«البوكر» العربية تعلن عن الفائز بجائزتها اليوم : هل يقود «الملف 42» عبد المجيد سباطة إلى تتويج عربي؟

 

تعلن الجائزة العالمية للرواية العربية ( البوكر)، يومه الثلاثاء 25 ماي الجاري، عن الفائز بجائزة البوكر2021 بعد أن شملت القائمة القصيرة للجائزة هذا العام روايات «دفاتر الوراق» للأردني جلال برجس، و»الاشتياق إلى الجارة» للتونسي الحبيب السالمي و»الملف 42» للمغربي عبد المجيد سباطة و»عين حمورابي» للجزائري عبد اللطيف ولد عبد الله و»نازلة دار الأكابر» للتونسية أميرة غنيم و»وشم الطائر» للعراقية دنيا ميخائيل.
وتظل رواية الملف 42» للروائي المغربي الشاب عبد المجيد سباطة من الروايات الأوفر حظا للفوز بالجائزة هذه السنة، بالنظر الى الارتسامات والآراء التي رافقت صدورها، وكذا من خلال ما راج خلال جلسة نقاش نظمت حولها من طرف لجنة تحكيم الجائزة، بثت على صفحة الجائزة على موقع الفايسبوك،والتي ضمت كلا من رئيس اللجنة الشاعر اللبناني شوقي بزيع وعضو مجلس أمناء الجائزة الشاعر والروائي ياسين عدنان.
وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس لجنة تحكيم الجائزة شوقي بزيع أن الرواية الرواية «تحفة روائية بمعنى الكلمة»، موضح اأن «تعدد الروايات في روايةٍ مسألة مهمّة جدا وجوهريّة، لأنها لا تجيب فقط عن رواية «الملف 42»، ولكن تجيب عن الحياة نفسها وعن الفن بحدّ ذاته، لأنه في النهاية كل حدث تاريخي أو أدبي يُقرأ من زوايا متعدّدة؛ وبالتالي تتقاطع في هذه الروايةِ الرواياتِ..الرواية التي قدّمتها كريستين ماكميلان، مع رواية رفيق الخالدي، ورواية المؤلِّف عبد المجيد سباطة، التي عثر عليها زهير بلقاسم حين عاد من معتقله السيبيري». وهو تقاطع يبرز بشكل جلي أن «التاريخ نسبيّ وأن الأدب حمّال أوجه»؛ كما أن لهذا الحدث معنى آخر، أي إن «الرواية العربية التي قدمها رفيق خالدي ومن ثَمّ لبنى حبيبته رواية ناقصة؛ لأن الرواية في العالَم العربي، أصلا، رواية ناقصة لا فقط السيرة الذاتية، بل الرواية نفسها باعتبار أننا نعيش في عالَم مستبدّ يحكمُه الاستبداد والنقص في الحرية، ولا يمكن للرواية أن تكتمل؛ لذلك بقيت «أحجية مغربية»؛ لأن أحدا لَم يهتمّ بها». ومن هنا يضيف بزيع»هنا جاءت كريستين ماكميلان لكي تُكمِل الرواية الناقصة. لكن لهذا مدلولا آخر؛ فالأمريكية التي تأتي كمستشرِقة تبحث عن الحقيقة من الغرب هي التي تستطيع، بما تملكه من حرية، أن توصِل الرواية إلى نهاياتها؛ وهو ما يعني أن الرواية تطرح مسألة الاستشراق ومسألة دور الغرب في رؤية الشرق، حيث نُرى دائما من منظور الآخر الذي يكتشف تاريخنا كما يشاء».
هذه المعطيات دفعت شوقي بزيع إلى قول إن القارئ يجد نفسه مع «الملف 42» يقرأ رواية تتجاوز الـ 400 صفحة دون أن يشعر «على الإطلاق بأي نوع من الملل»، وزاد: «بل نحبس أنفاسنا باستمرار وصولا إلى الخاتمة، التي تبدو، أيضا، كأنها اقتراح آخر لإعادة قراءة الأحداث»؛ وهو ما يدفع رئيس لجنة تحكيم الجائزة إلى التعبير عن رأيه بأن رواية عبد المجيد سبّاطة هذه «استثنائية بكل المعايير».
وفي تعليقه على الرواية ، قال الروائي ياسين عدنان، إن رواية «الملف 42»: «دغَل سردي متشابك الفروع، أو ثلاث روايات في رواية، كتَبت أولاها الأمريكية كريستين ماكميلان، والثانية «أحجية مغربية» مغمورة صدرت في الثمانينيات من القرن الماضي لمؤلِّف مجهول، والثالثة عمل غير مكتمل ضاع من مؤلِّفه الذي سيظهر ضمن شخصيات الملف 42 ويُدعى بالصدفة عبد المجيد سبّاطة».مضيفا أن «المشروع الأدبي الذي تحكي عنه الرواية ليس سوى الملف 42، وهو عمل مشوّق حبس أنفاسنا بسبب فيض الحبكات والشخوص والمسارات والجغرافيات التي تتواشج داخله».
وقد سبق أن موقع الجائزة العالمية للرواية العربية – بوكر، رأيه في رواية» الملف 42 « قائلاً: إن «الملف 42» رواية بحبكة مربكة، كتبت بتقنيات سردية ما بعد حداثية، تسير في خطين متوازيين، الخط الأول بلسان كريستين ماكميلان، روائية أمريكية ناجحة، تتعاون مع رشيد بناصر، الباحث المغربي الشاب في سلك الدكتوراه، في تحقيق أدبي الطابع، للبحث عن المؤلف المجهول لرواية مغربية مغمورة صدرت عام 1989، وتضم بين أحداثها المتخيلة شخصية والد الروائية، الجندي ستيف ماكميلان، الذي عمل في إحدى القواعد العسكرية الأمريكية المتمركزة بالمغرب خلال وبعد الحرب العالمية الثانية. تحقيق سيقودهما إلى ملامسة خيوط كارثة الزيوت المسمومة لسنة 1959، وهي واحدة من أفظع الكوارث المنسية، سنوات قليلة بعد الاستقلال. والخط الثاني من الرواية، بلسان زهير بلقاسم، مراهق مغربي عابث من عائلة غنية، يغتصب الغالية، خادمة المنزل القاصر، فتستغل والدته المحامية نفوذها لإغلاق القضية وإرساله لمتابعة دروسه الجامعية في روسيا، ليواجه هناك أهوالا لم تكن في حسبان أحد. في قالب تشويقي «شبه» بوليسي، تناقش «ملف 42» القراءة وتقنيات الكتابة الحديثة، ولكن تبقى قضيتها الكبرى والأبرز سؤال القيمة عند المغاربة، وبحثهم الطبيعي عن الكرامة، كأبسط حق من حقوقهم الإنسانية.
يذكر أن عبد المجيد سباطة كاتب مغربي، من مواليد الرباط 1989. حصل على ماجستير في الهندسة المدنية من جامعة عبد المالك السعدي بمدينة طنجة. نشرت له مقالات وترجمات تناقش عددا من المواضيع الأدبية والثقافية والتاريخية بمواقع وصحف ومجلات مغربية وعربية. صدر له «خلف جدار العشق» (2015)، «ساعة الصفر 00:00» (2017) التي فازت بجائزة المغرب للكتاب سنة 2018، و»الملف 42» (2020) والمرشحة ضمن القائمة القصيرة للبوكر ، آملين الفوز للرواية بما يشكل إضافة نوعية في مسار هذا الروائي الشاب .


الكاتب : إعداد : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 25/05/2021