الدكتورة سلوى باكي لـ «الاتحاد الاشتراكي»: اثنان من بين خمسة أشخاص يعانون من فرط الوزن والوضع سيتفاقم في أفق 2030

الإقبال على جيل جديد من أدوية السكري تؤثر إيجابا في علاج السمنة وفاعلون صحيون

ينبّهون إلى إشكالية ضمان الأمن الدوائي

 

 

أكدت الدكتورة سلوى باكي في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن السمنة تعتبر مشكلا صحيا كبيرا في المغرب، إذ تشير آخر دراسة وبائية أنجزتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى أن شخصا من بين خمسة، وقد يرتفع الأمر ليصل إلى شخصين اثنين، يعانون من فرط الوزن. وأبرزت الطبيبة الاختصاصية في طب الغدد والسكري أن هذه المعضلة الصحية ستصبح مشكلا أشدّ تعقيدا في أفق سنة 2030، مشيرة إلى أنه ما بين 2004 و 2017 ارتفعت نسبة الزيادة في الوزن والسمنة في أوساط المغاربة بنسبة 34 في المئة، ومنبهة في نفس الوقت إلى أن الأمر لا يقتصر على الراشدين فحسب بل حتى الأطفال واليافعين، إذ تعاني نسبة 3.6 في المئة منهم من السمنة و 9.2 في المئة من زيادة في الوزن.
وأوضحت الدكتورة باكي في تصريحها للجريدة أن هذا الوضع الصحي المقلق ينتشر في المجال الحضري بنسبة 22.8 في المئة وفي الوسط القروي بنسبة 14.9، مؤكدة أن السمنة والزيادة في الوزن لا تقتصر فقط على المدن التي تتميز بنمط عيش خاص أملته ظروف الحياة اليومية بل تحضر وبكل أسف كذلك في القرى، مع تباين في نسب الانتشار. ودعت المتحدثة إلى ضرورة اعتماد ثقافة صحية وقائية منذ صغر السن لتفادي حالات الإفراط في الوزن والسمنة من خلال الانتظام على ممارسة الرياضة وتفادي الأكل الذي يعرف حضورا كبيرا للدهنيات والكربوهيدرات، مشيرة إلى أن هذه الخطوات تعتبر الحمية الفعلية التي أكدت الدراسات العلمية المختلفة وخلاصاتها على إيجابياتها على الوزن والسكري والضغط الدموي والكوليسترول والقلب.
وبخصوص الأساليب العلاجية الممكنة والبديلة عن التدخلات الجراحية، أبرزت الخبيرة الصحية أنه انطلاقا من سنة 2018 ظهرت أدوية جديدة خصصت في البداية لعلاج المصابين بمرض السكري بفعل متشابهات هرمون GLP1 التي تخفَّ من نسبة السكري في الدم وتحمي القلب خاصة بالنسبة لمن يعانون من مشاكل على مستوى هذا العضو في الجسم والشرايين، مضيفة بأنه خلال الدراسات التي أجريت بخصوص استعمال هذه الأدوية تبيّن على أن المرضى الذين وإضافة للسكري يعانون من السمنة قد تقلّص وزنهم وتراجع على ما كان عليه، وتأكد على أنها أثرت على الجهاز الهضمي من خلال تقليص مقاومة الأنسولين وكذا هرمون الليبتين التي تعطي الإحساس بالشبع.
وأشارت الدكتورة باكي إلى أن عددا من هذه الأدوية تم الترخيص باستعمالها في أوروبا وأمريكا، في حين يتوفر بعضها المعدود على رؤوس الأصابع في المغرب، وتبين خلاصات الدراسات أنها تمكّن من تقليص الوزن بنسبة 30 في المئة خلال السنة الأولى من استعمالها، إلا أنه بالمقابل وكسائر الأدوية الأخرى فإنه يمكن أن تكون لها مضاعفات جانبية، وهو ما لا يمكن الوقوف عليه بشكل مدقّق إلا بعد استيفاء مدة 10 سنوات على الاستعمال، علما بأنه يمكن استخلاص خلاصات في هذا الصدد على المديين القريب والمتوسط،. ونبّهت المتحدثة إلى أنه لا يمكن لجميع من يعانون من إفراط في الوزن أو السمنة استعمال هذا الجيل الجديد من الأدوية لأن هناك حالات تحول دون ذلك، كما هو الشأن بالنسبة للمصابين بسرطان الغدة الدرقية، موضحة أن التعويض عنها لا يكون إلا بالنسبة للوصفات الخاصة بعلاج السكري وليس السمنة.
وجدير بالذكر أن نقاشا واسعا تعرفه أوروبا وأمريكا بخصوص استعمال هذه الأدوية الجديدة، خاصة في الشق المرتبط بضمان استمرار تمكين مرضى السكري منها وعدم حرمانهم من التزود بها بسبب ارتفاع الطلب عليها، بالنظر إلى أعداد من يعانون من السمنة مما يجعلها حلاّ بالنسبة للكثير من الفارين من التدخلات الجراحية، وهو النقاش الذي يتم تبادله في إطار ضمان الأمن الصحي للجميع ويستدعي استحضاره في بلادنا كذلك والانتباه إليه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/03/2023