تتجه أنظار الجماهير المغربية والمصرية، مساء الجمعة المقبل، إلى ملعب مولاي الحسن بالرباط الذي سيحتضن مواجهة من العيار الثقيل بين الجيش الملكي وضيفه الأهلي المصري، ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا.
ورغم القيمة التاريخية للفريقين، فإن المباراة تأتي هذه المرة وسط ظروف استثنائية على الصعيدين التقني والجماهيري، ما يمنحها طابعا تنافسيا مضاعفا داخل وخارج المستطيل الأخضر.
فقبل صافرة البداية، عاش أنصار الجيش الملكي حالة من التوتر بسبب الإقبال القياسي على موقع بيع التذاكر، حيث فوجئوا بطوابير انتظار رقمية طويلة جدا.
واضطر الكثيرون للانتظار ساعات طويلة من أجل الحصول على تذكرة الدخول، في مشهد يعكس حجم الترقب الجماهيري للمباراة، وأهميتها في المسار القاري للفريق العسكري.
وتضاعفت خيبة الجماهير بسبب عدم إمكانية إقامة اللقاء في ملعب الأمير مولاي عبد الله، المعقل التاريخي للجيش الملكي، نظرا للإصلاحات الجارية استعدادا لاحتضان مباريات المنتخب الوطني في كأس إفريقيا القادمة.
وأجبر هذا الوضع الفريق على استقبال ضيفه المصري في ملعب مولاي الحسن، الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية 22 ألف مقعد، وهو ما زاد الضغط على الجماهير التي تُمني النفس بحضور أقوى في مثل هذه المواعيد الكبرى.
وعلى المستوى التقني، لا يعيش الفريق العسكري أفضل أيامه، بعد خسارته المفاجئة أمام يانغ أفريكانز التنزاني بهدف دون رد في زنجبار، وهي نتيجة أربكت الحسابات وفتحت باب الانتقادات على مصراعيه، سواء على المستوى التكتيكي أو الاختيارات البشرية للمدرب دوس سانتوس.
وزاد من حدة الجدل البلاغ الأخير لفصيل “ألتراس عسكري” الذي تحدث عن توتر داخل مستودع الملابس، وهو ما حاول الطاقم التقني احتواءه سريعا قبل الدخول في التحضير للمواجهة المرتقبة.
وعقب العودة إلى المغرب مساء الأحد، منح المدرب اللاعبين راحة لمدة 24 ساعة، قبل أن تستأنف التدريبات مساء أول أمس الاثنين بالمركز الرياضي بالمعمورة.
ويركز الطاقم التقني حاليا على إعادة الثقة وتحسين النجاعة أمام المرمى، لا سيما أن الفريق مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية أمام الأهلي للإبقاء على حظوظه في سباق التأهل.
وفي الجهة المقابلة، يدخل الأهلي المواجهة من موقع قوة على مستوى النتائج، بعدما افتتح دور المجموعات بفوز كبير على شبيبة القبائل الجزائري 4 – 1 في القاهرة، سجل خلالها محمود حسن «تريزيغيه» ثنائية، بينما أضاف كلا من محمد شريف وإمام عاشور هدفا لكل منهما.
إلا أن الفريق المصري يعاني من أزمة إصابات أربكت حسابات المدرب مارسيل كولر، حيث أعلن النادي إصابة الحارس والعميد محمد الشناوي بشد من الدرجة الثانية في العضلة الضامة، إلى جانب تمزق جزئي في العضلة الخلفية لأحمد عبد القادر، وإصابة محمد شكري بشد في عضلة السمانة. كما تعرض المدافع مصطفى العش لارتجاج بسيط في الرأس خلال حصة تدريبية، ما استدعى نقله للمستشفى ووضعه تحت المراقبة 24 ساعة.
هذه الغيابات تفرض على كولر إيجاد بدائل مناسبة للحفاظ على توازن فريقه، خصوصا في الخط الخلفي الذي قد يتأثر بفقدان الشناوي والعش، إضافة إلى غياب عناصر مؤثرة في الشق الهجومي.
المباراة المنتظرة، المقررة يوم غد الجمعة بداية من الثامنة ليلا بالتوقيت المغربي، مرشحة لأن تحمل تفاصيل تكتيكية مشتعلة. tالجيش الملكي يسعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور لتصحيح مساره بعد البداية المتعثرة، بينما يدخل الأهلي المواجهة بطموح تعزيز صدارته رغم تعدد الإصابات.
وقد تشهد المباراة ندية كبيرة بفضل اختلاف دوافع الطرفين، لأن الفريق العسكري يريد إعادة الثقة لجماهيره التي عانت للحصول على التذاكر، بينما يأمل الأهلي في مواصلة انطلاقته القارية القوية وتجاوز الظروف الطارئة التي ضربت صفوفه.
ومهما كانت نتيجة اللقاء، فإن قمة الرباط تعد واحدة من أبرز مواجهات الجولة، بالنظر إلى تاريخ الفريقين وجماهيرهما، إضافة إلى أهمية النقاط الثلاث في رسم ملامح المنافسة داخل المجموعة.
الجيش الملكي والأهلي المصري استعدادات مشتعلة بين ضغط الجماهير وأزمة الإصابات قبل قمة الرباط
الكاتب : إ – العماري
بتاريخ : 26/11/2025

