الخطان الثالث والرابع من» الترامواي».. الارتباك يطبع الانطلاقة الرسمية وعربات تجوب الشوارع دون ركاب

مازال التعثر والارتباك يلفان تاريخ الانطلاقة الرسمية للخطين الثالث والرابع من “ترامواي” الدار البيضاء، بعد أربعة أشهر مرت على موعد انطلاقه الرسمي في شهر يونيو الماضي.
تعثر لا يعرف سببه لا المتتبعون لشؤون الدار البيضاء ولا البيضاويون الذين يراقبون عربات الترام بخطيه الثالث والرابع وهي تجوب الأحياء المخصصة لها وفي المواعيد العادية، لكنها بدون ركاب، وتتناسل الأسئلة خصوصا بعد أن تم الإعلان عن عدة مواعيد لانطلاق الترام بخطيه 3
و4، من طرف مسؤولين عن الشأن البيضاوي وعلى رأسهم العمدة نبيلة الرميلي، خلال عدة خرجات إعلامية وأيضا خلال الجلسة الأولى من الدورة العادية لشهر ماي2024 للمجلس الجماعي للعاصمة الاقتصادية، كما كانت شركة التنمية المحلية “الدار البيضاء للنقل” قد أعلنت أن التجارب الأخيرة لقاطرات الترامواي على الخطين الثالث والرابع ستنطلق اعتبارا من يوم الأحد 13 أبريل 2024، وتستمر إلى غاية 22 منه، قبل دخول الخطين حيز الخدمة الرسمية مع نهاية يونيو، لكن لاشيء من ذلك وقع، واستمرت عربات الترام الجديدة تجوب السكة المخصصة لها وحيدة تحت أنظار البيضاويين بعد انصرام الموعد المحدد لاستقبال الركاب، ثم في شهر غشت 2024 سيتم تحديد تاريخ 7 شتنبر كموعد جديد للانطلاقة تزامنا مع الدخول الاجتماعي والمدرسي، لكن عربات الترام ستخلف موعدها مرة أخرى، تاركة البيضاويين يترقبون انطلاقة رسمية طال انتظارها !
في اتصال للجريدة بشركة النقل “كازا ترامواي” لمحاولة معرفة متى ستدخل عربات هذين الخطين الخدمة، والتي يترقب سكان المناطق التي ستمر منها انطلاقتها على أحر من الجمر لكونها ستساهم في إنقاذهم من القلق اليومي الذي يواجهونه والإزعاج الذي يسببه بحثهم اليومي عن وسيلة نقل تقلهم إلى مقرات عملهم أو إلى غيرها من الأماكن، قالت مسؤولة هناك إن الموعد لم يحدد بعد لأن الترام لا يزال يخضع للتجارب فوق السكة وعند الانتهاء منها سيتم إعلام الركاب بموعد انطلاقته ؟!
تجارب طويلة دامت زهاء الخمسة أشهر منذ أبريل الماضي لم يكتب لها بعد أن تترك المجال لتفتح أبواب هذه الخدمة أمام المواطنين، هذا وأكدت معلومات أن التأخر الحاصل في موعد انطلاق الخطين الرابع والثالث من “ترامواي الدار البيضاء” يرجع إلى أسباب تقنية تمت ملاحظتها من طرف المجلس الجماعي للدار البيضاء، وهو ما كان سببا مباشرا في تأخير انطلاقة الخطين، حسب ذات المعلومات، ومنها ما يتعلق أساسا بـ”synchronisation ” أي التدقيق في الوقت الزمني الذي يجب أن يستغرقانه في الوصول إلى المحطات المخصصة لهما، حسب الوقت الزمني المحدد لكل مسافة، وهذا يرتبط بحالة الاكتظاظ التي تعرفها بعض المناطق، وهو المشكل الذي يبدو أنه يؤخر الانطلاقة المرتقبة لخطين انتهت منذ مدة أشغال إنشاء المنصة الخاصة بهما وسكتهما الحديدية فضلا عن تهيئة الواجهات بالنقط التي سيقطعها الترام، وفي وقت سابق دعت شركة “كازا ترانسبور” المواطنين، وفي إطار الاستعدادات لانطلاق الخطين، إلى الالتزام بقوانين السلامة فوق سكة الترامواي من خلال عدم السير أو السياقة فوقها واستعمال الممرات الخاصة بالراجلين لعبور الطريق، والتأكد أن “المنصة آمنة للعبور لأن قاطرة يمكن أن تحجب رؤية عربة أو قاطرة أخرى وعدم اقتحام المنصة الخاصة بمرور الترامواي واحترام التشوير الطرقي الخاص بوسائل النقل العمومي في ممرات خاصة”.
وإلى حين انطلاقة الخطين الرسمية، تستمر عربات الترام في المرور من الشوارع المخصصة لها وحيدة دون ركابها وكأنها شبح تائه وسط الدار البيضاء.
يذكر أن الخط الثالث من “الطرامواي” الذي يمتد على مسافة 14 كيلومترا سيقف بـ20 محطة، أما مساره فسينطلق من شارع عبد القادر الصحراوي إلى غاية محطة ميناء الدار البيضاء مرورا بشوارع إدريس العلام، وإدريس الحارثي، ومحمد السادس، وساحة النصر، ومحمد سميحة فيما سيمتد الخط الرابع على مسافة 12 كيلومترا بـ19 محطة، وينطلق من شارع عقبة، ويمر بشوارع إدريس الحارثي، والعلام، والنيل، وأنوال، وطريق ولاد زيان، وعلال الفاسي. كما يتقاطع مع الخط الأول للطرامواي بشارع الحسن الثاني، وصولا إلى المحطة النهائية بشارع مولاي يوسف أمام حديقة الجامعة العربية.


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 11/09/2024