أجمع ثلة من القادة السياسيين ورجالات الحركة الوطنية، الجمعة بالرباط، أن المناضل الراحل محمد بوستة، ظل على امتداد حياته الزاخرة بالعطاء والبذل مدافعا عن سيادة الوطن وثوابته، ومناصرا للقضايا العربية والإسلامية ولقيم التحرر والعدالة والديمقراطية.
واعتبر الدويري أن ما قام به الفقيد، الذي جمعته به صداقة امتدت لأزيد من سبعة عقود، «سيظل مفخرة يعتز بها المغرب»، مؤكدا الالتزام بالقيم والمبادئ التي عاش لها وبها الراحل محمد بوستة والتي تظل خير عزاء في فقدان رجل من طينته.
وأكد أن الراحل، الذي تدرج في المهام الحكومية وشغل منصب الأمانة العامة لحزب الاستقلال لأزيد من عقدين، «كان خط التوازن والاعتدال في حزبه وفي السياسة الوطنية». وبدوره، استعرض الأمين العام السابق لحزب الاستقلال عباس الفاسي، جوانب مضيئة في مسيرة الراحل السياسية والنضالية والمهنية الحافلة بالمواقف الإنسانية.
وتوقف بشكل خاص عند انخراط الراحل القوي في المعركة من أجل استقلال المغرب ومساهمته في وضع أسس الدبلوماسية المغربية، مشيرا إلى أنه ترك بصمات واضحة في مختلف المرافق الوزارية التي تولى تدبيرها.
أما الأمين العام الحالي للحزب حميد شباط، فأكد أن استحضار مناقب وجهاد الراحل محمد بوستة لا يعني الحديث عن فرد أو حزب أو عن خيار سياسي وإيديولوجي، بل عن جيل وعن تجربة حزبية وطنية وعن وطن ومسارات وتاريخ وأحداث. وقال إن الراحل يعد واحدا من الرجال الذين طبعوا مسار المغرب وعايشوا أهم وأدق المراحل وأصعبها، وسيظل نموذجا وقدوة في العمل الوطني، مسجلا أن محمد بوستة جمع كثيرا مما تفرق في غيره «فهو رجل القانون والسياسية، وفي ذات الوقت محب للفلسفة ودارسها، وهو السياسي الممارس، والحقوقي الذي ظل مكتبه قبلة للمظلومين».
وقد تميز هذا الحفل التأبيني بالرسالة السامية لجلالة الملك محمد السادس والتي أكد من خلالها جلالته أن «المغرب فقد بوفاة المرحوم محمد بوستة، واحدا من رجالات الدولة الكبار، المشهود لهم بالحكمة وبعد النظر، والالتزام بخدمة قضايا الوطن والمواطنين».
وأبرز جلالة الملك أن الفقيد أبان طيلة مساره الحافل بالعطاء الوطني الصادق، عن روح المسؤولية العالية، والتفاني ونكران الذات، في مختلف المهام والمسؤوليات النيابية والحكومية والدبلوماسية، التي تقلدها، بكل كفاءة واقتدار.