تنتخبها المجالس الأممية الاشتراكية، ومن مهام هذه اللجنة، البت في طلبات العضوية والانضمام إلى الأممية، كما تسهر على احترام الميثاق الأخلاقي للأعضاء، وهي التي توصي بقبول أو رفض قرارات الانضمام ومدى احترام أصحابها للميثاق المذكور ..
أما بخصوص لجنة المساواة فهي تعتبر من أهم لجن الحكامة والمراقبة داخل هذا الجهاز، وهي اللجنة الوحيدة التي يترأسها بيدرو سانشيز داخل الأممية الاشتراكية، وعلى الصعيد العالمي هي من ضمن الأجهزة التي تقدم الدعم والمقترحات لمختلف المستويات.
اختيار المغرب في شخص الاتحاد الاشتراكي ونسائه هو تعبير عما حظي به من احترام لكونه يمثل نموذجا للتراكم الإيجابي للسياسات الوطنية والتشريعية التي دافع عنها الاتحاد الاشتراكي، ومعلوم أن الوفد الاتحادي إلى اجتماع الأممية الاشتراكية والأممية الاشتراكية للنساء، قد ضم في عضويته كلا من خولة لشكر، فتيحة سداس، مشيج القرقري، مهدي مزواري، حنان رحاب،عائشة الكرجي، سلوى الدمناتي وسلوى الرجواني…
مشيج القرقري: صوت مغربي لصالح إفريقيا وفلسطين
تحدث عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي مشيج القرقري باسم الاتحاد ليدافع عن القارة الإفريقية، التي قال عنها «إفريقيا هي ثاني أهم قارة على هذا الكوكب بحيث إنها تمثل 15% من سكان العالم و30% من الثروات المعدنية…». بالرغم من هذه المعطيات الإيجابية، يقول مشيج، فإن «هذه الثروة البشرية والطبيعية لا تستطيع أن تلبي الاحتياجات الأساسية للأشخاص « مضيفا أن
« مؤشر الديمقراطية لعام 2023 يبين وجود تدهور عالمي قدره، 25 نقطة، كانت حظوظ إفريقيا منه هي الأسوأ».. وذلك بسبب « الفقر المدقع والحروب الأهلية وانهيار الدول والآثار السلبية لتغير المناخ من قبيل الجفاف – شح الماء الصالح ومشاكل الصحة العقلية والبدنية ووفيات الأطفال».
وأضاف مشيج القرقري، الذي كان يتحدث أمام أعضاء مجلس الأممية، بأن « إفريقيا هي القارة التي عانت أكثر من غيرها في التاريخ المعاصر، وهي بحاجة إلى تضامن الحركات الاجتماعية الديمقراطية التقدمية واليسارية.». وقال كذلك إننا»كتقدميين نحلم بتعليم جيد وبخدمات اجتماعية أفضل وبالمزيد من سياسات المساواة الفعالة التي تدعم عمليات تمكين المرأة»، وفي سياق الحديث عن التمثيلية والقارية في المنتظم الدولي، دعا مشيج إلى «حضور أكبر في المؤسسات الدولية..» وبعد أن ذكر بكون المغرب « البلد الإفريقي الذي يتولى الآن رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة». دعا بوضوح كبير إلى ضرورة « تمثيل القارة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والمغرب يستحق أن يشغل هذا المنصب» يقول مشيج القرقري.
وفي موضوع ذي صلة دعا عضو المكتب السياسي الاشتراكيين الأمميين «إلى التضامن مع إفريقيا ضد الحركات الإرهابية، التي استوطنت في وقت ما في الصحراء والساحل»، لاسيما وأن « النساء والأطفال هم الضحايا الرئيسيون«….
وشدد مشيج القرقري على ضرورة « التعاون بين الدول الإفريقية»، معتبرا إياه أفضل»السبل للمضي قدما نحو التطور والتنمية» مشيرا في هذا الصدد إلى الدور المغربي في هذا التعاون، من خلال « ….مشاريع مثل خط أنابيب الغاز نيجيريا المغرب إسبانيا، والذي سيستفيد منه العديد من البلدان الإفريقية، ومشروع الأطلسي الذي يتيح الوصول إلى المحيط الأطلسي لدول الساحل ويشكل فرصة اقتصادية حقيقية مهمة.»..
وفي مداخلته رافع عضو المكتب السياسي عن حق الشعب الفلسطيني في الحماية والدولة، ودعا إلى « احترام القانون الدولي وحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام، واحترام الاتفاقيات الدولية»، وقال القرقري :»… لن يكون لدى الإنسانية إجابات للتاريخ، ونحن نعيش زمن الإبادة الجماعية الحية وعلى المباشر، وهي أكثر مما تستطيع قلوبنا تحمله».
