في إطار تنظيم الصحافة الرياضية في المغرب، أطلقت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين «بطاقة الملاعب» للموسم الرياضي 2024/2025، وهي بطاقة معتمدة تتيح للصحفيين والمصورين الرياضيين المهنيين تغطية المباريات في الملاعب الوطنية. هذه الخطوة تأتي بالتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، وتهدف إلى إرساء نظام شفاف ومنظم يحمي مهنية الصحافة الرياضية ويكافح ظواهر التسيب.
وفي لقاء إعلامي عُقد بمدينة الدار البيضاء، أكد إدريس شحتان، رئيس الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، أن «بطاقة الملاعب» خطوة حاسمة لمواجهة التحديات التي عصفت بالمجال الرياضي الإعلامي في السنوات الأخيرة. ووجه شحتان اتهامات صريحة لبعض الأطراف المعنية في القطاع متحدثاً عن «تسيير غير شفاف، وتجاوزات خطيرة»، متحدياً الجهات المعنية برفع دعوى قضائية عليه إذا كانت اتهاماته تفتقر إلى أساس.
وأشار شحتان إلى أن القطاع شهد سابقاً «فوضى كبيرة»، كان فيها «متطفلون» يستغلون المجال الرياضي لتحقيق مكاسب شخصية، مؤكدًا أن الجمعية ستعمل على تنظيم القطاع لضمان مستوى يليق بالرياضة المغربية ويدعم الصحفيين الحقيقيين. وأضاف أن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص الجمعية على دعم الصحافة الرياضية المهنية، وتكريس مبدأ الشفافية في منح الاعتمادات الصحفية.
من جانبه، أشاد عبد المنعم الديلامي، الرئيس المؤسس للجمعية، بمبادرة «بطاقة الملاعب»، معتبراً إياها ثمرة جهود طويلة من العمل الجاد لتنظيم الصحافة الرياضية بشكل يليق بالبطولات الوطنية ويعزز المصداقية. وأكدت فاطمة الزهراء الورياغلي، نائبة رئيس الجمعية، على ضرورة المبادرة، معتبرة إياها خطوة ضرورية لمعالجة الاختلالات التي عانى منها القطاع منذ سنوات.
أما يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون الصحافة والنشر، فقد أكد على أهمية المبادرة في تعزيز احترافية الصحافة الرياضية، مشيراً إلى أنها استجابة لمطالب قديمة طالبت بتنظيم المجال الإعلامي الرياضي وضبطه. وأوضح أن بطاقة الملاعب ستكون وسيلة لرفع مستوى التغطية الإعلامية للبطولات الوطنية وضمان انضباط دخول الصحفيين.
يوسف بصور، رئيس خلية تنظيم ولوج الصحفيين إلى الملاعب، كشف أن الجمعية تلقت 1308 طلبات للحصول على البطاقة، وتمت الموافقة على منح 249 بطاقة للصحفيين المهنيين، بينهم 27 صحفية و222 صحفياً. كما تم إصدار 134 بطاقة للمصورين الصحفيين، بينهم 10 مصورات و124 مصوراً. وفيما يتعلق بالمراسلين، بلغ عدد الطلبات 500، من بينها 266 طلباً تمت الموافقة عليها مبدئياً في انتظار استكمال الوثائق اللازمة.
ومن جهته، أشار مصطفى امدجار، مدير الاتصال والعلاقات العامة بالوزارة الوصية، إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق مهم يتماشى مع التحولات التي يشهدها المغرب، مؤكداً أن المبادرة لم تقتصر على الجوانب التنظيمية فقط، بل شملت أيضاً تعزيز القيم الأخلاقية داخل المجال الإعلامي الرياضي.
الاتفاقية التي تجمع الأطراف الثلاثة تهدف إلى هيكلة وتنظيم عملية دخول الصحفيين إلى الملاعب بشكل موحد وشفاف، مما سيمكن من تحسين إدارة الحضور الإعلامي خلال المباريات. هذا التوجه سيعزز من سمعة البطولة الاحترافية الوطنية، كما سيساهم في جذب مزيد من المشجعين وزيادة التفاعل مع المباريات. التغطية الصحفية المنظمة والمحترفة التي ستنتج عن هذا الإطار ستمنح البطولة المغربية إشعاعاً أكبر على المستويين الوطني والإقليمي، وستعزز موقعها كمثال يُحتذى به في مجال تنظيم الإعلام الرياضي.