الحبيب المالكي يحضر فعاليات موسم جماعة الشكران الربيعي الخامس للمحافظة على تراثها المحلي

بحضور الحبيب المالكي لفعالياته
جماعة الشكران تنظم موسمها الربيعي الخامس من أجل المحافظة على تراثها المحلي كركيزة للتنمية

 

التزاما بما صرح به رئيس جماعة الشكران بأبي الجعد، العام الماضي، خلال النسخة الرابعة لموسمها الربيعي، ب “أن الجماعة ستواصل تنظيم موسمها كل سنة والتعريف بالمؤهلات التراثية والسوسيو- ثقافية للمنطقة”، وبحضور الحبيب المالكي، عاشت المنطقة، على مدى أيام 29، 30، 31 مارس و1و2 أبريل 2017، على إيقاع النسخة الخامسة، احتفاء بتراثها اللامادي وإبرازا لموروثها الثقافي وامتدادها التاريخي المعروف، إلى جانب كون الموسم الربيعي محطة سنوية لصلة الرحم وربط جسور التواصل والتسامح والتعايش بين أبناء قبائل المنطقة، وفرصة أيضا للأجيال الشابة لتفجير طاقاتها وترسيخ انتمائها لتربة أرضها وتاريخ أسلافها.
فعاليات الموسم الربيعي لجماعة الشكران، الذي نظم هذه السنة تحت شعار “المحافظة على التراث المحلي ركيزة لتنمية الجماعة”، انطلقت بإشراف من رئيس الجماعة، السعيد عظومي، على إجراء القرعة الخاصة بألعاب الفروسية بين فرق الخيالة (الصربة)، وعددها 34 من قبائل بني زمور، الرواشد والسماعلة وحد بوحسوسن، حيث شكلت لوحات “التبوريدة” أجواء احتفالية فلكلورية ممتعة، من خلال الأداء والدقة في العروض الشيقة التي تفاعل معها الجميع كفن من فنون الفروسية المغربية التقليدية، التي حافظت على طقوسها المتجذرة في تاريخ المنطقة، وقد ازدادت الفرجة روعة في إرفاق عروض “التبوريدة” بمجموعة من اللوحات الفولكلورية التي أطربت الحضور بطقوسها الغنائية المنبعثة من عمق المجتمع المغربي.
ولم يفت برنامج التظاهرة إشراك شباب وفتيان المنطقة بتنظيم إقصائيات خاصة في دوري لكرة القدم المصغرة بمشاركة 22 فريقا، في حين تميز موسم هذه السنة بسباق على الطريق، شارك فيه العشرات من الفتيان والشباب، ذكور وإناث، في مسافتي 4000 و8000 متر.
وقبل يوم واحد من إسدال الستار على فعاليات الموسم، ووسط حضور جماهيري غفير، تم تنظيم حفل توزيع الجوائز على فرق الخيالة وكرة القدم والعدائين، حضره إلى جانب النائب البرلماني بإقليم خريبكة، الحبيب المالكي، رئيس المجلس الإقليمي، وبعض رؤساء الجماعات المحلية من إقليمي خنيفرة وخريبكة، تجسيدا للسياسة التي ينهجها رئيس جماعة الشكران في انفتاحه على المحيط الجهوي وتعاونه مع المنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، وقد استأثرت الجوائز المسلمة للفائزين باهتمام كل الحاضرين مقارنة مع الموارد المالية للجماعة، منها ميداليات وكؤوس وبذل رياضية ولوحات الكترونية وهواتف نقالة وكرات من جودة عالية.
وصلة بفعاليات التظاهرة، تميزت الدورة الخامسة من الموسم الربيعي لجماعة الشكران بتنظيم “كرنفال” قدمت خلاله استعراضات لمجموعة من الحرف التقليدية، سواء منها التي مازالت قائمة أو التي انقرضت وجاء الاهتمام بها من باب ربط الماضي بالحاضر وتحسيس أبناء المنطقة بأهمية المحافظة على التراث المحلي باعتباره إرثا تاريخيا ورافعة للتنمية بالمنطقة.
وقد توج الحفل بمأدبة غداء على شرف المدعوين والضيوف والمشاركين، بينما أكد المتتبعون انه بالرغم من تزامن الموسم الربيعي لجماعة الشكران مع الموسمين الثقافيين لكل من جماعتي بني بتاو (قيادة بني بتاو) وعين قيشر (قيادة الشكران)، إضافة إلى العطلة المدرسية، فقد وقف الجميع على نجاح تظاهرة جماعة الشكران التي قدر عدد زوارها ب 100 ألف شخص من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية والفعاليات المدنية، إلى جانب نصب ما يفوق 100 خيمة، في حين سجل المهتمون دقة التنظيم وهندسة مواقع احتفالات هذه السنة، بالقول إن الجماعة لم تشهد مثل ذلك منذ عقود، حسب شهادات أعيان القبيلة الذين عايشوا مجموعة من المواسم، إن على المستوى المحلي أو المناطق المجاورة.
ومن جهة أخرى، أكدت مصادر “الاتحاد الاشتراكي” أن المجلس الجماعي للشكران قرر الدعوة لاجتماع خاص بإجراء تقييم شامل للنسخة الخامسة من الموسم الربيعي بهدف الوقوف على مكامن الإيجابيات والنواقص، في أفق تطوير النسخة السادسة وما بعدها مستقبلا ببرمجة أنشطة موازية جديدة، كإقامة معارض للصناعة التقليدية والمنتجات المحلية، وتنظيم ندوات علمية وثقافية حول التراث المحلي والتعريف أكثر بالمنطقة وإمكاناتها وإسهاماتها في التنمية المحلية والوطنية.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 11/04/2017