الخصاص في مولدات الأوكسجين يفتح باب المبادرات الاجتماعية

مهنيون للصحة يدعون لتوفيرها ووضعها رهن إشارة المصابين بالفيروس

من الفئات الهشة صحيا واجتماعيا

 

أوقدت مبادرة أطلقها عدد من الفاعلين المدنيين ومهنيين للصحة في مدينة مكناس شمعة أمل أنارت العتمة التي تسببت فيها الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 ومتحوراته، خاصة بسبب إشكالية الأوكسجين وملئ أسرّة الإنعاش والعناية المركزة، مما جعل عددا من المرضى الذين يعانون من مضاعفات الفيروس الوخيمة، لاسيما على مستوى الجهاز التنفسي، لا يجدون لا سريرا ولا مولّدا للأوكسجين للاستعانة به في محلات سكناهم، الأمر الذي قد يؤدي بالعديد منهم إلى الموت. وتتمثل المبادرة التي جاءت بناء على تشخيص ميداني مؤلم، في تجميع مولّدات الأوكسجين ووضعها رهن إشارة المرضى الذين هم في حاجة ماسّة إليها، للمساهمة في علاجهم من الفيروس الذي نخر أجسادهم وتمكينهم من التنفس والتشبث بالحياة.

خطوة انطلقت بنداء، يقول أحد مهنيي الصحة، مبرزا أن الفكرة طرحها طبيب متخصص في التخدير والإنعاش، خاصة بعد ارتفاع منسوب الإقبال على مصالح الإنعاش والعناية المركزة، مما جعل أسعار مولدات الأوكسجين تقفز إلى مستويات قياسية التي انتقل ثمن بعضها من 7 إلى 13 ألف درهم وأخرى من 13 إلى ما بين 25 و 30 ألف درهم، بعيدا عن متناول أغلبية الموطنات والمواطنين. وأبرز المتحدث، وهو أحد جنود هذه المبادرة الإنسانية أن اتصالات كثيرة كانت ترد على عدد من مهنيي الصحة مستفسرة عن مكان إيجاد هذا النوع من المولدات وكيفية تشغيلها وكلفة كرائها وغيرها من التفاصيل الأخرى، مما جعل الجميع يتجندون لتوجيه نداء وجد صداه عند عدد من المحسنين، إذ تم توفير 4 مولدات في البداية واليوم ارتفع عددها إلى 11.

وأوضحت مصادر الجريدة، أن لجنة تقنية تتكون من طاقم طبي يضم أطباء متخصصين وعامين إلى جانب طاقم تمريضي، تقوم بدراسة ملفات الأشخاص الذين يطلبون المولدات صحيا، في حين أوكلت مهمة دراسة الشق الاجتماعي للجنة أخرى، وهو ما يسمح بعد هذا التقييم الصحي والاجتماعي بتوفير المولدات للمرضى الذين هم في حاجة إليها، مما ساهم في التخفيف من آلام المصابين بالفيروس المعنيين، مشددا على أن هذه الخطوة تمكن كذلك من إفساح المجال لمرضى آخرين في المستشفيات بعد منح إذن الخروج للمريض الذي تحسنت صحته بشكل كبير، وإن كان لايزال في حاجة إلى استعمال معدلات للأوكسجين في المنزل من خلال المولد الذي يتم توفيره له، حتى يمكن لمريض يعاني من وضعية صحية أصعب من الولوج إلى المؤسسة الصحية وتلقي العلاج تحت المراقبة الطبية.

مبادرة، تحتاجها اليوم مختلف المدن والمناطق المغربية، خاصة وأن الفيروس يواصل تفشيه، في الوقت الذي يجد فيه الكثير من المواطنين صعوبات في العثور على المولدات من جهة، وعلى توفير ثمنها من جهة ثانية، وهو ما يجعل من هذه الخطوات بارقة أمل يمكن للكثيرين الالتفاف حولها، في انتظار فسح المجال أمام الكفاءات المغربية لتصنيع هذه المولدات محليا وتوفيرها بشكل معقول أمام الراغبين فيها.

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/08/2021