تواصل أسعار الخضراوات والفواكه الارتفاع بشكل بات مقلقا لأغلبية الأسر التي أصبحت القفة تعتبر هاجسا مؤرقا بالنسبة لها، بالنظر إلى أثمنتها التي لم تعد في متناول الجميع. وأكد عدد من المواطنين في تصريحات استقتها «الاتحاد الاشتراكي» من مجموعة من الأسواق، في العاصمتين الاقتصادية الدارالبيضاء والإدارية الرباط، أن الخضر بمختلف أنواعها بات الولوج إليها مستعصيا منذ حوالي أسبوعين ما قبل عيد الأضحى ولا يزال الوضع مستمرا إلى غاية اليوم، ونفس الأمر بالنسبة للفواكه، في الوقت الذي تراجعت فيه جودتها بشكل واضح.
وأكد عدد من باعة الخضراوات بدورهم استيائهم من الوضع الذي يسبب لهم حرجا كبيرا في ارتباط بزبائنهم، لكون جودة الخضراوات والفواكه تعرف تراجعا واضحا في حين أن أسعارها تواصل الصعود بكيفية رهيبة تضر بشكل مباشر بالقدرة الشرائية. وأوضح عدد من التجار للجريدة أن هذا الغلاء لا يرتبط فقط باستمرار ارتفاع أسعار المحروقات طيلة هذه المدة، والتي لم تعد إلى مستواها ما قبل الحرب ضد أوكرانيا، وإنما كذلك بإشكالية الماء الذي تراجعت مستوياته إذ أصبحت عدد من الأراضي الفلاحية غير قادرة على سقي ما تحتضنه من مغروسات بسبب تقلص منسوب الماء في السدود، مشددين على أن الوضعية تعتبر جد مقلقة وتنذر بالمزيد من التوتر، معبّرين عن أملهم في تسجيل تساقطات مطرية مهمة في الأيام المقبلة من أجل تجاوز هذه المحنة.
وإذا كانت أسعار الخضر والفواكه قد طال لهيبها المواطنين في الأحياء الشعبية حيث تتواجد الأسر البسيطة ، فإن نفس الوضع تعيشه الطبقة المتوسطة، وتؤكد الأثمنة التي عاينتها «الاتحاد الاشتراكي» في أسواق تجارية بأحياء راقية من العاصمة الرباط هذا الأمر، إذ أصبح سعر المنتوج الواحد مضاعفا مقارنة بما هو عليه في أسواق أخرى بنفس المدينة، على سبيل المثال لا الحصر، وهو ما يؤكد وجود تباين وفرق كبيرين في الأسعار، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام؟
وضعية دفعت مجموعة كبيرة من الأسر إلى الاستغناء عن عدد من العادات الغذائية، حيث أصبحت الأولوية لاقتناء الخضراوات الأساسية والضرورية للوجبات المختلفة، وتراجعت معدلات شراء خضر أخرى، وفقا لشهادات عدد من الباعة، كما هو الحال بالنسبة للفاصولياء الخضراء التي تتراوح أسعارها ما بين 14 و 18 درهما، وكذا الملوخية والبطاطس الحلوة وغيرها، مقابل الاكتفاء بالبطاطس العادية التي يتراوح سعرها ما بين ستة وسبعة دراهم، والطماطم التي انتقلت بدورها إلى ما بين 7 و 8 دراهم، في حين وصل سعر البرتقال نموذجا، إلى ثماني دراهم، أما البصل فقد عاش ثورة في الثمن هو الآخر بشكل أضحى مقلقا بشكل كبير.
ويتبين عموما، وفقا لشهادات عدد من الباعة وكذا المواطنين، أن أبسط الزيادات التي تم تسجيلها خلال الأيام الأخيرة تقدر بما بين درهم واحد و 3 دراهم في الكيلو الواحد، وكل البوادر التي تلوح في الأفق لا تبشر بانفراج هذا الوضع وبتراجع في أسعار الخضر والفواكه، مما يضر بطبيعة وحمولة القفة المغربية وبجيوب المواطنين، خاصة إذا ما انضافت إلى كل ذلك أسعار الدواجن واللحوم والأسماك، التي سجلت هي الأخرى قفزة كبيرة في الأثمان!