الذاكرة الخصبة…. الأستاذ الجليل أحمد بوكماخ .. قصة نجاح لمنهج تعليمي مبسط ويسير

ما لا يعرفه الكثيرون عن الأستاذ أحمد بوكماخ أنه بدأ كتابة المسرح في سنوات الأربعينيات من القرن الماضي، ويتجلى ذلك في مجموعة من الكتب المركونة بمكتبة أستاذه العلامة الراحل عبد الله ݣنون بطنجة. “كتب شكلت مجاله المناسب لتصريف بيداغوجية حديثة تعتمد التوجيه والتلقين، وبث الوعي الوطني في نفوس الأطفال المغاربة لمواجهة تأثيرات المستعمر.
“نور من السماء”، “رسالة فاس”، “فريدة بنت الحداد”، هي بعض مسرحيات بوكماخ التي تم تشخيصها من طرف تلاميذ مدرسة عبد الله ݣنون في عروض احتضنها مسرح “سيرفانتيس” بطنجة، المعلمة التي كانت في ذلك الوقت قبلة للباحثين عن روائع شكسبير وموليير المترجمة إلى العربية.
لم يكن ينوي أن يحصد أموالا من وراء إصدار مؤلفاته، وانتشارها في مدارس المغرب، ولم يصبح بوكماخ من أثرياء الطباعة والنشر، كان يعيش في مسكنه المميز بحي كاليفورنيا بطنجة، “فيلا” بلون أحمر أطلق عليها اسم “الحمراء”، تيمنا بقصر الحمراء بغرناطة، تطل على مضيق جبل طارق، وكانت سيارته السماوية اللون “بي إم دابليو” من معالم شارع “البوليفار”.. أما حياته فلم تكن حياة بذخ فاحش.
كان بوكماخ يرتاد كلا من مقهى “ميتروبول” و”باريس” بـ”البوليفار”، في الصباح كان يخرج حوالي الساعة الحادية عشرة، راجلا يتمشى ويجتمع بأصدقائه على مائدة الغذاء، ثم يعود إلى البيت من أجل قيلولة صغيرة، لينغمس في مكتبة بيته بقية اليوم إلى حدود منتصف الليل، إلى درجة أن بعض سكان طنجة كانوا يضبطون ساعاتهم على مرور بوكماخ من مكان ما، أو قدومه أو مغادرته…
لنتذكر فقط….أجيال “اقرأ” بقدر ما تتباهى بعصرها الذهبي، فهي تتحسر على ما يدرس حاليا في المناهج التربوية


الكاتب : عزيز مفضال

  

بتاريخ : 14/06/2023