لا تقتلعه مرة واحدة
مثلما تقتلع الأشواك
إذا كان نائما لا تسحبه من فراشه
انتظره حتى يجلس
ويرتب ملابسه
الأماكن التي سكنها أعواما
أدفأها وأدفأته
اجمعه منها قطعة فقطعة
بصبر وهدوء
كأنك تجمع أوراق الياسمين.
الذي تراكم في صدرك
اتركه للآخر
إبدأ بما تجمع في عينيك
ما تمدد في عظامك
ما جرى في دمك
أخبره أنك لست عدوه
دعه يخرج إليك من تلقاء نفسه
هذا ألمك
صديقك
من تقاسم معك الليل والوحدة
من ملأ الجانب الفارغ من فراشك
من أكل بالملعقة المهملة على الطرف الآخر من الطاولة
من رافقك إلى المستشفى في منتصف الليل
وجلس تحت قدميك
اسحبه بلطف عندما يطل برأسه
لا تكسر له عظما أو رقبة
لا ترمه في حاوية القمامة
ولا تدس عليه بقدمك
احضنه كما تفعل الأم بمولودها الجديد
امنحه إسما
وأطلقه في الوجود
عندما تغرق المراكب في البحار
نحتاج إلى الألم
في الغدر وفي الخيانة
سنصرف منه الكثير
في فراق من نحبهم
في سقوط رافعة على عامل
في اصطدام سيارة بعربة طفل
في ممرات المستشفيات
وصفوف كبار السن
في الحرب والمجاعة
في الندم
في الموت
في الفشل
في الحب…
من أجل التخلي عن الألم
ستتألم كثيرا
وستتألم أكثر عندما تصادفه
في أعين الآخرين
تتعرف عليه..
فيتعرف عليك..
ويومئ لك برأسه