التشكيلي علي بورجة بين بناء مشروعه الإبداعي وتأطير الورشات الفنية

منذ تخرجه من المركز الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء، الذي قضى فيه ثلاث سنوات من التكوين والدراسة، والفنان علي بورجة يوزع وقته الثالث – الفائض عن ساعات شغله ومورد رزقه الأصلي – بين مرسمه حيث يشتغل على إحدى اللوحات، أو منعزلا به ومتأملا فقط، وبين محترفه التابع لجمعية مواهب الفنون الجميلة، بالمركب التربوي الحسن الثاني للشباب. هناك يستقبل أطفالا وشبابا يهوون ويعشقون الرسم والتشكيل، يلقنهم أبجديات هذا الفن، ويأخذ بأيديهم، ويمرنهم على الرسم في المستهل، اعتمادا على قلم الرصاص بمفرده، ثم الريشة والصباغة لاحقا. هذه الورشات أثمرت معرضا جماعيا، للوحات تشكيلية بأنامل هذه الطاقات الشابة الواعدة، أقيم في الآونة الأخيرة، بفضاء المنتزه الترفيهي الوحدة الإفريقية بابن امسيك. نجح هذا المعرض في استقطاب زوار كثر انبهروا بإبداعات بنات وأبناء منطقتهم.
يعكف الآن بورجة، على تجربة مماثلة لسابقتها، ومختلفة عنها في الوقت ذاته. تتمثل في تأطيره لست تلميذات من دار الطالبة بمولاي رشيد. تشتغل كل واحدة منهن على تيمة متفردة بها، عبر لوحة فنية عليها إبداعها، لتشارك بها في معرض جماعي سيرى النور في القادم من الأسابيع.
يفخر دوما فناننا بأصوله الصحراوية الأمازيغية، رغم أنه رأى النور بدرب بوشنتوف، وعاش طفولته وقسطا من شبابه بحي سباتة. هذه الأصول المتجدرة في كيانه، نلمس انعكاسها على رسمه ل : قصبات وأقواس وقلعات، وأبواب قديمة، ثم أسوار ضاربة في عمق التاريخ. الألوان المعتمدة في هذه الرسومات قريبة من لون الأرض وتربة الأجداد.
خلال الموسم الفني الحالي، شارك الفنان علي بورجة، في معرضين تشكيليين فرديين. الأول منهما، بفضاء تيكنوبارك بالحي الحسني، والثاني بدار الشباب العهد الجديد بابن امسيك. كما أبرم في الآونة الأخيرة – باسم جمعية مواهب الفنون الجميلة، التي يترأسها – شراكة مع مديرية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بابن امسيك لتنشيط وتأطير ورشات في الرسم والتشكيل، لفائدة مجموعة من التلاميذ، بمركز التفتح الفني والأدبي، التابع لمديرية مقاطعات ابن امسيك، ابتداء من الموسم الدراسي القادم.


الكاتب : عبد الحق السلموتي

  

بتاريخ : 15/07/2024