وفي اللقاء ذاته شدد مشيج القرقري على أن « اليمين المتطرف في إسرائيل هو فقط الذي يهيمن على الفضاء العام، ولمواجهة هذا اليمين، يقول مشيج القرقري يجب على الأممية الاشتراكية أن تدعم قوى السلام والتقدم لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي»…
بيدرو سانشيز : الصديق الإسباني لقوى التحرر والديموقراطية والعدالة الاجتماعية
وكان الأمين العام لحزب العمال الاشتراكي ورئيس الاشتراكية الدولية ورئيس الحكومة بيدرو سانشيز، قد أكد في افتتاح مجلس الاشتراكية الدولية، أن «الديمقراطية الاجتماعية هي اليوم الرد الوحيد على كراهية اليمين المتطرف «. وأن مشروع الديمقراطية الاجتماعية «هو الخيار السياسي الذي يضمن الديمقراطية والتقدم الاقتصادي والعدالة الاجتماعية».
وقد ضرب مثالاً لإسبانيا في كبح جماح اليمين المتطرف من خلال حكومة تقدمية قائلا «في مواجهة المواقف المتطرفة للائتلاف الرجعي، هناك اليوم حكومة في إسبانيا تركز على تعزيز أربع سنوات أخرى في التوظيف، في الحقوق والتعايش. واليوم، تنمو إسبانيا بمعدل أسرع بخمس مرات من منطقة اليورو وتخلق 4 من كل 10 فرص عمل يتم خلقها في الاتحاد الأوروبي بأكمله». وأشاد سانشيز بـ»حكومة ولدت من ضرورة وضع حد لفساد الإدارة السابقة، وجعلت المثالية رايتها، هناك نموذج مطلق..» مضيفا « أن مكافحة الفساد يجب أن تكون بلا هوادة، أينما جاء وأيا كان من يسقط».
وفي السياق ذاته كرر أنه « في مواجهة أولئك الذين أعاقوا سير العدالة، كما حدث مع الحزب الشعبي، هناك اليوم تعاون مطلق مع العدالة للوصول إلى النهاية. في إطار الشفافية المطلقة ومن يفعلها يدفع ثمنها». وقد سلط سانشيز الضوء على أن “هذا هو ما كان عليه الأمر خلال السنوات الست الماضية، وهذا هو ما سيستمر عليه الأمر لمدة أربع سنوات أخرى: الوظائف والحقوق والتعايش والطبيعة المثالية. لأن هذه هي علامات هذه الحكومة”.
كما ذكّر الأمين العام لحزب PSOE ورئيس SI الحاضرين بأن هذه المنظمة «ولدت من قيمة الأخوة: الاقتناع العميق بأن كل ما يحدث في أي مكان في العالم يهمنا جميعًا، ولهذا السبب ركزت على أن هذه الأيام تصادف مرور عامين على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. لقد تم التضحية بآلاف الأرواح في حلم إمبريالي لا يدمر بلد معينا فحسب، بل يؤثر أيضًا بشكل كامل على الاستقرار والسلام العالمي. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يترك أوكرانيا لمصيرها».
وباسم القانون والعقل الدوليين، طالب سانشيز، نيابة عن الاشتراكية الدولية، بـ «إنهاء العدوان الروسي واحترام السلامة الإقليمية لأوكرانيا».
ومن منطلق التماسك الخالص، وبنفس الروح ونفس القوة، نطالب بحل سلمي للصراع في غزة”. ويجب على إسرائيل أن تدرك “أن المخرج الوحيد للاستقرار في المنطقة هو صيغة الدولتين، التي تنطوي على اعتراف دولي بدولة فلسطين. ولهذا السبب «علينا، كاشتراكيين، أن نرفع أصواتنا دفاعًا عن السلام. لأنه من المستحيل بناء الرخاء في غياب السلام. ومن المستحيل بناء السلام بدون تعددية الأطراف الفعالة».
وقد خص المرأة في العالم بحديث عميق عن ما سماه»القوة النسوية العظيمة» متحدثا عنها باعتبارها «محرك التغيير الاجتماعي». وقال: «ليس هناك تفاوت غير أخلاقي أكثر من ذلك الذي يؤثر على نصف سكان العالم لمجرد أنهم نساء». وأشار إلى أنه في عام 2022، “كان ما يقرب من 50 ألف امرأة حول العالم ضحايا قتل النساء”. «لا يمكنك أن تكون اشتراكيًا دون أن تشعر بالغضب والتمرد ضد عدم المساواة والعنف ضد المرأة». واختتم خطابه بالقول «تقع على عاتقنا مسؤولية أن نكون القوة النسوية الكبرى في العالم أجمع».