التنمر في الوسط المدرسي .. سلاح يهدم السلوك النفسي للأطفال ويتسبب في الهدر

فاعلون ينبهون إلى خطورته ويدعون للتصدي لكل أشكاله

 

عاد موضوع التنمر المدرسي إلى الواجهة مع بداية الموسم الدراسي الجديد، إذ يعتبر من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تؤثر على صحة التلاميذ النفسية والجسدية والعاطفية والاجتماعية، فعلى الرغم من أنه قد يحدث في أي مكان، إلا أن المدارس والمؤسسات التعليمية تعتبر المكان الذي يحدث فيه التنمر بشكل أكبر والذي يكون له تأثير أكثر على المتعلمين.
وحذّرت بعض جمعيات أولياء التلاميذ من ظاهرة «التنمّر» داخل الأقسام الدراسية، لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية على نفسية التلاميذ، قد تصل إلى درجة الهدر المدرسي والانتحار، مطالبة الوزارة الوصية بـ»تجاوز التوجيهات الكتابية للمؤسسات التعليمية حول ظاهرة التنمر المدرسي إلى تفعيل إجراءات ملموسة لحماية التلاميذ».
وعلاقة بالموضوع، أكد نورالدين عكوري، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمغرب، في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، على أن ظاهرة التنمر «تزداد كل سنة في الوسط المدرسي وهي قديمة وليست بحديثة»، مشددا على أنها «تنتعش في الدخول المدرسي وقد تؤثر سلبيا على تلاميذ المدارس سواء العمومية والخصوصية».
وأضاف عكوري بأن»من الأسباب الرئيسية لتفشي التنمر وسائل التواصل الاجتماعي، التي أضحت منتشرة فيها هذه الظاهرة بكثرة التي كانت تحضر سابقا فقط داخل المحيط المدرسي»، محذرا من آثارها السلبية كالانقطاع عن الدراسة، والعقد النفسية التي تشمل مجموعة من التلاميذ داخل المحيط المدرسي». وأكد المتحدث في تصريحه للجريدة، أن «مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تفعيل المقاربات الاستباقية التي تشتغل عليها الوزارة الوصية، وبالتحديد في المذكرة الأخيرة بخصوص العنف داخل الوسط المدرسي، وأيضا تفعيل الأندية التربوية وكذا مراكز الاستماع للتلاميذ داخل المؤسسات التعليمية، وضرورة تفعيل قرارات المجالس التربوية داخل هذه المؤسسات التعليمات»، مشددا على «أهمية إشراك جمعية الآباء لأنها أساسية في محاربة مثل هذه الظواهر السلبية داخل المدارس».
وفي سياق ذي صلة، يؤكد عدد من الأخصائيين في علم النفس على أن التنمر الذي يمارسه التلاميذ داخل المدارس هو نتيجة لما اكتسبوه من عنف خلال مرحلة الطفولة سواء من طرف أفراد أسرهم أو من طرف الأشخاص الذين يكونون معهم في المؤسسات التعليمية، مشددين على أن أشكال العنف التي تمارس على هؤلاء الأطفال، تجعلهم يتعلمون أن طريقة التواصل مع الآخرين لا تتم إلا عبر العنف، لذلك هم يحتاجون دائما إلى التحكم في الآخرين الذين يعتبرونهم بمثابة وسيلة مناسبة لإظهار شخصيتهم.
ويرى المختصون أنه يجب على الآباء التحدث مع أبنائهم عن التنمر وذكر أمثلة أو مواقف حقيقية لذلك، ومشاهدة فيديوهات توعوية عن آثار التنمر السلبية ومخاطرها على الصحة النفسية والجسدية بشكل مشترك، مع تشجيع الطفل على إبلاغ المعلمين في المدرسة وآبائهم عند التعرض للتنمر، إضافة إلى تخصيص وقت للحوار معه عن المشاكل التي قد تحدث في المدرسة وكيفية التعامل معه، مع ضرورة تعليم الطفل كيفية الدفاع عن نفسه والتحدث بقوة ووضوح دون خوف، وتقديم نصائح له حول كيفية تكوين الصداقات واختيار الأصدقاء الجيدين، وحثه على الاشتراك في الأنشطة المدرسية وتكوين علاقات اجتماعية.
وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد وضعت المنصة الإلكترونية «مرصد» لتتبع تطور عدد حالات العنف بالوسط المدرسي، مع مواصلة تعميم برنامج «دعم تعزيز التسامح والسلوك المدني والمواطنة والوقاية من السلوكيات المشينة بالوسط المدرسي».

صحافي متدرب


الكاتب : يونس عشوشي

  

بتاريخ : 04/09/2024