البروفسور أمل بورقية: مرضى «الدياليز» أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد وتبعاته عليهم أشدّ خطورة

يعانون من ضعف مناعي وأمراض مزمنة أخرى والتأثير يتهدد «سلامة» مراكز التصفية

 

في الوقت الذي يمكث فيه البعض داخل منازلهم، تقيدا بإجراءات الحجر الصحي، خوفا من الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، أو يغادر آخرون البيت صوب الصيدلية لاقتناء دواء، أو نحو عيادة طبية من أجل فحص طبي سريع، أو استشارة يمكن الحصول عليها عبر الهاتف أو باعتماد التواصل عن طريق التكنولوجيات الحديثة مع الطبيب المعالج، فإن المرضى المصابين بالفشل الكلوي، لا خيار أمامهم إلا الخروج في هذه الظرفية العصيبة، والتوجه صوب مراكز التصفية، لربط أنفسهم مع هذه الآلات لمدة ساعات، ويغادرونها بعد ذلك وقواهم منهكة، في انتظار الحصة المقبلة.
مرضى « الدياليز «، أشخاص يعانون من ضعف مناعي، مصابون بأمراض مزمنة أخرى، معرضون وبشدة للإصابة بعدوى فيروس « كوفيد 19»، فأين تكمن خطورة المرض بالنسبة لهم، وما هي سبل الوقاية، وهل من بديل لهم عن التصفية…؟
أسئلة وأخرى، نقلتها « الاتحاد الاشتراكي «، إلى البروفسور أمل بورقية، الاختصاصية في أمراض الكلي، وأجرت معها الحوار التالي:

 

p هل من الضروري على المريض بالفشل الكلوي الاستمرار في الخضوع لحصص تصفية الكلي؟
n إن الوضع الصحي للشخص المصاب بالفشل الكلوي جد دقيق ومعقد، وهو يتطلب الخضوع باستمرار لحصص تصفية لكلي أو ما يعرف بـ «الدياليز»، وفقا للبرنامج المسطر له، تحت مراقبة صحية، لأن هذه الحصص هي السبيل الوحيد، في غياب زراعة الكلي، لتأمين استمراره على قيد الحياة.

 

p في ظل الجائحة الوبائية التي تمر منها بلادنا والعالم، هل من إجراءات وجب التقيد بها؟
n كما تعرفون فإن فيروس كورونا المستجد أصبح وباء عالميا بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، وهو مرض يطال بشكل أكبر المسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويجب أن نعلم أن المريض الذي يعاني من الفشل الكلوي المعالج بحصص التصفية، مصاب بمجموعة من الأمراض المزمنة الأخرى، وهو ما يجعل منه هدفا سهلا للإصابة بالعدوى.
لهذا يجب على المرضى التقيد أكثر بالتدابير الوقائية، وتفادي لمس الأسطح واستعمال المعقمات وغسل الأيادي بالماء والصابون، ويجب أن تعمل مراكز التصفية، التي تكون صغيرة وضيقة، وفيها أشخاص آخرون، قد يصابون وقد يصيبون غيرهم بالعدوى، على اعتماد جملة من الإجراءات الوقائية والاحترازية، لحماية المرضى والمهنيين على حد سواء من العدوى.

 

p ما هي خطورة تعرض مريض مصاب بالفشل الكلوي لعدوى الإصابة بالفيروس؟
n إن المريض المصاب بالفشل الكلوي، لديه مناعة ضعيفة وقليلة، وبالتالي فإن جسمه لا يستطيع صدّ ومقاومة الأمراض المعدية بشكل عام، كانت فيروسية أو بكتيرية، لهذا إذا ما تعرض للإصابة بعدوى «كوفيد 19»، فإن هذا الفيروس لن يجد أمامه حاجزا مناعيا، خاصة وأن هذه الفئة من المرضى، تعاني من مرض السكري ومن الضغط الدموي، وهي كلها عوامل خطورة، تزيد من تأزيم الوضع الصحي للمريض، فتظهر أعراض المرض الجديد بقوة وبتمظهرات وتبعات صعبة، وفقا لما تؤكده عدد من الأبحاث في هذا الصدد، تؤثر على الكلي والقلب والشرايين وباقي أعضاء الجسم النبيلة، لأن الفيروس إذا أصاب المريض فلن يقف عند حدود الكلي، وإنما سيعطّل وظائف أخرى للجسم، وسيتسبب في وقوع مجموعة من المضاعفات الصحية الوخيمة، وهو ما قد يؤدي بالمريض إلى الوفاة.
p أمام هذا الوضع ما الذي يجب القيام به؟
n يجب الحرص على تطبيق كل شروط الوقاية بشكل صارم، والعمل على تهوية المنازل والسماح بولوج أشعة الشمس إلى مرافقها، واستعمال ماء “جافيل” الممزوج بكميات من الماء، وفقا للمعايير الموصى بها، من أجل التطهير والتعقيم، وغسل اليدين المتكرر بالماء والصابون، وتصبين الملابس وحتى غسل اليدين بالماء الساخن.
كما أنه لا يتعين نفض الأغطية والملاءات والملابس داخل المنازل، لمن كان في الخارج، لأنه يمكن رمي الفيروس الذي قد يظل في الجو لمدة 3 ساعات أو على الأسطح، وبالتالي يمكنه أن يلج الجهاز التنفسي للمعني بالأمر أو للمحيطين به ويؤدي إلى نشر العدوى.
إن المريض الذي يخضع لحصص التصفية يجب أن يتوجه إلى المركز وهو مستعد من خلال اتخاذ كل التدابير الوقائية، وفي اليوم الموالي يجب أن يكون يوم راحة تامة، وأن يتم تناول أكل صحي، وتفادي المواد غير الصحية المضرة والممنوعة على هذه الفئة من المرضى، والنوم لساعات كافية، وتنظيم العلاقات الاجتماعية داخل البيت، مع الحرص على تنفس هواء نقي، من أجل تطوير مناعة المرضى.
p هل هناك من نصائح أخرى يمكن توجيهها في هذا الصدد؟
n يجب احترام مواعيد الأدوية، وعدم التهافت من أجل الحصول عليها من الصيدليات بكميات كبيرة، وتفادي الإشاعات، والابتعاد عن الأدوية المضادة للالتهابات التي تتسبب في مضاعفات خطيرة بالنسبة للمرضى الذين يصابون بفيروس كورونا المستجد، والتقيد بالوصفات ومضمونها وفقا لاستشارة الطبيب المعالج بتوجيه منه وتحت مراقبته.

 

p كلمة أخيرة؟
n يتعيّن تفادي تعرض المريض المصاب بالفشل الكلوي للإصابة بفيروس ” كوفيد 19 ” ما أمكن، لأنه سيعاني من مضاعفات صحية وخيمة، وسيتطلب وضعه الصحي مراقبة طبية دقيقة ومجهودا كبيرا، وفقا لبروتوكول علاجي صارم ودقيق، تختلف مسطرته باختلاف الدول، لأن في الوقاية حماية للنفس وللغير، وتحصينا لهذه المراكز التي تقدم خدمات التصفية حتى تواصل مهمتها الصحية والعلاجية.


الكاتب : حاورها: وحيد مبارك

  

بتاريخ : 09/04/2020