الحسين طلال يودع «بورتريهاته المتخيلة»

 

لاتزال أوراق شجرة الابداع تتساقط واحدة تلو الأخرى، حيث فقد المغرب التشكيلي السبت الماضي، واحدا من رواده البارزين ممن بصموا على منجز تشكيلي متميز، متنا وجماليات وأسانيد، إنه الراحل الحسين طلال، التشكيلي وابن التشكيلية العصامية الراحلة الشعيبية طلال.
يُعد الارحل أحد أهرامات الفن التشكيلي في المغرب، شارك في العديد من المعارض عبر العالم.
وقد نعت المؤسسة الوطنية للمتاحف الفنان التشكيلي الحسين طلال الذي توفي اليوم السبت بالدار البيضاء، عن سن يناهز 80 سنة في بلاغ قائلة « إنها تلقت صباح اليوم، ببالغ الحزن، نبأ وفاة الفنان الحسين طلال، وتقدم أحر تعازيها لأسرة الراحل وأقربائه»، مؤكدة أن الراحل «كان وجها بارزا من وجوه الفن التشكيلي المغربي المعاصر».
عرض الراحل لوحاته منذ سنة 1967 برواق «رو» بباريس، وبمعرض (ماي) بمتحف الفنون المعاصرة بباريس سنة 1974.وشارك في العديد من المعارض عبر العالم بعدة فضاءات كمؤسسة ميرو ببرشلونة ومجموعة من قاعات العروض بالدانمارك، وأمريكا، ومصر. كما صدرت في حقه العديد من الدراسات النقدية والمقالات التي تناولت تجربته التشكيلية واحتفت بمساره الفني باعتباره قامة فنية، وأحد رموز الفن المغربي المعاصر»
حاز الراحل الجائزة الكبرى في صالون الشتاء لماجوريل عام 1965 الذي شهد مشاركة فنانين أوروبيين مرموقين.وفي عام 2005، حظي باستضافة شرفية من قبل أكاديمية طهران، حيث ترأس لجنة تحكيم البينالي الثالث للفن الإسلامي المعاصر، كما أشرف على تنظيم أول معرض دولي للفن الإيراني المعاصر في فضاء منتدى الثقافة في الدار البيضاء، فضلاً عن جولاته ومعارضه الكثيرة التي رسمت حضوره الإبداعي الوازن داخل المشهد التشكيلي المغربي والعربي.
كتب عن فن الحسين طلال نقاد عالميون متميزون لهم إسهامات نقدية مضيئة تحفل بها منابر ومجلات فنية متخصصة، منهم الناقد الفني جون بوري، الذي كان يكتب في مجلة «رسائل فرنسية» منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، وكذلك الناقد بيير غودبير مدير متحف الفن الحديث في باريس والباحث في المركز الوطني للفن المعاصر (CNAC) تنضاف إلى ذلك الدراسة التي خصَّها لفنه عام 1971 مؤرخ الفن والأستاذ في كوليج دو فرانس وفي مدرسة اللوفر في باريس رونيه هويغ مؤلف «الفن في العالم» (منشورات لاروس) إلى جانب موريس أراما، أحد أبرز الفنانين الذين تحملوا مسؤولية إدارة مدرسة الفنون الجميلة في الدار البيضاء إبَّان الحقبة الكولونيالية، الذي خصَّ كاتالوغ معرض الفنان طلال «بورتريهات متخيَّلة» السابق بـ»أتولييه 21» في الدار البيضاء، وقد حمل النص عنوان «الحسين طلال، أو ضجيج المكابرة» فضلاً عن نقاد فن آخرين مشهود لهم بالخبرة الميدانية، منهم أوسي كلاسيي أستاذ في شعبة التاريخ في جامعة بيشوب في كندا والناقد ألان فلامون، الذي خصَّه بشهادة تركزت حول فنه وهي واردة بمقدمة مونوغرافيا الفنان طلال الصادرة قبل أربع سنوات، بدعم من وزارة الثقافة. وقد أشار فيها فلامون إلى أن فن المبدع الحسين طلال «يبدو قليل الكلام، ويقصي النوادر، ويركز على الأهم» ثمَّ الناقد دنيس ديفرون الذي قال عنه «إن صنيعه الفني خارج مدارات الفن التشخيصي، تأمل في واقعية الذات وذات الواقع، أعمال ترصد جمالية الرُّوح، وتحوِّل المرئي إلى لامرئي».


بتاريخ : 22/02/2022