الدكتور مصدق مرابط: فوائد الصيام تمحوها موائد الإفطار المشبعة بالسكريات والمقليات

تشكّل خطرا كبيرا على الصحة

 

حذّر الدكتور مصدق مرابط في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» من إهدار الاستفادة من فرصة الصيام خلال شهر رمضان الأبرك على المستوى الصحي، مؤكدا أنها يمكنها أن تعود بالنفع على الإنسان إذا ما حافظ على تغذية سليمة ومتوازنة لحظة الإفطار، ولم ينخرط في موجة تأثيث مائدة الإفطار بالسكريات والمقليات التي تصبح وبالا على الصحة.
وأبرز الدكتور مصدق، وهو طبيب في الطب العام، أنه خلال شهر رمضان تطرأ مجموعة من التغييرات على النظام الغذائي وفي مقدمتها توقيت الأكل، بحيث يتم الانتقال إلى نظام ليلي خلافا لما كان الجسم معتادا عليه طيلة أشهر السنة، فضلا عن تقلص المدة الزمنية التي تفصل وجبة عن أخرى، وكذا النقص في وتيرة الأكل في الغالب، فعوض تناول 3 وجبات قد يتم الاقتصار على وجبتين أو وجبة واحدة بالنسبة للكثير من الأشخاص. وأوضح المتحدث في تصريحه للجريدة أن القيمة الغذائية في المأكولات التي يتم تناولها في هذا الشهر تقلّ، ويرتفع الإقبال على السكريات المتمثلة في « البريوات، المحنشة، سلّو والعسل … إلخ»، كما يرتفع منسوب الدهنيات عند العائلات التي تعتمد على القلي في طعامها، مقابل تراجع حضور الخضراوات والفواكه، وهو ما يؤثر سلبا على الجسم ويؤدي إلى زيادة الدهون في الجسم وكذا نسبة السكر في الدم، مما قد يترتب عنه مشاكل صحية متعددة كالسمنة وغيرها.
وأكد المتحدث أنه يجب الانتباه كذلك إلى أنه إذا كان البعض يتناول طعاما مقتضبا خلال هذا الشهر فإن البعض الآخر يتناول كميات كبيرة من الأكل وبطريقة متواصلة منذ آذان المغرب إلى حلول الفجر، في المنزل وخارجه، مما يتسبب في عسر الهضم للكثير من الأشخاص، وهو ما قد يؤثر على صحتهم، علما بأن هذا الأمر لا يتلاءم وخصائص شهر رمضان الذي تجب الاستفادة منه لتثبيت العادات الجيدة وتغيير السيئة منها على مستوى العادات الغذائية، حتى يتمكن الجسم من التخلص من السموم. ودعا الدكتور مصدق إلى اعتماد تغذية متوازنة كمّا وكيفا، بما يتناسب مع احتياجات الجسم من العناصر الغذائية، الغنية بالبروتينات والسكريات والدهنيات التي تعطيه الطاقة، والتي تتوفر فيها أيضا الفيتامينات والمعادن التي تساعد الجسم وتمكن العناصر الطاقية من العمل على أكمل وجه.
وأكد مصدق على ضرورة أن تكون الوجبة متوازنة وتستجيب لقاعدة الصحن الصحي المتوازن وذلك بتقسيمه إلى 3 أجزاء، بحيث يحيل كل جزء على مجموعة غذائية، فيتكون نصف الصحن من أكبر عدد ممكن من الخضراوات ذات الألوان المتعددة، والنصف الثاني يتم تقسيمه إلى قسمين، الربع الأول تكون فيه حصة من اللحوم أو البيض أو السمك، ويجب أن يتوفر في الربع المتبقي النشويات أو الحبوب الكاملة أو القطاني، وليس بأجمعها. وإلى جانب هذا الصحن يجب إعداد حصة من الفواكه وحصة من الحليب ومشتقاته، التي يمكن أخذها مصاحبة له أو بعد ذلك. وحثّ الدكتور مصدق على ضرورة الحرص على شرب المياه وممارسة الرياضة والابتعاد عن كل ما يضر بالصحة العامة كقاعدة أساسية، لا ترتبط فقط بشهر رمضان وإنما خلال السنة كلها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 25/03/2023