«التعدد الأجناسي في الكتابة الإبداعية المعاصرة»

مراد الخطيبي يقتفي أثر المتعة الجمالية لدى المتلقي

صدر الكتاب النقدي الموسوم ب التعدد الأجناسي في الكتابة الإبداعية المعاصرة للكاتب والمترجم مراد الخطيبي منذ أسبوعين عن منشورات مكتبة السلام الجديدة. ويتوخى هذا المؤلف التطرق إلى التعدد الأجناسي في الكتابة الإبداعية المعاصرة وأيضا إلى القيمة الجمالية والفكرية للصورة في بعض النصوص الإبداعية المختلفة والمنتمية إلى بعض الأجناس الأدبية. لهذا، فإن الكتاب يسعى إلى تحليل التميز الفني والمتعة الجمالية التي تخلق لدى المتلقي من خلال استعمال أجناس إبداعية مختلفة داخل الجنس الأدبي الواحد.
وبصفة موازية، يسعى هذا المؤلف التطرق إلى قيمة الصورة في الكتابة الإبداعية عموما وبصفة خاصة في الشعر والرواية والهايكو وهي أهم الأجناس الأدبية التي تنتمي إليها عينات هذه الدراسة.
بخصوص هندسة الكتاب، ففي باب الرواية يقترح المؤلف دراسة تناول موضوع البحر وتمثلاته في روايتي «الذاكرة الموشومة» و» عشق اللسانين» للأديب عبد الكبير الخطيبي وذلك من خلال استعمال المنهج السيميائي. ومن خلال هذه العلاقة بين البحر والرواية سيتم الكشف عن مجموعة من العلامات والرموز والاستعارات تتمحور حول الذاكرة واللغة وغيرها.
وتتناول الدراسة في باب الرواية أيضا حضور المرأة ومراياها المتعددة من خلال العمل الروائي للكاتبة المغربية لطيفة حليم المقيمة بكندا تحت عنوان «نهاران». ولمقاربة التعدد الأجناسي في الرواية، يقترح الكتاب رواية « نوارس مولينيس» للكاتب المغربي شكيب عبد الحميد. ومن أجل سبر أغوار بعض التقنيات المستعملة في الرواية المغربية، تحاول دراسة الوقوف على لعبة السرد في رواية «المدينة التي…» للكاتب المغربي هشام ناجح.
وفي باب الشعر، يقف المؤلف على مجموعة من التجارب الشعرية المميزة على غرار المجموعة الشعرية «قد تشمس الظلال» للشاعر المغربي عزيز محمد بنسعد، حيث تحاول الدراسة المقترحة تناول ثنائية الأنا والآخر من خلال استخدام السيميائيات كنظرية ومنهج للتحليل.
في باب الشعر دائما، يحتوي المؤلف كذلك على دراسة حول نسق الكتابة وتعدده في «ثقيل هذا الريش» وهو ديوان شعري للشاعر والقاص المغربي عبد الله المتقي. كما يضم المؤلف أيضا دراسة حول « قلب الثلج» ، وهو ديوان شعري للشاعر والمترجم المغربي نورالدين الزويتني. وتتمحور الدراسة حول التدفق الشعري واستراتيجية الحكمة في هذا الديوان الشعري المميز.
وفي إطار الانفتاح على تجارب الآخرين الشعرية، يقترح المؤلف أن يقدم للقارئ المغربي والعربي دراسة حول الديوان الشعري» أمشي على حروف ميتة» للشاعرة الإيرانية: ساناز داودزاده فر. عنوان الدراسة هو: «لذة التعبير وسلاسة اللغة في الديوان الشعري» أمشي على حروف ميتة».
« المدينة ودلالات الانتماء» هو عنوان الدراسة حول الديوان الشعري: «فرجة الغابة المضاءة بالغناء» للشاعر والكاتب المغربي عبد الغني فنان. وهو ديوان شعري صدر بلغتين، اللغة الفرنسية باعتبارها اللغة الأصلية للديوان مع ترجمة مميزة إلى اللغة العربية أنجزها باقتدار الشاعر والمترجم المغربي رشيد منسوم.
ومن أجل الاهتمام ببعض التجارب الشعرية الجديدة والمميزة، يقترح المؤلف ملامسة الخصائص الجمالية للديوان الشعري: « الأسود الذي لا ترينه» للشاعر محمد يويو. هذا الديوان فاز بجائزة التكوين للديوان الأول في دورتها الثانية 2016.
بدأ الولع بكتابة الهايكو يتزايد في عالمنا العربي بسرعة مذهلة. لهذا، حاول هذا المؤلف التطرق إلى هذا الجنس بالدراسة والتحليل عبر اقتراح دراستين حول تجربة مغربية وعربية رائدة ألا وهي تجربة الشاعر المغربي سامح درويش. الدراسة الأولى تحمل عنوان:
«شعر الهايكو بين اختزال اللغة وعمق الصورة: للشاعر سامح درويش نموذجا.» المجموعة الشعرية «100 هايكو». أما الدراسة الثانية فتحمل عنوان: «البعد الجمالي في ديوان الهايكو:»خنافس مضيئة» للشاعر سامح درويش».
يتناول هذا الكتاب الزجل أيضا باعتباره فنيا شعريا أصيلا ومميزا وذلك من خلال دراسة نقدية لثنائية الضوء والعتمة في الديوان الزجلي «عناد الكمرة وبياض الليل» للشاعرة المغربية فاطمة بلعروبي. هذا الديوان يستمد مرجعيته التراثية وكينونته الوجودية والجمالية من حكاية العشق التاريخية بين «بوشعيب الرداد» و»عايشة البحرية».
ويختتم المؤلف بدراسة حول» ذاكرة متشظية» للكاتب المغربي سعيد عاهد. و الكتاب هو عبارة عن نصوص وحوارات باللغتين العربية والفرنسية مهداة إلى الأديب والمفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي. عنوان الدراسة هو: «الذاكرة بين الوشم والتشظي: قراءة في «ذاكرة متشظية» للكاتب سعيد عاهد.»


بتاريخ : 04/07/2023