يدخل نادي المغرب التطواني مرحلة مفصلية من تاريخه، وهو يستعد لعقد جمع عام استثنائي في ظل أزمة خانقة هددت استمراريته، وأثارت مخاوف من انهيار هيكله الإداري والتقني بعد نزوله إلى القسم الثاني.
ومع إعلان المكتب المسير عن نية تقديم استقالة جماعية، وجد المنخرطون أنفسهم أمام مأزق حقيقي، قبل أن يتوصلوا إلى صيغة توافقية تقضي بتطعيم المكتب الحالي بأسماء بارزة وذات خبرة، في مقدمتها الرئيسان السابقان عبد المالك أبرون ورضوان الغازي، بعد طي صفحة الخلاف بينهما.
الاجتماع الاستثنائي الذي انعقد قبل أيام، خلص إلى رفض الاستقالة الجماعية، والاكتفاء بتشكيل لجنة تحضيرية للإشراف على الإعداد للجمع العام المنتظر خلال شهر. وقد منحت هذه اللجنة صلاحيات تدبيرية لتأمين الجوانب التقنية للفريق في هذه المرحلة الحرجة.
هذه الخطوة اعتُبرت مخرجًا مؤقتًا لتفادي فراغ إداري كان سيُدخل الفريق في دوامة من الفوضى، خصوصًا مع اقتراب انتهاء فترة الانتقالات الصيفية، وتراجع عدد من اللاعبين عن توقيع عقودهم بسبب حالة عدم الاستقرار.
وزاد الجدل القانوني من حدة الوضع، بعدما حذر محمد أشرف أبرون، الرئيس المنتدب السابق، من خطورة اللجوء إلى الاستقالة الجماعية خارج الإطار القانوني، مذكرا بضرورة عرض التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما من قبل المنخرطين، مع احترام آجال الاستدعاء القانونية.
وأشار إلى أن أي تجاوز لهذه الإجراءات “يعد باطلاً ويعرض المسؤولين للمساءلة القانونية”، مؤكداً أن اتخاذ قرارات ارتجالية في ظرف حساس يضر بمصالح النادي على المدى الطويل.
وبينما كان النقاش منصبًا على إيجاد حلول تنظيمية، تحولت الأزمة إلى سباق انتخابي محتدم بين ثلاثة أسماء وازنة: عبد المالك أبرون، رضوان الغازي، ومحمد الجدعوني.
ووصف مراقبون الدعم العلني، الذي أعلنه عضو المكتب المسير منصف الطوب لصالح أبرون، بأنه رسالة سياسية ومعنوية قوية قد تعزز حظوظه، خاصة وأن الرجل ارتبط اسمه بفترة ذهبية للنادي، تُوج خلالها بلقبين للبطولة الوطنية، وشارك في كأس العالم للأندية سنة 2014.
فبعد غياب دام سنوات، يعود أبرون إلى الواجهة محملاً بوعود إطلاق مشروع احترافي يعيد للنادي توازنه الإداري والمالي، ويجلب استثمارات جديدة تؤمن استقراره على المدى القريب والمتوسط.
وعلى الرغم من الانقسام الحاصل بين مؤيدي عودته وأنصار منافسيه، فإن الشارع الرياضي التطواني يميل في غالبه إلى خيار أبرون، معتبرا إياه “الرجل المناسب للمكان المناسب”، والقادر على إعادة الفريق إلى الواجهة الوطنية بعد سنوات من التعثر.
ويبقى مستقبل المغرب أتلتيكو تطوان رهينًا بما ستفرزه صناديق الاقتراع في الجمع العام المقبل، الذي يُرتقب أن يشكل لحظة فارقة في تاريخ النادي. فإما أن يُشكل منعطفًا نحو الاستقرار عبر انتخاب قيادة قادرة على وضع مشروع إنقاذي شامل، أو أن تُفاقم التجاذبات الداخلية الأزمة، وتترك النادي عرضة لمزيد من الانقسامات والتراجع.
الجمع العام الاستثنائي «طوق النجاة» الأخير لإنقاذ المغرب التطواني من الانهيار

الكاتب : مصطفى الناسي
بتاريخ : 26/08/2025