صانع بطولات وأمجاد معركة الهري الخالدة
يخلد الشعب المغربي ومعه أسرة المقاومة وجيش التحرير وساكنة مدينة خنيفرة يومه الاثنين 28 مارس 2022 الذكرى الواحدة بعد المائة لاستشهاد أحد أبطال المقاومة والتحرير، الذي يسجل له التاريخ بمداد الفخر والاعتزاز مواقفه البطولية وصموده الكبير في وجه القوات العسكرية الأجنبية الغازية، المدججة بترسانة من الآليات العسكرية والأسلحة الحربية الفتاكة.
إنه الشهيد موحى أوحمو الزياني، بطل معركـة الهري المجيدة التي خاض غمارها المقاومون الأشاوس في13 نونبر من سنة 1914، وسجلوا خلالها انتصارات باهرة على الجيوش الغازية التي تكبدت خسائر فادحة في العدة والعتاد والجنود.
ففي يوم السابع والعشرين من شهر مارس سنة 1921، استشهد موحى أوحمو الزياني في معركـة أزلاك نتزمورت بجبل تاوجكالت ، وذلك بعد سنوات من مواجهة الأطماع الاستعمارية، إذ سارع إلى تحفيز وتعبئة الفلاحين وساكنة أعالي نهر أم الربيع حتى السهول الأطلسية، ويمم سنة 1908 صوب بلاد الشاوية لمؤازرة قبائلها والتصدي لجيش الاحتلال الفرنسي، ومن الشاوية إلى سهول سايس، وخاض معارك طاحنة بزمور وزعير، منها على سبيل المثال، معركة تافودايت في أبريل 1912 ببلاد زمور، ومعركـة أكوراي ببـلاد كـروان جنـوب مكنـاس فـي مـاي من نفـس السنة، ومعركة الزحيلكة بتراب زعير، ومعركة إيفران بسيدي عبد السلام، بتراب بني مطير في يونيو 1912، ومعركة وارغوس سنة 1913 بناحية وادي زم.
وتجلت مقاومة البطل موحى أوحمـو الزياني بقوة غداة محاولات المستعمر لبسط سيطرته على خنيفرة سنة 1914 حيث وقف بصمود منقطع النظير في مواجهته والتصدي لمخططاته. ويعتبر أكبـر انتصـار حققــه البطل موحـى أوحمـو الزيانـي، هو الانتصـار الذي انتزعـه فـي معركـة الهـري الخالـدة فـي 13 نونبر1914 ، هذه المعركة التي كان لها صدى عميق، ليس فقط في المغرب، بل كذلك في فرنسا. وبالرغم من التعتيم الإعلامي، فقد استطاع أن يحطم جيش الكولونيل «لافيردور» تحطيما كاملا، وأن يحوله إلى جثث من القتلى وأجسام من الجرحى، انتشرت على أرض قرية الهري الصغيرة، وأن يغنم كميات من المدافع والرشاشات، وعددا كبيرا من البنادق وقطع الأسلحة.
وقد حاولت إدارة الإقامة العامة للحماية الفرنسية استمالته بشتى الإغراءات، لكن لم يفلح أي وسيط أو مبعوث في إقناعه، وكان جوابه دائما حسب ما وثقته المصادر: «لن أرى مسيحيا إلا من خلال فوهة بندقيتي وأصبعي على زناد الرمي».
وإحياء لهذه المعلمة التاريخية المجيدة، تنظم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير يومه الاثنين 28 مارس 2022 برنامجا للأنشطة والفعاليات بجماعة اكلمام ازكزا بإقليم خنيفرة على الساعة العاشرة والنصف صباحا، يشتمل على زيارة لضريح الشهيد موحى أو حمو الزياني والترحم على شهداء الحرية والاستقلال، ومهرجانا خطابيا تلقى خلاله كلمات وشهادات للإشادة بفصول هذه الملحمة البطولية وإبراز مكانتها المتميزة في تاريخنا الوطني بمشاركة الفاعلين الإقليميين والمنتخبين ونشطاء المجتمع المدني والعمل الجمعوي والمنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير، سيتم خلاله تكريم صفوة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الفئة المجاهدة الجديرة بموصول الرعاية والعناية.